هاني سامي يكتب: العشرة المبشرون بالفشل في دراما رمضان

اقتربت الأيام العشر الأولى، أى ثلث شهر رمضان الكريم من النهاية، ومع الدخول فى عمق العشرة أيام الثانية لتزداد سخونة المسلسلات بات واضحا بشدة أن هناك نجوم حققوا الفشل مع سبق الإصرار والترصد، ورغم حملات الصحفيين والإعلاميين أصدقاء هؤلاء لتلميعهم وزيادة نسب المشاهدة إلا أن هذا لم يعد كافيا للنجاة من الفشل الذى صار يلاحقهم ومسلسلاتهم مثل العار تماما، ورغم أن عدد نجوم الفشل ربما يتجاوز رقم 10 مع نهاية الشهر الكريم إلا أننا نرصد العشرة الأكثر فشلا حتى الآن.

في البداية نجد الفنان مصطفى شعبان، يظهر في شخصية على الشخص الذي تم فصله من عمله فيتحول لنصاب، والحقيقة هنا انه رغم محاولة المؤلف أحمد عبد الفتاح طرح شخصية على بشكل يشابه لما كان يفعله أرسين لوبين أو اللص الظريف، وهى الشخصية التى ابتكرها الكاتب الفرنسى موريس لوبلان، إلا أن مصطفى شعبان فشل ببراعة فى أداءه النمطى المتكرر الخالي من اى إبداع خاصة بعد ان استند إلى مناهج التمثيل الخاصة بحقبة الخمسينات، ورغم أن قيامه بدور كمال فى مسلسل "العار" وهو الدور الذى قام به الراحل نور الشريف بأداء عبقرى فى فيلم تأليف محمود أبوزيد يحمل نفسه الاسم، إلا أن مصطفى شعبان فشل فى إقناع الجميع بالدور وقتها ولكن لمحة الكوميديا التى منحت الدور ظلالا من القبول ربما هى التى دفعت مصطفى شعبان لتكرار الأمر وتقديم شخصية على فى مسلسل "اللهم انى صائم" هذا العام بأداء مشابه، ولكن كالعادة لم يقدم النجم الذى قضى نحو ربع قرن فى مهنة التمثيل فى إقناع المشاهد بالشخصية التى قدمها بأداء هزيل يحمل استسهال مبالغ فيه فكانت النتيجة فشل شعبان ومسلسله وكان أضحوكة السوشيال ميديا طوال الفترة السابقة.
سمية الخشاب تقدم هذا العام مسلسل "الحلال" والحقيقة أن أسهمها تراجعت بشدة خلال السنوات العشر الأخيرة بعد أن كانت مرشحة بقوة لاحتلال الصف الأول فى النجومية؛ فقبل سنوات كان اسم سمية متوهجا بعد نجاح ثلاثة أفلام شاركت فيها للمخرج خالد يوسف وهم "حين ميسرة"، "خيانة مشروعة"، "الريس عمر حرب" فتحمس لها المنتج تامر مرسى ومنحها بطولة مسلسل "حدف البحر" ولكن لم يكن اسم سمية الخشاب كافيا للتصدي للبطولة ففشلت فشلا ذريعا، فعادت بعد سنوات للبطولة المشتركة أو قلّ التمسك فى نجاح نجم أخر لتكون موجودة على الساحة فحققت نجاحا ملحوظا فى مسلسل "ريا وسكينة" أمام عبلة كامل، وشاركت فيفى عبد مسلسل "كيد النسا"، "يا انا يا انتى" وشاركت صابرين مسلسل "وادى الملوك"، و"ميراث الريح" أمام محمود حميدة الذى عانى إخفاق وتراجعت شعبيته فى هذا المسلسل.

