بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي حظر التجوال وحالة الطوارئ بسيناء، وتصعيد القبضة الأمنية للجيش المصري، قامت معركة جديدة بسيناء، بين القبائل السيناوية والجماعة الإرهابية "أنصار بيت المقدس"، محاولة منها للتخلص من القبضة الأمنية للجيش المصري، فتصاعدت الأمور حتى أعلنت القبائل الحرب على الجماعات الإرهابية. صراع أهالي سيناء وأنصار بيت المقدس فبدأت الصراعات الأخيرة عندما أعلنت الجماعة الإرهابية تفجير مدرعة للقوات المسلحة، قرب منطقة "مزلقان الشعراوي" على الطريق الواصل بين الشيخ زويد والعريش، جاء بعدها الرد سريعًا من قبائل البدو فقد قامت أكبر القبائل بسيناء وتطلق عليها "قبيلة الترابين" بمهاجمة تجمعات لتنظيم "أنصار بيت المقدس" جنوبي رفح، وذلك ردًا على استهداف المتشددين لأفراد من القبيلة. وبعدها ألقت قبيلة الترابين، القبض على مجموعة من الملثمين، يستقلون سيارة أثناء دخولهم أراضى القبيلة جنوب رفح، وتم تسليمهم للقوات المسلحة المصرية. ومن ناحية أنصار بيت المقدس، قامت بخطف شاب سيناوي، عبد الكريم من سكان رفح، ثم قاموا بذبحه أمام والده، ثم قام أهالي الشاب بخطف القيادي بتنظيم بيت المقدس هيثم المنيعي شقيق زعيم التنظيم شادي المنيعي خلال استقلاله سيارته وآخرين من العناصر التكفيرية بقرية المهدية جنوب رفح. وفي إطار الحرب الدائرة أعلن "حلف قبائل سيناء"، اليوم عن رصده مكافأة قدرها مليون جنيه، مقابل الإتيان برأس زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس بشمال سيناء، شادي المنيعي، ومكافأة قدرها 100 ألف جنية لكل من يدلي بمعلومات عن مكان شادي المنيعي. وعقب اشتعال الحرب بين الطرفين قامت "الفجر" برصد تلك الحرب ومصيرها، كما رصدت دافع القبائل السيناوية لتلك الحرب مع الإرهاب، ونتائج ثأرها من الإرهاب، كما رصدت ما نتائج تسليح أهالي سيناء. ضغوطات الحياة..انتهاء الإرهاب..تسليح أهالي سيناء ففي البداية قال اللواء جمال أبو زكري، الخبير الأمني أن الدافع وراء الحرب التي شنتها القبائل السيناوية ضد أنصار بيت المقدس، هو الضغوطات التي وقع فيها أهالي سيناء من وقف الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسبب الإرهاب الموجود بالمنطقة، وأيضاً بسبب تعديهم على أهالي سيناء بطريقة مباشرة ومتبجحة، مما أثار حفيظة الأهالي وجعلهم يتعاونوا مع الجيش والشرطة لردع ذلك الإرهاب والقضاء عليه. وأكد أبوزكري، أن نتائج ومصير تلك الحرب ستنتهي بالقضاء على يد الإرهاب الغاشم بسيناء، مشيراً إلى مساعدة القبائل للجيش ومدهم بالمعلومات عن أماكن الخلايا الإرهابية بالمنطقة، مؤكدا أن ذلك التعاون كان رجال الجيش بحاجة إليه، موضحاً أن نتائج ذلك التعاون أثمرت عن الكثير من الإيجابيات للجانب المصري، وأن الإرهاب أصبحت أيامه معدودة بسيناء. وأضاف الخبير الأمني، أن تسليح أهالي سيناء أمر ضروري، ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، ويتمكنوا من إجهاض العمليات الإرهابية التي تستهدفهم بجانب دفاع الجيش عنهم،مؤكداً أن ذلك التسليح مرحلي إلى أن يتم القضاء على الإرهاب. المد اللوجيستي..الطبيعة القبلية..