يقول المخرج كلينت إيستوود إنه يصور في فيلم "القناص الأمريكي" تأثير الحرب على عائلات العسكريين. ولكن النقاد يقولون إن الفيلم المرشح لخمس جوائز أوسكار يبتعد عن التعقيدات السياسية للصراع وحصيلة القتلى الناجمة عنه. ويثير الفيلم -الذي يروي قصة كريس كايل أشهر قناص أمريكي خلال حرب العراق- الجدل مجددًا بشأن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والحروب الثقافية التي أعقبته داخل الولاياتالمتحدة. وترشح العمل الدرامي، الذي تدور أحداثه في ساحة القتال لخمس جوائز أوسكار في حفل توزيع الجوائز يوم الأحد المقبل، لكنه أسر بالفعل القلوب والعقول في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة، على الرغم من أنه نكأ مجددًا جراحًا قديمة. ويستند الفيلم على مذكرات بنفس الاسم من تأليف جندي القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية كريس كايل، الذي يعتقد أنه أكثر القناصة فتكًا في تاريخ الجيش الأمريكي. ويدور الفيلم حول كايل الذي يشارك في أربع مهمات عسكرية في العراق، ويصاب بما يعرف باسم "اضطرابات توتر ما بعد الصدمة" في بلاده حتى مقتله في ميدان رماية في تكساس. والرجل المتهم بقتل كايل وصديق له قبل عامين هو إيدي راي روث، وهو أيضًا من المحاربين القدامى في العراق، ويعاني من اضطرابات توتر ما بعد الصدمة، ويحاكم حاليًا في تكساس. ومثل الكثير من أفلام هوليوود التي تدور في ساحات الحروب، يعتمد فيلم "القناص الأمريكي" على العبارات الوطنية الرنانة لتحكي قصة فرقة من الأشقاء في مهمة نبيلة، والقناص العراقي الصامت الذي أصبح عدو كايل والضحية الأخير في الفيلم، بالإضافة إلى الجرائم التي يرتكبها الأشرار والتضحيات التي يقدمها الأخيار. لكن على الرغم من نقاط الضعف في الفيلم، يصفه الجمهور الأمريكي بأنه ينطوي على قصة وطنية لبطولة أمريكية ويحظى بإشادة خاصة بسبب اهتمامه بتأثير الحرب على الجنود وأسرهم. وحصل الفيلم على خمسة ترشيحات لجوائز الأوسكار، من بينها أفضل فيلم، وأفضل ممثل للنجم الأمريكي برادلي كوبر، الذي لعب دور كايل. وحقق الفيلم أكثر من 307 ملايين دولار في الولاياتالمتحدة وحدها منذ عرضه في 25 ديسمبر الماضي، أي أكثر من الأفلام السبعة الأخرى المتنافسة على جائزة أفضل فيلم معًا. ويقول كثير من النقاد إن الفيلم يمجد القتل ويقلص التعقيدات المتعلقة بالحرب، التي راح ضحيتها أكثر من مئة ألف عراقي وأربعة آلاف أمريكي، إلى مواجهة بين أبطال أمريكيين وعراقيين "متوحشين" كما يصفهم كايل في الفيلم.