أشاد منير فخرى عبدالنور وزير السياحة بالجهود التى تبذلها فرنسا من أجل تنشيط السياحة فى مصر .. مشيرا إلى أن تواجد هذا العدد من المستثمرين والخبراء السياحيين الفرنسيين فى مصر يمثل دعما أساسيا لقطاع السياحة فى البلاد الذى طالب شعبها بالحرية والكرامة. جاء ذلك فى كلمة لوزير السياحة ألقتها نيابة عنه الدكتورة عبلة رجب المستشارة الاقتصادية للوزير خلال افتتاح أعمال الندوة المصرية الفرنسية (السياحة والتنمية فى أفريقيا والشرق الأوسط..مشاركة القطاع الخاص) والتى نظمتها الوكالة الفرنسية للتنمية ومجموعة (بروباركو) للتمويل السياحى التابعة للوكالة.
وقال عبدالنور إن السياحة لها انعكاساتها الملموسة لرفع مستوى المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية ، مشيرا إلى أنه وبالرغم من تأثر هذا القطاع بالصراعات التى تجرى حاليا فى مصر إلا أن المستثمرين يؤكدون على سرعة استعادة السياحة قوتها.
ومن جانبه ، أعرب جون فليكس بجانون سفير فرنسا لدى مصر عن أمله فى أن تحقق السياحة فى مصر قفزة سريعة ، وأشاد فى هذا الصدد بجهود الحكومة المصرية من أجل تحقيق هذا الهدف فى القريب العاجل.
وأكد أن عودة الثقة لوكالات السياحة الفرنسية ستتحقق عندما تستقر الأوضاع السياسية فى البلاد.
ومن ناحية أخرى ، قال إيتيان فيار المدير العام لمجموعة (بروباركو) إن المجموعة تقوم بتمويل المشروعات عن طريق البنوك والمؤسسات التمويلية العالمية بالتزامات قدرها 5ر2 مليار يورو ولها 11 فرعا على مستوى العالم من بينها 6 أفرع فى أفريقيا والشرق الأوسط لتعزيز الاستثمارات الخاصة فى الدول النامية ودعم التنمية المستدامة والزراعة والتعليم والمياه والبيئة والصحة والطاقة والسياحة التى تستحوذ على 16\% من استثمارات المجموعة.
وأضاف فيار أن المجموعة تقوم بتقديم القروض بقيمة تصل من 10 إلى 30 مليون دولار أو اليورو أو العملات المحلية ، وقد قامت بالتعاون مع "أندية المتوسط " أو "كلوب ميد" بعدة مشروعات فى خليج سيناء ومنطقة طابا فى مصر فى إطار إستراتيجية السياحة المستدامة وتشجيع مقدمى البرامج السياحية على الاهتمام بالنواحى الاقتصادية والاجتماعية واحترام مجالات البيئة مما يكون له أثر ملموس على التنمية فى المناطق المختلفة.
ومن جهته ، أشار فريدريك بييريه المدير التنفيذى لمنظمة السياحة العالمية إلى الأحداث التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط والآثار المترتبة على ذلك فى مجال السياحة ، موضحا أنه إذا استمر الحال على هذا الوضع فسيكون له أثر قوى على اقتصاد المنطقة بشكل عام.
وذكر أنه حدث انخفاض فى عدد السياح فى الربع الأول من عام 2011 مقارنة بنفس الفترة عام 2010 بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط حيث كانت هناك خسائر فى كل من المغرب وتونس التى تمثل السياحة بها نسبة 7\% من الاقتصاد .. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجى كان هناك تحول للسياحة إلى قطر ولا يمكن تحديد نسبة الخسائر فى البحرين حيث تأثرت سياحة الرياضيات التى كانت تقام هناك أو فى دول أخرى بالمنطقة لاستمرار التظاهرات والاحتجاجات ولم تحدد بعد نسبة الانخفاض فى مصر.
وقال إن هناك نوعا من عدم الأمان وفقدان الثقة بالنسبة للشرق الأوسط وأفريقيا وأن الأزمات التى تمر بها سيكون لها أثر كبير على الدول المستقبلة للسياحة ..وكقاعدة عامة فإن الازدهار يحدث ما بين 4 إلى 6 أشهر ولكن هناك أملا فى عودة الأمور إلى طبيعتها والترويج والدعاية لدول مثل مصر وتونس وهناك محاولات من أجل استعادة وازدهار هذه الأسواق.
وأكد فريدريك بييريه المدير التنفيذى لمنظمة السياحة العالمية أن التغييرات السياسية والإصلاحات الإدارية فى مصر وتونس سيكون لها أثارها على السياحة الوطنية والاستثمارات العقارية وعلى المستثمرين ووكالات السياحة ، كما أن تجديد الحوار الاجتماعى سيكون له أثره على تحفيز العمالة ومواجهة التحديات.
وأوضح بييريه أن عودة السياحة سريعا تعنى جودة الخدمة المقدمة للسائح والإسراع فى تنويع هذه الخدمات لمواجهة التنافسية ويجب الأخذ فى الاعتبار تراجع الدولة عن الاستثمار فى مجال الفندقه والسياحة فى العديد من الدول وخاصة افريقيا والشرق الأوسط ، مؤكدا ضرورة توافر الإدارة الحديثة وتحسين المنتج وجودته خاصة فى الفنادق الصغيرة الموجودة فى وسط المدن مع إلقاء الضوء على التراث الثقافى المحلى فى كل دولة.
وشدد على أهمية دور الطبقات المتوسطة التى تعد آليه نادرة تسهم فى تقليل الأزمات وزيادة الاستثمارات فى مجالات البنية والمهارات الحرفية وتحسين وضع العملات المحلية .. مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالسياحة فى المناطق الريفية على الرغم من الفقر الذى يعم فى بعض المناطق والاهتمام بالمرشدين السياحيين والمطاعم بشكل عام.
واستعرض لويس مونريال المدير العام لصندوق (أغاخان) للثقافة أهمية السياحة فى الحفاظ على البنية الاجتماعية والثقافية ضاربا المثل بحديقة الازهر بمنطقة الدراسة بالدرب الأحمر والتى يزورها حوالى 2 مليون شخص سنويا من شتى الفئات والتى تقدم الخدمات الترفيهية والاجتماعية وهى جسر بين المحليين والأجانب من الزوار وتعد من المشروعات الهامة التى تسهم فى تقدم الاقتصاد المصرى.
وذكر سميح ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم للفنادق أنه على الرغم من أن الأزمات أو الكوارث أمر وارد فى أى مكان وفى أى وقت إلا أنه لا يعتقد أن السياحة تعد نشاطا اقتصاديا معرضا للخطر ، فالسياحة فى مصر طوال العام ففى بعض البلدان يستغرق الموسم السياحى 3 أشهر أما فى مصر فهناك استمرارية فى العديد من المجالات أو المناطق السياحية.