يبدو أن الأيام القادمة تحمل فى طياتها الكثير من المفاجآت للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خاصة بعدما تخلى غالبية رجاله عنه، وفى مقدمتهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والذى كان يعرف عنه بأنه الفتى المدلل بالنسبة للطيب. ما يدلل على ذلك حالة الخلاف الشديد التى نشبت بين وزير الأوقاف، وشيخ الأزهر الشريف، التى بدت ملامحه على خلفية زيارة الوفد العراقى الذى زار الأزهر والأوقاف الأسبوع الماضى، لمراجعة الطيب فى بيانه بشأن الحشد الشعبى فى العراق، الذى وصفهم فيه بأنهم ميليشيات تستهدف فى الأساس التطهير العرقى للسنة. واستوضح الإمام الأكبر منهم الأمر، ورد عليهم وخرج بيان من المشيخة يشرح فيه ملابسات الحادث الذى وقع فى البيان الأول بعد استيضاح الأمر برمته من علماء العراق. بعد ذلك توجه الوفد العراقى إلى مقر وزارة الأوقاف، استقبلهم الدكتور محمد مختار جمعة فى مكتبه على غير العادة، ثم توجه إليه أحدهم بسؤال عن موقفه من تصريحات الإمام الأكبر بشأن الحشد الشعبى العراقى، فرد قائلاً نصاً: ما يصدر عن الأزهر يسأل عنه شيخه وحده فهو المسئول، أما أنا فمسئول عما يصدر عن وزارة الأوقاف المصرية التابعة لمجلس الوزراء المصرى ومسئولة عن الدعوة والمساجد فقط ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بفكر الأزهر. هذه الكلمات وصلت إلى شيخ الأزهر من خلال المقربين له داخل الأوقاف، ما تسبب فى إثارة غضبه واستهجانه من مختار جمعة، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التى يهاجم فيها وزير الأوقاف الأزهر الشريف بل سبق أن تم الهجوم على الأزهر من قبل بعض رجال مختار جمعة، وهو «صبرى عبادة» عندما أعلن أن مؤتمر الأزهر لمحاربة التطرف والإرهاب مجرد حبر على ورق، ولم يرتق الأزهر للواقع المرير. الطيب دفع بأحد رجاله المقربين إليه، عباس شومان، الذى يعرف بأنه لسان مشيخة الأزهر للرد على خصومها فى الأوقات المناسبة، وعلى الفور شن شومان هجوماً على وزير الأوقاف ووصفه بأنه «مندفع ومتهور»، وكلماته لا تليق بعالم دين. ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل وقف الدكتور عباس شومان على منبر الأوقاف وهو يخطب الجمعة وهاجم بشدة أسلوب الدعوة والدعاة وضعف مستوى خطباء وأئمة الأوقاف، واتهمهم بأنهم ليسوا حاملى فكر ومنهج بقدر اهتمامهم بالوظيفية الميرى،تلك الحرب الخفية الدائرة بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف أثارت استغراب كثيرين، ذلك لأن مختار جمعة كان لا يكف ليل نهار عن شكر الطيب والثناء عليه، فكان دائماً ما يصفه بأنه الأب والأخ والأستاذ والمعلم والإمام الأكبر، وكان وزير الأوقاف لا يتفوه بكلمة دون أن يثنى على الإمام الأكبر.