الحرب الأهلية فيما قال العقيد محمد محفوظ، الخبير الأمني، أن حرب قبيلة الترابين مع أنصار بيت المقدس أمر غير مرغوب ومطلوب، حيث أن دور القبائل يجب أن يقتصر على المد اللوجيستي بالمعلومات للتعاون مع الجيش والشرطة، ويجب ترك المواجهة القتالية لهم، حتى يتم تفادي المشاكل المستقبلية التي تلقى بذورها مع تلك الحرب. وأكد محفوظ، أن المطالبة بتسليح أهالي سيناء أو بعض القبائل التي دخلت في حرب مع الإرهاب أمر خطير يجب ألا تقع الدولة فيه، حيث أن التسليح يكون للجيش والشرطة فقط، وان السماح للقبائل بالتسليح أو استخدام الأسلحة التي يمتلكونها سيعد فرض إرادة سياسية على كافة الفصائل الأخرى التي لا تمتلك هذه الأسلحة. وأشار الخبير الأمني، أن الطبيعة القبلية هي التي تثبت تلك المخاوف، حيث أن القبلي يسعى لاحترام سلطة القبيلة فوق احترام سلطة الدولة، موضحاً إنه في حين احترام سلطة الدولة سنجد أن التسليح سيكون ثمرة الحرب الاهلية بين القبائل وبعضها، مؤكداً إنه سيجعل من تلك القبائل دولة داخل دولة، كما حدث مع حزب الله وحماس. الدفاع عن الجيش والشرف القبلي.. ومطالبة بتسليح مرحلي ومن ناحية أخرى قال مصطفى ياسين، عضو شباب القبائل العربية خارج مصر، وعضو لجنة الإعلام في القومي لشئون القبائل العربية، قبيلة الحويطات، أن ما يحدث بين قبيلة الترابين وأنصار بيت المقدس ما هو إلا دفاع عن الجيش المصري، موضحاً أن قبيلة الترابين قامت بالدفاع عن هيبة الجيش المصري والدفاع عن نفسها وشرف القبيلة من اعتداءات الإرهابيين المستمرة. وأكد، أن مصير الحرب بين القبائل السيناوية والإرهاب يتوقف على موقف الجيش المصري من تسليح القبائل العربية، مطالباً الحكومة المصرية بالموافقة على التسليح المرحلي للقبائل، تمكنهم من الدفاع ومقاومة الإرهاب، مؤكداً إن القبائل لم تمتلك الأسلحة التي تجعلها متمكنة من ذلك الدفاع، والوقوف بوجه الإرهاب، لذا يجب على الجيش التعاون معنا للقضاء عليهم بيد واحدة. سد الثغرات الإرهابية وأوضح ياسين، أن الجماعات الإرهابية تستقطب شباب سيناء نحوها بسبب التهميش والفقر الذي يلتف حول العديد من القبائل مثل قبيلة الحويطات، مشيراً إلى أن القضاء على أواصل الإرهاب بالمنطقة عن طريق أمرين، الأول التعاون بين الجيش وأهالي سيناء والتسليح المؤقت، والقضاء على التهميش والفقر عن طريق الجلوس مع شباب القبائل السيناوية وإيجاد حلول لهم ولمشاكلهم، وإنقاذ القبائل من التهميش الذي يعد الثغرة الذي يتوغل من خلالها السم الإرهابي داخل سيناء. الدعم اللوجيستي..تقليل هيبة الجيش...الكارثة المستقبلية فيما قال الشيخ خالد عرفات، أمين حزب الكرامة بشمال سيناء، أن ما حدث بين قبيلة الترابين وأنصار بيت المقدس هو ناتج عن انفجار كبت أهالي القبيلة بسبب الأضرار الواقعة عليها إزاء تواجد الإرهاب بسيناء. واستنكر عرفات، ما تقوم به قبيلة الترابين من مواجهة صريحة أمام أنصار بيت المقدس، مؤكداً أن تلك المواجهة سيكون الخاسر الأكبر بها أهالي سيناء الأبرياء، مطالباً أن تكون المواجهة تلك بين الجيش والإرهاب، وتكتفي القبائل السيناوية بالدعم اللوجيستي للجيش المصري بمدهم بالمعلومات لسهولة القضاء على الإرهاب بالمنطقة. وأكد، أن ما يقال عن مواجهة الترابين لأنصار بيت المقدس يقلل من هيبة الجيش المصري، مطالباً بعدم ترويج مثل تلك الأخبار التي تقوم بذلك، وأكد أن المطالبة بتسليح أهالي سيناء لمواجهة الإرهاب يعد كارثة أمنية، حتى وإن كان سيستخدم مرحلياً، موضحاً ان ذلك التسليح ستشهد مصر عواقبه مستقبلياً فلا يجب الخضوع لذلك الخطأ.