تقيم دار روافد للنشر والتوزيع وبالتعاون مع مكتبة ديوان بالإسكندرية حفلاً لتوقيع رواية تدريبات علي القسوة بحضور كاتبة الرواية عزة سلطان، ويدير اللقاء أ. حسام عبد القادر، رئيس تحرير جريدة أمواج ويتحدث عن الرواية الشاعر والناقد السكندري عبد الرحيم يوسف، ويقام الحفل فى تمام الساعة السابعة مساء يوم الخميس 27 فبراير الجاري. فبعد شهر من صدور رواية تدريبات على القسوة لعزة سلطان الصادرة عن دار روافد، أصبحت المكتبات تضعها فى قائمة الأكثر مبيعاً بل أصبح أمراً معتاداً أن تذهب إلى إحدي مكتبات البيع فتجد النسخ قد نفدت، وفي حين صرح كثير ممن قرأوا الرواية أنهم قد أتموا قراءتها فى يوم واحد وقد كتب الإعلامي والكاتب د. ياسر ثابت، على الصفحة الشخصة لعزة سلطان عبر موقع الفيس بوك قائلا: الرواية ممتازة بصراحة، فاجأتني بمسنواها ولغتها الرشيقة الخالية من الترهلات المعتادة في كثير من الروايات التي قرأتها أخيراً،موضوعها صادم بالنسبة لكثيرين، لكن جماليات التعبير عن مشاعر شخصيات العمل منحتها جودة لا تضاهى، بإطمئنان، أرشحها بقوة للقراءة، هذا ما تستحقه الرواية قرأتها في البداية وأنا متوجس وأثارت عندي تساؤلات، لكن الرواية بددت كل هواجسي ووجدتها إضافة محترمة ومهمة لعالم الرواية في مصر فكري في التقدم بها لجوائز إبداعية، كما تعددت التعليقات على عن الرواية على مواقع التواصل الاجتماعي بما يُشير لحراك حول النص الذي أبدي كثيرين إعجابهم باللغة فيه . الرواية التي تأتي في 258 صفحة من القطع المتوسط تطرح رؤية جديدة ومختلفة إلى حد التصادم تكشف وتعري العلاقات الانسانية بشكل كبير، فتبدو الكاتبة كجراح يلجأ إلى مشرط للتعامل مع موضوع الرواية، الذي جاءت الأنثي محوره الأساسي، و تقدم الكاتبة حكاية فتاة تستغل إمكانياتها المعرفية والجسدية لصالح نفسها، مقدمة نموذجًا مختلفًا نحو إدارة العلاقات الجسدية من خلال حالة من الوعي الشديد المبهر والصادم في أغلب الأحيان. فتقدم بطلة الرواية على العمل كعاهرة من نوع مختلف، لتُعري المجتمع، وتكشف عن انماط السلوكيات الاجتماعية الشائعة، فلا شيء مقدسًا فى المطلق ولا شيء مدنسًا فى المطلق، تروي البطلة قصتها عبر ثلاثين عامًا استطاعت الكاتبة القفز بين كل هذه السنين برشاقة ومستخدمة دوماً الزمن الآني. وغير بطلة الرواية التي تأتي نموذجًا شائعًا للأنثي فى المجتمع العربي، تأتي نساء أخريات بانماط مختلفة، حيث تُبرز الكاتبة طبيعة العلاقات بين المرأة / المرأة فى كافة أنماطها ومستوياتها، موضحة أسرار العداء النسائي الكامن، وكاشفة بجرأة شديدة عن ما كمن في نفوس العديد من النساء كما حرصت الكاتبة على تقديم خطوط درامية أخري فهناك خط درامي مستقل حنيني جداً وبشكل ما إعترافي حيث تقوم البطلة بالتحاور مع صديقة قديمة، تقدم لها تفسيرات وتطرح عليها تساؤلات ويأتي هذا الخط الدرامي في لغة شعرية، وهي تلك اللغة التي ميزت أعمال الكاتبة السابقة، حيث أشار النقاد في أكثر من موضع إلى شعرية لغتها فى السرد فى مجموعاتها القصصية المختلفة إمرأة تلد رجلًا يشبهك 1998 ، أحمد رجل عادي جداً 2002 ، تماماً كما يحدث في السينما 2009 ، جسد باتساع الوطن 2012 ، كما جاء سرد عدد من الأحلام كخط درامي مستقل، حيث تُحيل الكاتبة القارئ إلى التفسير الفرويدي فى علاقة الأحلام بصاحبها وما قد تكشف عنه مما خفي من حياته. تذكر الكاتبة أن الرواية قد كتبتها قبل عامين أي فى عام 2011 وظلت تخشي إصدارها لفترة طويلة حتى شجعها بعض الأصدقاء الذين قرأوا المخطوط وكانت دهشتها حسب ما تذكر أن غالبية من قرأوا المخطوط قد أنجزوا قراءته في يومين، إضافة إلى حماسة الناشر لنشر الرواية، فصدرت تدريبات علي القسوة بعد عامين ونصف العام من كتابتها.