ننشر لكم معلومات عن أسد سيناء. بدأت الأحداث في العام 1996 حين عد الشهيد سيد زكريا من ضمن المفقودين فى الحرب وفى مدينة برلين بألمانيا دخل دبلوماسى إسرائيلى يعمل بتلك المدينة إلى السفيرة المصرية هناك لمقابلة المسؤلين بها حيث قام بتسليمهم متعلقات جندى مصرى أستشهد فى حرب أكتوبر 1973 مفجراً مفاجأة وهى أن هذا الجندى تمكن من إبادة سرية كاملة من القوات الخاصة الاسرائيلية وأن هذا الدبلوماسي الاسرائيلي الذى كان جندياً فى تلك الحرب كان شاهداً على بطولة وشجاعة الجندى المصرى الأمر الذى دفعه إلى إطلاق لقب "أسد سيناء" عليه وتناقلت وكالات الأنباء العالمية وجريدة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية الخبر وسطع إسم الجندى سيد زكريا خليل فى الأفق بعد إستشهاده بما يقرب من ربع قرن وتم كشف اللثام عن هذا البطل وبالمتحف الحربى بقاعة سلاح الصاعقة تم تعليق لوحة نحاسية نقش عليها وجه البطل , وأسفلها طاولة عرض زجاجية بها متعلقات البطل التى سلمها الدبلوماسى الأسرائيلى وهى عبارة عن بطاقة عسكرية لتحقيق الشخصية ومبلغ مالى عبارة عن ورقة فئة الجنيه و3 ورقات فئة العشرة قروش , وقطعة معدنية فئة العشرة مليمات , وحوالة بريدية مرسلة لأهله بمبلغ 18 جنيهاً وخمسين مليماً وتلغرافاً به عنوان المرسل إليه الحوالة والعنوان هو : الأقصر – أبو الحجاج – نجع الخضرات . وكذلك خطابان أحدهما من أخيه محمود الذى يكبره سناً وكان أيضاً مجنداً بالقوات المسلحة فى تلك الفترة وإن كان قد سبقه بتاريخ التجنيد يخبره فيه بموعد أجازته الميدانية وتمنياته أن توافق فى جزء منها أجازة أخيه لكى يتقابلا خلالها أما الخطاب الآخر فقد كتبه سيد ليرسله إلى أخيه محمود يوصيه فيه باخوته البنات ويطلب من أسرته ألا تحزن إن أصابه مكروه خلال الحرب الوشيكة وعلو منزلة الشهيد عند ربه كما أرسل سلامه لجميع أفراد عائلته ولكن تأخر وصول هذا الخطاب لمدة 22 عاماً. كما أحتوت الحافظة على تصريح أجازة بأسمه من يوم 18/9/1973حتى حتى يوم 25/9/1973 و تلغراف من وحدته تطالبه بقطع أجازته وتسليم نفسه لوحدته يوم 24/9/1973م وذلك لظروف بدء مناورة الخريف التى تمت العمليات الحربية تحت سترها. سيد زكريا خليل من قرية البياضية بحضن الجبل ضواحى مدينة الأقصر وهو من مواليد عام 1949 تم إختياره ضمن صفوف الصاعقة التى أثبت فى تدريباتها مهارة فائقة دفعت به ضمن أقوى تشكيلاتها ضمن أفراد الكتيبة التى كان يقود رجالها العميد برادة وفى ثانى أيام معركة التحرير كلف سيد مع مجموعة من أبطال الصاعقة بالتوجه إلى عمق سيناءعلى الجانب الآخر من منطقة الممرات لمنع قوات العدو الاحتياطية من إجتياز أحد هذه الممرات , ووقف تقدمها على الأقل لمدة 24 ساعة حتى يكتمل عبور قواتنا المدرعة لقناة السويس . وقبل أن يأخذ الرجال أماكنهم فى الهليوكوبتر المعدة لنقلهم إلى مكان العملية , وأثناء تزويدهم بالسلحة والذخائر , والتعيين من أطعمة ومشروبات تكفيهم لمدة 24 ساعة على الأقل.. فوجئ النقيب على قائد هذه المجموعة بسيد يرفض أخذ المعلبات الغذائية .. ودار بينهما الحوار التالى :- النقيب على : لماذا ترفض أخذ التعيين؟ سيد : يا أفندم أنا عايز بدلاً منه كمية من الذخائر. النقيب على : إنت عارف أن مدة العملية 24 ساعة على الأقل لآزم تتناول خلالها طعام. سيد : يا أفندم كفاية علىّ زمزمية المياه ... أنا يمكن أصبر على الجوع , وعلى العطش .. لكن موش حا أقدر أتحمل أن العدو موجود أمامى وذخيرتى خلصت , وموش قادر أتعامل معه. وبالفعل أمر النقيب على لسيد بكميات إضافية من الذخائر على حساب تعينه بما لا يسبب له عائقاً أثناء حركته وأدائه لمهامه المكلف بها. وأقلعت الهليوكوبتر فى الجو برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه... ورويداً رويداً حطت بهم بحذر فى النقطة المطلوبة وما هى إلا عدة ثوان وكان الرجال جميعهم خارج الطائرة بأسلحتهم وذخائرهم , وبنفس السرعة عادت الطائرة لكى لا تكشف مكان هؤلاء الأبطال الذين أنتشروا بسرعة الفهود فى مسرح العملية يهيئون الأرض تجهيزاً مناسباً , ومستخدمين الثنيات الطبيعية فى ألاختباء وتشوين الذخائر فى الخلف بين صخور المنطقة، مستخدمين أعشاب المنطقة غطاء لخوذاتهم وملابسهم زيادة فى التمويه، وظلوا من صباح هذا اليوم فى حالة تامة من السكون، والحذر، والترقب حتى عصر اليوم نفسه حينما ترامى إلى مسامعهم أصوات جنازير دبابات قادمة من جهة الشرق تعلوهم طائرة هليوكوبتر تتقدمهم لتأمين الطريق، ومع زياة إقتراب مدرعات العدو، وطائرته إستمروا فى سيرهم الطبيعى فى إتجاه الأبطال دون أن يبدو عليهم أنهم قد إكتشفوا الكمين الذى ينتظرهم ... وذلك لحسن إنتشار رجال الصاعقة المصرية , وحسن تخفيهم عن الأنظار , ولرباطة جأشهم ,وعدم صدور ما من شأنه لفت الانتباه إليهم على الرغم من دنو الخطر القاتل منهم.