شنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخميس هجوما قويا على الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل قمة لمجموعة العشرين في ألمانيا، منتقدة نزعته الحمائية وانسحابه من اتفاق باريس حول المناخ. وامتنعت ميركل عن ذكر ترامب بالاسم في كلمة أمام مجلس النواب حول أهداف القمة التي تضم أبرز القادة الدوليين والمقررة الاسبوع المقبل في هامبورغ، الا انه كان من الواضح انه المعني بكلامها. وقالت ميركل إن كل التحديات الدولية "لا حدود لها، لذلك وأكثر من اي وقت مضى، يرتكب خطأ كبيرا من يظن أن بالامكان حل مشاكل العالم من خلال الحمائية والانعزالية". وتابعت أنها حددت للقمة التي يشارك فيها خصوصا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب هدف "أن يبرهن القادة على ادراكهم لمسؤولياتهم (ازاء الكرة الارضية بأسرها) ويتحملونها". وبعد ان كانت العلاقات بين المانياوالولاياتالمتحدة جيدة جدا ابان حكم الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، باتت تشهد توترا منذ اعلان خلفه ترامب انسحاب بلاده من اتفاق باريس وخطابه الحمائي على صعيد التجارة. يستهدف ترامب بشكل خاص ألمانيا والسيارات التي تصدرها إلى الولاياتالمتحدة وسبق أن هدد بتعريفات جمركية عليها. في ما يتعلق بالمناخ، قالت ميركل ان "الخلاف (مع الولاياتالمتحدة) معروف ولن يكون من الصواب إخفاؤه، وانا لن أقوم بذلك في كل الاحوال". واضافت ان أوروبا "أكثر تصميما من اي وقت مضى" على مكافحة التغير المناخي، مشددة على ان اتفاق باريس "غير قابل للتفاوض" من جديد، في استبعاد لطلب من الادارة الاميركية باعادة التفاوض حول الاتفاق. من المتوقع ان تكون قمة مجموعة العشرين التي تمثل 75% من التجارة الدولية، احدى اللقاءات الدولية الأكثر خلافية في السنوات الاخيرة. ولمواجهة نقاط الخلاف مع واشنطن تجمع ميركل ظهر الخميس في برلين عددا من القادة الاوروبيين وبينهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتشكيل جبهة موحدة. وتقول مصادر عدة ان الأعمال التحضيرية لقمة مجموعة العشرين من أجل التوصل الى مشروع بيان مشترك بدت حتى الآن "صعبة جدا". واتهم وزير خارجية ألمانيا سيغمار غابريال واشنطن صراحة بالسعي الى التخريب. قال غابريال الثلاثاء "ليست هناك استراتيجية مناهضة للولايات المتحدة وبالتأكيد ليس من جانب الحكومة الالمانية، لكن هناك واضعي استراتيجية أميركيين يخططون لسياسات مناهضة لأوروبا ولألمانيا". ونظرا للاشكاليات مع واشنطن تسعى ميركل تحضيرا لمجموعة العشرين إلى عقد تحالفات في ملفي المناخ او التجارة مع قوى آسيوية ناشئة كالهند والصين. لكن ذلك لا يحول دون حذرها من طموحات بكين. وحذرت ميركل في مقابلة الخميس من النزعة التوسعية الاقتصادية لدى الصين، التي تعتبر اوروبا، بحسب المستشارة الالمانية "شبه جزيرة آسيوية". أضافت "على اوروبا العمل بلا هوادة للدفاع عن تأثيرها"، معربة عن دعم مشروع ماكرون الهادف إلى تعزيز الدفاع على المستوى الاوروبي عن القطاعات الصناعية الاستراتيجية في مواجهة أطماع الخارج. ويعكس هذا الدعم الدينامية المستعادة في العلاقة الفرنسية الالمانية، رغم ان تنافسا على الزعامة الأوروبية بدأ يرتسم بين ميركل وماكرون. فقد حقق الرئيس الفرنسي مؤخرا إنجازين دبلوماسيين، مع نجاحه في 'حضار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى باريس، وإحرازه موافقة ترامب على المشاركة في احتفال فرنسا بالعيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو. إلى جانب الخلافات مع الرئيس الأميركي تهدد ملفات خلافية أخرى بالتشويش على قمة مجموعة العشرين. فقد رفضت برلين الخميس طلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان القاء خطاب أمام مواطنيه الأتراك في ألمانيا على هامش قمة مجموعة العشرين الأسبوع المقبل، وسط مناخ من التوتر الحاد بين البلدين.