تصدر المحكمة الجنائية في بلجيكا اليوم الثلاثاء، حكمها في قضية الخلية الجهادية التي تم كشفها مطلع 2015 في مدينة فيرفييه وتصفها هيئة الاتهام بأنها "مسودة" المجموعات المسلحة التي نفذت اعتداءات باريس في نوفمبر الماضي. وسيبدأ رئيس المحكمة بيار هندريكس تلاوة الحكم عند الساعة التاسعة (7:00 ت غ).
وبعد محاكمة استمرت إسبوعين ونصف الأسبوع، طلب المدعي الفدرالي برنار ميشال في 19 مايو، عقوبات بالسجن لمدد تتراوح بين عشر سنوات و18 عاماً على أربعة رجال يعتبرهم "قادة" هذه الخلية التي أصبح زعيمها عبد الحميد أباعود المنظم للاعتداءات التي وقعت في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) في فرنسا.
وأباعود البلجيكي المغربي البالغ من العمر 27 عاماً، قتل بعد خمسة أيام من الاعتداءات في عملية دهم للشرطة الفرنسية في ضاحية سان دوني الباريسية.
وقبل عشرة أشهر من اعتداءات باريس التي أودت بحياة 130 شخصاً، وبالتحديد في 15 يناير (كانون الثاني)، أدى هجوم شنته القوات الخاصة البلجيكية على منزل في وسط فيرفييه شرق بلجيكا إلى مقتل جهاديين عائدين من سوريا هما سفيان أمغار وخالد بن العربي.
ويرى المدعي أنه لا شك في أن الخلية كانت لديها خطة لارتكاب "عمل إرهابي عنيف" وأن الهدف يبقى غامضاً، وأضاف خلال جلسات المحاكمة "أن داعش هو من يقوم بتصدير نفسه إلى بلجيكا وأوروبا".
واعتقل رجل ثالث يدعى مروان البالي في المنزل في فيرفييه، وقد أحيل على المحكمة الجنائية مع 15 رجلاً آخرين يعتقد أنهم أعضاء في هذه المجموعة، بينهم تسعة يحاكمون غيابياً.
وطلب ميشال عقوبة السجن 15 عاماً للبالي معتبراً أنه تولى "طوعاً" مهمة العمل اللوجستي التي كلف بها، إلا أن محاميه طلب تبرئته ونفى أن يكون فتح النار على رجال الشرطة، كما أكد أنه لم يجر أي اتصال مع عبد الحميد أباعود أحد قياديي تنظم داعش وكان يدير الخلية من اليونان.
وطلب محامي صهيب العبدي الذي أقر بأنه "مزور" الخلية، عقوبة بالسجن "أقل من خمس سنوات" لموكله، بينما تعتبر النيابة دوره أكبر من ذلك وطلبت معاقبته بالسجن 16 عاماً.
أما محامي محمد أرشاد الذي يعتبر الخبير اللوجستي الرئيسي، فقد طلب تبرئة موكله من محاولة شن اعتداءات واعتباره عضواً وليس قيادياً في المجموعة، لكن النيابة طلبت عقوبة السجن 18 عاماً له.
وأخيراً، أكد محامي عمر دعماش المتهم بأنه شكل "محطة" للعصابة في أثينا، براءة موكله بينما طلبت النيابة انزال عقوبة السجن عشر سنوات فيه.
كان المدعي العام أكد خطورة "العائدين" من هؤلاء الجهاديين من سوريا بمهمة شن عمليات على الأراضي الأوروبية.
وقال المدعي إن "الخبراء اللوجستيين مثل محمد عبريني، الذي اتهم بسبب دوره في اعتداءات باريس ولكونه، الرجل الثالث، في مطار بروكسل، لا يترددون في تنفيذ الهجمات بأنفسهم".
وذكر المدعي خصوصاً نجيم العشوراي الذي قد يكون صانع المتفجرات في اعتداءات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) والذي فجر نفسه في بروكسل في 22 مارس في اعتداءات بروكسل (32 قتيلاً).
وأضاف "رأينا في باريسوبروكسل ما هي فائدة" بيروكسيد الأسيتون، المتفجرات المفضلة لدى تنظيم داعش التي عثر على مكونات لها في فيرفييه.
وبعد ثلاثة أشهر على اعتداءات 22 مارس ما زالت بلجيكا تعيش تحت تهديد اعتداءات جديدة، وقد أوقف رجلان في فيرفييه وتورناي 25 يونيو واتهما "بالمشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية".
وقبل أسبوع، اتهم ثلاثة رجال بمحاولة القتل في إطار عملية أخرى لمكافحة الإرهاب جرت خلالها عشرات من عمليات الدهم.
لكن أياً من المداهمات الأخيرة لم تسمح بالعثور على أسلحة أو متفجرات، وما زال مستوى التأهب لمواجهة الإرهاب في بلجيكا مرتفعاً (الدرجة الثالثة في سلم من أربع درجات).