سمية تصدت للبطولة المطلقة هذا العام فى مسلسل "الحلال" عبر المنتج صادق الصباح وهو الوحيد الذى تحمس لها فحاول قدر الإمكان توفير عوامل النجاح فجاء بيومى فؤاد - رجل المرحلة - ليقف أمامها وقصة لسماح الحريرى المؤلفة المتميزة والمخرج احمد شفيق ولكن كل هذا لم يمنع خمسة نجمات من الاعتذار عن العمل حينما علمن بان البطلة سمية الخشاب والتى جاءت حلقاتها الأولى من المسلسل مليئة بالمبالغة فى أداءها دور دهبية إحدى فتيات الحارة الشعبية وهو دور يحتاج لفتاة بمرحلة العشرينات من العمر لا ان تقدمه سمية الخشاب التى تخطت عامها الخمسين وهو ما كان سبب كثير من الخلافات بينها وبين مخرج العمل الأول أكرم فريد فطردته وجاءت بأحمد شفيق لينفذ لها ما تريده وتكون بطلة العمل وأمام الكاميرا طوال ال 30 حلقة تروج فيهم للدجل والشعوذة.
زينة تقدم هذا العام مسلسل "لأعلى سعر" وهنا هى تقفز على نجاح نيللى كريم وتتعلق به عسى أن يكون لها مسلسل العام المقبل كبطولة مطلقة ولكن هذا لن يحدث لزينة والتى لا يعرف احد من أين تستمد قوتها فى الوسط الفنى فقبل ثلاثة أعوام اشترطت على منتج مسلسل "أرض النعام" كتابة اسمها على التيتر بجوار البطلة رانيا يوسف والقفز على نجاحها لذا تقدمت بشكوى ضد المنتج وقتها وأجبرت النقابة أن يدفع المنتج عاطف كامل مليون جنيه لرانيا يوسف مليون جنيه كتعويض لوضع اسم زينة بجوار اسمها فى لوحة واحدة وهذا تسبب فى فشل المسلسل بشكل لافت، خاصة وان رانيا يوسف قدمت بطولة جماعية فى العام التالى عبر مسلسل "الوصايا السبع" وحقق نجاحا كبيرا، وهذا العام تقدم مسلسل بأداء باهت للغاية تسبب فى انصراف المشاهد عن متابعة العمل رغم أن نيللى كريم لها قاعدة كبيرة وكذلك نبيل الحلفاوى المشارك فى العمل.

حال زينة هو نفس وضعية حورية فرغلى، التى مسخت ملامحها تماما وافتقدت القدرة على تعبيرات الوجه بسبب جراحات التجميل المبالغ فيها التى قامت بها مؤخرا وكان لها سوء الأثر على انفعالات وجهها ونحن هنا لا نبخسها حقها فى إجراء اى جراحة فتلك مساحة شخصيتها ولكن نلفت فقط ان تلك الجراحات أضرتها.

حورية هذا العام تقوم ببطولة مسلسل "الحالة ج" وتقوم بدور عليا، والحقيقة يقفز هنا تساؤل هام وهو لماذا نيو سينشرى هى شركة الإنتاج الوحيدة التى تتحمس لحورية فرغلى وتنتج مسلسل بطولتها هذا العام رغم وجود احمد زاهر بطلا للمسلسل ؟! حورية فرغلى فى مسلسل " الحالة ج " لا تتذكر اسمها بعد كل حلقة إلا لو شاهدت تيتر المسلسل.

أحمد مكى الرهان الذى صار خاسرا بطعم المرار لأنه بالفعل ممثل موهوب للغاية، فبعد أن اخفق سينمائيا بدت محاولته لتحقيق نجومية فى التليفزيون مقبولة للغاية خاصة بعد ان قدم أجزاء ناجحة من مسلسل "الكبير اوى" بلغت أربعة وخسر الخامس منها بسبب انفصال دنيا سمير غانم عنه عاد هذا العام بعيدا عن الكبير بمسلسل "خلصانة بشياكة" ورغم ان الفكرة فى إطار من الفانتازيا البراقة الا أنها ضاعت بين زحام المعالجة والحوار الهابط والأداء الصارخ لأحمد مكى الذى استعان بطرفا نجاح تجربة ثلاثية هامة وهم شيكو وهشام ماجد واللذان انفصلا عن احمد فهمى ولكنهما لم ينقذا مكى الذى كان بدأ دراميا بشكل جيد عبر مسلسل "تامر وشوقية" ومن بعده "الكبير اوى"، ولكنه لم يكمل النجاح وصارت اختياراته سيئة للغاية سواء فى السينما أو التليفزيون.

