أثار فيلم Fifty Shades Of Grey ولقطات وصور ميا خليفة الاباحيّة، إستياء الجمهور اللبناني أكثر من إستيائهم من أفعال التّنظيمات الارهابيّة التي أقلّ ما يقال فيها إنّها شنيعة وفظيعة. قبل ال14 من فبراير الحالي، كثيرٌ لم يسمعوا ب Fifty Shades Of Grey، إلا أنّه بعد هذا التّاريخ، بات الجميع متحمّساً لذلك الفيلم، وسجلّ تهافتٌ هائلٌ على صالات السينما في لبنان للتمتّع بمشاهد جنسيّة جديدة، غير تقليديّة على الشاشات العربية، مشاهد تصوّر العلاقة الحميمة، رغم أن ما يروّج له هذا الفيلم بطريقة أو بأخرى، قد لا يكون غريباً عن بعض غرف النّوم وعن مخيّلة بعض الاشخاص الذين قد يعمدون الى تنفيذ رغباتهم مع بائعات الهوى وبعض الاشخاص الذين يشاركونهم التخيّلات الجنسيّة نفسها إن لقوا رفضاً من شركائهم. هذا الفيلم حول "قصّة حبّ" أناستازيا ستيل وكريستيان غري، وعن كتابٍ من ثلاثة أجزاءٍ، أوّلها صدر في ال2011 للكاتبة البريطانيّة أريكا متشيل المعروفة ب إ. إل. جميس، وسجّل رقماً قياسيّاً في مبيعات الكتب حول العالم في بداية طرحه، إذ بيعت أكثر من 70 مليون نسخة منه. أمّا في لبنان، فقد بلغت عبارة Fifty Shades Of Grey شهرتها في الشّهر الحاليّ، خصوصاً بعد عرض الفيديو الترويجيّ للفيلم، فانقسم اللّبنانيّون بين مؤيدٍ ومعارضٍ لهذا النّوع من الجنس. الجميع يتحدث عن الفيلم "الفاحش"، اللّبنانيون أغفلوا أفلام السياسييّن التي لا تنتهي فصولها وأجزاؤها، وتعايشوا مع واقعهم لدرجة تقبّل مختلف المشكلات الاجتماعيّة والحياتيّة والاقتصاديّة التي يعانون منها، واستطاع فيلم جنسي ل125 دقيقة أن ينسيهم بلدهم وما فيه.