عيّنت الحكومة الإسبانية "إدلميرا باربيرا" أول وزيرة للجنس بهدف إعداد استراتيجية قومية لتشجيع الأزواج على إنجاب مزيد من الأبناء ومواجهة تراجع معدل المواليد، وفقاً لصحيفة "ذا صن" البريطانية اليوم. وتواجه إسبانيا أزمة سكانية، حيث سجلّت لاعام الماضى ارتفاع عدد الوفيات أكثر من المواليد لأول مرة، كما تعدّ أقل البلاد إنجابا بين العالم.
ويرى الخبراء أن زيادة ساعات العمل وثقافة تأخير وجبة العشاء حتى أخر الليل، من بين الأسباب التى أثرت على الحياة الجنسية.
وقال أحد الخبراء إن الحياة بمدريد لا تشجّع على تكوين أسرة، حتى أن الأمور تسير للأسوأ حال إنجاب طفل، ووفقاً للصحيفة أن عدد المواليد تراجع بنسبة 18% منذ عام 2008.
وفى 2015 سجلت إسبانيا "الدولة المسنّة" معدلات غير مسبوقة، حيث تجاوزت عدد الوفيات لأول مرة معدل المواليد منذ عام 1941، وفقاً لبيانات المركز القومي للإحصاء.
وأعن المركز بالأرقام أنه في 2015 تم إنجاب 419.109 طفلاً، أي 8.486 أقل من العام الأسبق بنسبة 2%، كما توفي 422.276 شخصاً وبزيادة 6.7% عن العام الاسبق، الأمر الذي يصنف كزيادة سلبية، لم تحدث منذ 74 عاماً.
كما توضح الأرقام نقصاً بعدد المواليد بنسبة 20% عن عام 2008، حينما سجلّت انجاب 519.779 طفلاً، والتي كانت الأعلى منذ 30 عاماً. وفى تقرير أخر نشره مؤخراً، مكتب الإحصاء القومى، أشار إلى أن إسبانيا ستفقد نحو 5.5 مليون من مواطنيها خلال ال50 عاماً المقبلة، بما يعادل 11.5% من السكان، لينخفض تعداد السكان إلى 41.1 مليون نسمة، نتيجة انخفاض معدل المواليد، وزيادة الوفيات.
ووفقاً للتقرير، أن البلد الأوروبي يعاني أزمة بتركيبة السكان نتيجة انخفاض المواليد، مضيفاً أن نسبة كبار السن- من هم فوق ال65 عاماً- سيشكلون نسبة 34.6% من مجموع السكان، مقابل 18.7% حالياً.
كما أشار إلى انخفاض المواليد يعود إلى قلة النساء في عمر الخصوبة "15 إلى 49 عاماً"، حيث يشكلون 1.8 مليون فقط، بنسبة 16.6%، مقارنة ب3.5 مليون امراة فوق سن ال50 بنسبة 23.7%، كما أكد أنه بحلول عام 2066 سيكون هناك 1.7 مليون طفل فقط أقل من 10 سنوات.