كتب حسين فوزي كتابه "سندباد مصري.. جولات في رحاب التاريخ" بين عامي 1954 و1959 وفيه يغوص في أعماق خصوصية الشعب المصري، وقد تصدره الإهداء التالي: إلى صديقي الفنان الكبير توفيق الحكيم". وقد صدرت مؤخرا طبعة جديدة من هذا الكتاب ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" التي يرأس تحريرها الدكتور أحمد زكريا الشلق وتصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بمقدمة لعبد المنعم محمد سعيد.
يطوف الكتاب في تاريخ مصر المتلاطم الأمواج، مقدما رؤية خاصة لحالها عبر مختلف الحقب التاريخية، كما يلقي الضوء على أبرز التحولات والمواقف التي أسهمت في تكوين الشخصية المصرية.
ويسعى الكتاب أيضا إلى إبراز التضحيات التي قدمها المصريون على مدار التاريخ، وكفاحهم الدائم نحو الحرية والكرامة وحق تقرير المصير.
ويتألف الكتاب من ثلاثة أقسام، الأول بعنوان "الظلام"، والثاني "الخيط الأبيض الخيط الأسود، والثالث "الضياء".
وفي الخاتمة يقول حسين فوزي: "لا يعنيني كثيرا إذا كانت مصر أثرت على حضارة أوروبا، أو أن أوروبا هي بنت التوراة ويونان وروما والإنجيل فحسب، كما لا يجدي الادعاء بأن حضارة مصر القديمة باقية فينا إلى اليوم، فهي غير باقية، وانتهى الأمر، إنما الذي يعنيني ويجب أن نهتم به كل الاهتمام هو أن نعيد تلك الحضارة إلى الحياة في نفوسنا، وذلك بأن نحاول فهمها وأن ندرس حكمتها وعلمها وفنها، وليس معنى هذا الفهم وتلك الدراسة أن نعود إلى أساليب الفن القديم، فتلك أفكار سطحية مشوشة، ودعوة تنقصها أقل خبرة بالحياة الفكرية".
ويضيف: ".. أما اللغة العربية فهي دعامة صرحنا الثقافي كله، وتعمقنا دراستها، نحوا وصرفا وأساليب، يزيد اطمئنانا إلى صدق حياتنا، ورسوخ قواعدها.. وعنايتنا القويمة بالحضارة العربية لا تعفينا من أن نحيي في نفوسنا تاريخ حضارتنا السالفة، في قالب عربي بليغ، إذ يجب أن يتكون المصري عقلا وشعورا مما يوحي به تاريخه الحضاري كله، فيتمثل حضارته جميعها في إطار لغته العربية".