شيكو وهشام ماجد هما نجمان لتجربة ثلاثية كانت ناجحة للغاية حينما كان معهم النجم أحمد فهمى، ووضح بعد انفصالهم ان كلاهما كان يختبئ فى نجاح فهمى وبالأدلة أقول ذلك، فمع أول اختبار سينمائى بعد انفصال الثلاثى حيث كان فهمى وحيدا فى فيلم "كلب بلدى" بينما كان شيكو وهشام يقدمان بطولة فيلم "حملة فريزر" وكان الموسم السينمائي الماضى ساخنا للغاية فحصل فهمى بفيلمه على المركز الثانى فى السباق بعد احمد حلمى بفيلمه "لف ودوران" بينما حقق شيكو وهشام المركز الأخير فى الإيرادات فى هذا الموسم وهذا العام على المستوى الدرامى نجد فهمى يقدم تجربة ناجحة للغاية وهى مسلسل "ريح المدام" ويشاركه البطولة اكرم حسنى، أما شيكو وهشام ماجد فقد اختارا احمد مكى للقفز والركوب على نجاحه السابق ولكن للأسف سقط الثلاثة هشام وشيكو ومكى، لهذا فقد تأكد هذا العام ان شيكو وهشام ماجد فى مستوى فنى متدن للغاية والتفت الجميع ان الجميع الذى حققه كلاهما فى السابق ينسب فقط لأحمد فهمى صاحب الأفكار البكر البراقة، سئل فهمى لماذا استكمل مسلسل "الفرنجا" مع شيكو وهشام ماجد فقال: "انه فقط مرتبط بعقد مع الشركة المنتجة".
أحمد رزق ممثل جيد ولكنه غير مقتنع بالمرة أنه فشل فى أن يكون نجم شباك سواء فى السينما أو الدراما ولنا فى هذا حديث طويل لاحقا، فالفنان الأربعيني خرج توا من تجربة سينمائية وهى فيلم "يجعله عامر" والذى لم يحقق اى نجاح يذكر بعد أن تصدر رزق أفيش وتيتر الفيلم وعاد هذا الموسم دراميا ليقدم مسلسل "ازى الصحة".

رزق قدم على مستوى الدراما التليفزيونية فى عام 2008 مسلسل متميز للغاية وهو "أيام الضحك والدموع" وحقق المسلسل نجاحا لافتا وهذا ما دفع جهة منتجة لإنتاج مسلسل "فؤش" وفشل فشلا ذريعا لان إمكانيات رزق وضحت عن قرب كفنان يفتقد مواصفات نجم الشباك ويحمل نجومية فى مكان أخر وهو الدور الثانوى المحورى فى الأحداث والدليل على هذا انه نجح بعض الشىء فى الأعمال التى لم يتصدر اسمه فيها الأفيش أو التيتر أو جاء مع آخرين منها مسلسلات "العار"، "الكيف"، "الاكسلانس" مع احمد عز، "خطوط حمراء" أمام السقا، "الإخوة الاعداء"... الخ ، على احمد رزق ان يدرك حقيقة مكانة ويعمل لان يكون كبيرا من خلاله ولا ينافسه فيه احد وليس بالضرورة ان يكون بطلا مطلقا.
بيومى فؤاد ذبح بيده البريق والوهج الذى أحاط به خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث قدم هذا العام بطولة مسلسل "شاش فى قطن" وتصدى للبطولة المطلقة وما يعانى منه احمد رزق فعله بيومى فؤاد الذى لم يعد قانعا بدور المساعد او السنيد الثقيل وقدم من بطولته مسلسل هابط قام بتأليفه ورشة من الكتاب المغمورين وجاء أداءه كبطل للمسلسل مختلف وغير مقنع عن أداءه الأدوار التى كان يقدمها فى الأسبق، دور الدكتور حسن شاكر فى مسلسل "قطن فى شاش" لم يضف اى شيء لبيومى فؤاد والذى ربما ساهم دون ان يقصد فى زيادة نجومية الفنان محمد ثروت الذى يقدم دور قنديل فى نفس المسلسل، ومن الأشياء التى ساهمت فى فشل بيومى فؤاد هذا العام مشاركته فى بطولة مسلسل ضعيف مثل "الحلال " أمام سمية الخشاب فكيف فى عام واحد يقدم عملا كبطل ويقدم أخر كسنيد.
"الحرباية" أو مسلسل هيفاء وهبى، نستطيع أن نقول أنه حاز على نسب مشاهدات ليست بالعالية، فلا شك أن هيفاء أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها ممثلة موهوبة ورغم ذلك لم تستثمر تلك الموهبة بالشكل الأمثل خاصة فى الدراما التى قدمت فيها ثلاث تجارب أمام واحدة فى السينما وهى "دكان شحاتة" فى عام 2015 قدمت هيفاء مسلسل ساهم فى نجاحه النجم الكبير خالد النبوى وهو "مريم" وبعدها فى العام الماضى 2016 لجأت للمؤلف مصطفى محرم على طريقة نادية الجندى وقدمت مسلسل "نوسة" ولم يحقق نجاح موازٍ للمسلسل الأول، وجاءت هذا العام لتؤكد إيمانها الكامل بنظرية نادية الجندى لتقدم مسلسل "الحرباية" عبر دور عسلية فى قصة استهلاكية مكرر قدمتها عبر مسلسلين ولم تقدم اى جديد هذا العام.