مثل عطل أصاب شبكة فيسبوك لمدة خمسين دقيقة مادة دسمة لرواد المواقع الاجتماعية حول العالم، واستغل البعض الفرصة للتهكم على مهووسي الشبكة الأكثر انتشارا وللتأكيد على قوة شبكة تويتر ومناعتها أمام حالات مماثلة فيما عدّد آخرون مآثر هذا الانقطاع المفاجئ على العلاقات الاجتماعية والإنسانية التي تضررت بفعل شبكات التواصل الاجتماعي. تعرضت شبكة فيسبوك -أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم- وموقع إنستغرام لتبادل الصور التابع لها لعطل مؤقت دام نحو 50 دقيقة أمس الثلاثاء في شتى أنحاء العالم وقالت الشركة لاحقا إن السبب هو عطل بتطبيق داخلي في شبكتها. وأفاد مستخدمون للإنترنت والهواتف المحمولة في أنحاء العالم بأن عطل فيسبوك انتشر على ما يبدو وتسبب في بطء مؤقت أو وقف تصفح مواقع إنترنت رئيسية أخرى. وأدى هذا العطل إلى توجه المستخدمين إلى موقع تويتر حيث تبادلوا الشكاوى حول تعطل فيسبوك وانستغرام وانتشرت على تويتر العديد من الهاشتاغات المستاءة مما حصل، إلا أن الهاشتاغ المعروف دائما من قبل المستخدمين "FacebookDown" عاود الظهور هذه المرة بكثافة حول العالم، إضافة إلى العديد من الصور الساخرة التي تركز بشكل أساسي على فيسبوك أكثر من انستغرام. وخلال مدة العطل الذي استمر حوالي 50 دقيقة، احتل هاشتاغ facebookdown (سقوط فيسبوك)، المرتبة الأولى بين المشاركين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وكان فيسبوك توقف عن العمل في المرة الأخيرة مرتين في سبتمبر من العام الماضي، ولكن لم يدم العطل أكثر من 15 دقيقة. وأثار العطل المفاجئ في الشبكة الأكثر انتشارا سيلا جارفا من التعليقات وكتب أحد المغردين ساخرا كيف ستستمر الحياة عادية فيما "فيسبوك" و"انستغرام" متوقفان عن العمل؟ فيما تداول مغردون صورا كتب في بعضها "أنا فيسبوك" أسوة بشعار "أنا شارلي إيبدو" وفي إطار الهاشتاغ نفسه هدد مغردون إدارة فيسبوك بالانتحار في حال لم يتم تجاوز العطب في وقت قصير. وفي تعاليق ساخرة قال مغرد "إن عطب فيسبوك سمح لبعض العائلات بالتحدث على طاولة فطور الصباح لأول مرة منذ عام 2008". وكتب آخر "سيبدأ الناس الآن بإقامة علاقات إنسانية واقعية بعيدا عن العالم الافتراضي". وهوّن آخر من وقع الصدمة الافتراضية موجها تغريداته إلى الفتيات المهووسات بتنزيل صور جديدة على انستغرام قائلا" عزيزتي الفتاة لا تبكي فتويتر أيضا يسمح لك بتنزيل صورك". وفي إطار المقارنة التاريخية بين الموقعين الأكثر شهرة كتب مغرد "تويتر يطيح فيسبوك بالضربة القاضية بعد انقطاعه اليوم" وأضاف آخر "تويتر أنت فخرنا رجاء لا تخذلنا أمام جماهير فيسبوك بعطل مماثل". وعارضته مغردة أخرى كتبت "تويتر سيبقى مهجورا وسنتذكره فقط عندما يصاب فيسبوك القوي بمرض". وساندها آخر كاتبا "أنت محظوظ يا تويتر بعض الناس سيتعرف عليك الآن". وانبرت مجموعة أخرى من المغردين في تويتر لتعداد مناقب هذا العطل المفاجئ وكتبت إحداهن "اليوم سنسجل أعلى نسب مردودية في العمل" وساندها آخر "شكرا فيسبوك هكذا شجعت الكسالى على رفع آدائهم في الشغل". ودون مغرد فرنسي "كيف سأفسر لرئيسي في العمل هذا النشاط اليوم. اللعنة سأكون محرجا". وبعد عودة موقع فيسبوك إلى العمل مجددا تنفس مستخدموه الصعداء وكتب أحدهم "وأخيرا عاد حبيب الملايين إلى العمل.. أقصد فيسبوك" ودون آخر ساخرا "فيسبوك استفاق متأخرا بعد سهرة طويلة البارحة صباح الخير عزيزي". فيما دون آخر بعد تجاوز العطل "شكرا عائلتي سنواصل التعارف أكثر في الانقطاع القادم". وحاولت جماعة مرتبطة بهجمات كبيرة وقعت في الآونة الأخيرة تبني مسؤولية العطل لكن فيسبوك نفت في بيان علاقة أي جهة خارجية بالأمر. وجاء في بيان فيسبوك "لم يكن ذلك نتيجة هجوم طرف ثالث لكنه حدث بعد أن أجرينا تغييرا أثر على أنظمة التعريف الخاصة بنا. عادت الخدمتان للجميع بنسبة 100 بالمئة". وأبلغ مستخدمون في الولاياتالمتحدة ودول كثيرة في آسيا وأوروبا بعدم قدرتهم على الدخول إلى موقعي فيسبوك وانستغرام والتطبيقات المماثلة على الهواتف الذكية ومن بينها فيسبوك وفيسبوك ماسنجر. وأثناء العطل كانت تظهر رسالة لمستخدمي فيسبوك مفادها "عذرا.. هناك خطأ ما. نعمل على الأمر وسنصلحه في أسرع وقت ممكن". ونشر حساب على موقع تويتر ذكر أنه لسان حال جماعة (ليزارد سكواد) رسائل توحي بأن الجماعة وراء الهجوم الذي أوقف بشكل مؤقت عمل عدة مواقع كبيرة من بينها فيسبوك وإنستغرام. و(ليزارد سكواد) مجموعة من القراصنة المجهولين أعلنت مسؤوليتها عن أعطال كبرى عديدة من بينها الهجمات التي استهدفت شبكة ألعاب بلاي ستيشن التابعة لشركة سوني وشبكة إكس بوكس لايف التابعة لشركة مايكروسوفت الشهر الماضي. كما تبنت المجموعة نفسها قرصنة موقع شركة الطيران الماليزية، الإثنين، ونشرت لمحة عن بيانات العملاء، التي تم الحصول عليها في الهجوم. ويبلغ عدد مستخدمي فسيبوك 1.3 مليار شخص حسب أرقام تعود إلى نهاية سبتمبر 2014، مما يجعلها أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم.