طوال حياته لا يحلم إلا بالوصول إلى كرسى العمدة أو المشيخة داخل قريته الصغيرة الكائنة بمحافظة الفيوم، لكنه لم يستطع حتى وصل إلى سن الأربعين، فتركها وذهب إلى قرية أخرى كائنة بجوار قريته التى تربى فيها، واستقر بها وأقام منزلاً على مساحة ضخمة، ليصبح من أبناء قرية زاوية الكرادسة. استقر «ك.س» فى عزبة الدالى بالكرادسة، ووسع علاقاته الاجتماعية بكبار عائلات العزبة والقيادات الأمنية، حتى وصل إلى منصب «شيخ البلد» رغم كونه حاصلاً على ثانوية أزهرية، بعدها فكر فى تغيير اسم العزبة إلى قرية «أبو المكارم» كى يكتمل نفوذه، وهو ما أثار غضب عائلة الدالى، أكبر عائلات قرية الكرادسة، خاصة أن العزبة تمت تسميتها بناء على لقب العائلة. ثار وغضب أهالى العزبة خاصة أنهم يعتبرون «ك.س» وافدًا عليهم، ولا يسمحون له ببسط نفوذه على قرية بأكملها، فتوجهوا إلى مصطفى عبد الهادى عمدة زاوية الكرادسة التابعة لها العزبة، وعرضوا عليه المشكلة، لكنه أخبرهم بأنه لم يستطع فعل شىء، والأمر فى يد المحافظ المستشار وائل مكرم، فتوجهوا لمقابلته ووعدهم بأنه لا يستطيع أى شخص مهما كان نفوذه على تغيير اسم قرية أو عزبة إلا بقرار منه أو بحكم قضائى، فعادوا إلى منازلهم مطمئنين لما قاله لهم المحافظ. لكنهم فوجئوا بتغيير اسم القرية فى فواتير المياه والكهرباء والتليفونات من عزبة الدالى إلى «أبو المكارم»، فاستشاط الأهالى غضباً، وتوجهوا لديوان عام المحافظة مرة أخرى، ووعدهم المحافظ بالتحقيق فى الواقعة، خاصة أن هناك منشوراً صادرًا منه يتضمن بيانًا تحذيريًا من تغيير مسمى العزبة إلا بقرار خاص منه أو بحكم محكمة، لكن الأهالى هددوا بالاعتصام حال عدم التدخل لحل المشكلة، خاصة بعدما قام هذا الشخص بنزع لافتة عزبة الدالى، ليضع مكانها «عزبة أبو المكارم» على مدخل القرية.