توجد أسباب مؤثرة تساهم في الوصول لحالة الملل الوظيفي، ومن أبرزها: استنزاف كافة الأفكار الإبداعية التي كنت محملًا بها في بداية انضمامك إلى الوظيفة، وتقاضيك لنفس الراتب الذي بدأت به، وعدم وجود زيادة تتناسب مع الفترة التي قضيتها في المؤسسة، وألا تكون هناك فرص كافية للنمو والترقي، بشكل مُرضٍ. ولكن من الخطأ أن تتخذ قرار الاستقالة بشكل سريع عندما تصاب بالملل الوظيفي؛ ففي الغالب ستندم على ذلك، بعد مرور فترة قصيرة، وتكتشف أنه كان يمكنك أن تجرب بعض الطرق والأساليب؛ لتجاوز تلك المرحلة، والاستمرار في وظيفتك، وفي هذا التقرير سنعرفك على أبرزها. 1-إضفاء لمسات جديدة على بيئة العمل يمكن لمحيط العمل أن يحدث فارقًا كبيرًا في مزاجك، خلال الوقت الذي تقضيه هناك، وتوجد عدة عناصر عليك الاهتمام بها، في مقدمتها لون غرفة المكتب؛ بالابتعاد عن الألوان القاتمة، واختيار الألوان الأكثر بهجة، والحرص على أن تكون الإضاءة كافية، ومريحة للعين، واقتناء أثاث مكتبي طبي. وبين فترة وأخرى لا تنس وضع بعض اللمسات المختلفة لكسر الملل، والمساهمة بشكل إيجابي في تحسين المزاج، مثل وضع نباتات وزهور، وأدوات أخرى للزينة في المكتب، وتغيير طلاء الغرفة، مع إضافة بعض الرسومات التي تعكس شخصيتك؛ إذ سيشعرك ذلك بأن المكان جزء منك، وسيقوي انتماءك للعمل. 2- استغلال أوقات الراحة بذكاء العمل بشكل مستمر يستنفد الطاقة، ويصيب بالإرهاق، ولذلك تقوم معظم الشركات بتحديد أوقات للراحة؛ يقوم فيها الموظفون بالأكل والشرب، والاسترخاء، وهناك عدة نقاط تساعدك في الاستغلال الأمثل لهذه الفترات، مثل: أن تغير المكان الذي تقضي فيه راحتك، فإذا كنت تعمل في الطابق الأول، فلماذا لا تصعد للطابق الثاني، وتتبادل أطراف الحديث مع زملائك هناك؟ ومن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الكثير القيام بتناول الغداء على مكاتبهم؛ فالأفضل أن تتناول الغداء في مطعم قريب من العمل؛ للشعور بالتغيير، وأيضًا من الاقتراحات غير التقليدية أن تطرح على مديرك فكرة إحضار بعض الأدوات الرياضية البسيطة لممارسة تمارين سريعة؛ تبعث على النشاط خلال فترة الراحة. 3- تغيير طريقة الاجتماعات المملة تعتبر أوقات الاجتماعات في العمل واحدة من أكثر الفترات المملة خلال اليوم، وينظر إليها الكثير من الموظفين على أنها مجرد إضاعة للوقت، الذي من الممكن أن يستفاد منه في عمل حقيقي، وأفضل حل للقضاء على تلك المشكلة هو تغيير الطريقة التقليدية التي تدار بها الاجتماعات. ولتحقيق ذلك، قم بالتحدث مع مديرك، ومعرفة ما إذا كان يمكنك إجراء بعض التغييرات على نظام الاجتماع لجعله أكثر فاعلية، من خلال التأكد من وجود أجندة محددة لتنفيذ المهام التي يتم الاتفاق عليها في كل اجتماع، وتحديد نقاط معنية يُتَحدث فيها، ووضع وقت أقصى للاجتماع لا يتم تجاوزه. 4- تولي مسئوليات جديدة بعد مرور فترة طويلة على إسناد بعض المسؤوليات الوظيفية إليك ستشعر بالملل من تكرار نفس الأفعال يوميًا، وحينها عليك التحدث مع رئيسك في العمل، والتفاوض معه، على إجراء تغييرات في الوصف الوظيفي الخاص بك، والقيام بالأشياء المثيرة للاهتمام بالنسبة إليك، وهناك عدة أساليب للنجاح في ذلك. اقتراح العمل في مشاريع جديدة ستكون مفيدة للشركة، ومبادلة بعض المهام مع زملائك. 5- تطوير مهاراتك هناك العديد من المهارات الجديدة التي تظهر بشكل مستمر في مجالات العمل المختلفة، وإذا ما حرصت على تعلمها وإتقانها فستكون متميزًا ومؤثرًا في مكان عملك، ويمكنك الاستعانة في تحقيق ذلك بالكتب والدورات الموجودة على الإنترنت، والتي يوجد الكثير منها بشكل مجاني، وبعد إتقانك لهذه المهارات ستكون أولى بالترقية، مما سيؤدي إلى شعورك بالرضا عن وظيفتك. 6- التقييم الذاتي لقدراتك وإنجازاتك إذا كنت تشعر بأن عملك الحالي لا يتناسب مع قدراتك، فعليك أولًا التأكد من حقيقة ذلك، من خلال إجراء تقييم تتعرف من خلاله على مستوى أدائك، وحجم التأثير الذي تضيفه في المؤسسة التي تعمل بها، يتضمن عدة أسئلة مثل: – ما هي الإنجازات التي قمت بها هذا العام؟ – ما هي المجالات التي تود دخولها، أو المهارات التي تريد تطويرها خلال العام المقبل؟ – ما هي أهدافك من وجودك في وظيفتك الحالية؟ ستساعدك الإجابة على الأسئلة السابقة في الوصول لرؤية واضحة عن ذاتك، والخطوات التي يمكنك القيام بها للقضاء على الملل الوظيفي. 7- البحث عن عمل بدوام جزئي في بعض الأحيان لا تتوافر إمكانية أخذ قرار ترك العمل، بالرغم من الملل الذي تعيشه؛ نظرًا لما يوفره من مميزات، ويتمثل الحل في تقليل ساعات العمل، والبحث عن وظيفة أخرى بدوام جزئي، ولكن تذكر قبل الإقدام على هذه الخطوة القيام بمراجعة حساباتك بشكل جيد، من حيث العائد المادي، ومدى إضافة العمل الجديد في مسيرتك المهنية. 8- المشاركة في أنشطة تطوعية هل يوجد لديك ساعات فراغ بعد انتهائك من العمل؟ إذا كانت إجابتك ب«نعم»، فإنه يمكنك الاستفادة منها بشكل يساعدك على مواجهة الشعور بالملل في عملك، من خلال التقدم للتطوع ببعض المنظمات غير الربحية والمراكز الاجتماعية؛ فمجرد قيامك بتوظيف مهاراتك ومساعدتهم بضع ساعات في الأسبوع أو الشهر، سيشعرك ذلك بالفخر.