يصعب علينا كثيرا ان نتصور عالما لا نشعر فيه بنفحات رسول الله صعب علينا ان نتصور عالما لا يكون فيه صلى الله عليه وسلم ان البحر يلبس جلبابه الازرق والنجوم تتجمل باساورها والسنابل ترتفع والكواكب تدور والاطفال ينضجون ببركاته . انه عليه الصلاة والسلام تاريخ لا يورخ وكتابة لا تكتب واكاديمية فى المعرفة لا يقدر اشد الناس علما وفهما وايمانا علىمناهجها لذلك يجب الكلام عنه ونحن نرتدى ثياب الاحتشام والادب فمن تكلم عنه كانه تكلم معه . ان الامور التى يكلف بها المسلمون كان فيها صلى الله عليه وسلم رجلا عاديا والامور التى لم يكلف بها المسلمون كان فيها خارقا فوق الادة بامر ربه لقد كان الاسرارء والمعراج امر خارقا ليس فيه تشريع او تكليف للمسلمين فكان ان ركب النبى صلى الله عليه وسلم البراق اما فى الهجرة وهو امر تكليف للمسلمين جميعا فقد تصرف الرسول تصرف الرجل العادى دون معجزات خارقة لانه لو كانت اهجرة بالبراق لما كانت فى وسع كل من دخلوا فى الاسلام ولا عتذروا جميعا عنها لعدم توافر البراق لهم . فى الهجرة اصطحب الرسول معه سيدنا ابابكر وكان ضعيفا كبيرا فى السن وركب الناقة ولم يركب البراق واويا الغار واستعمل صلى اللع عليه وسلم التمويه فالغار فى جنوبمكه وخما بقصدان شمالها فى اتجاه المدينة وكان المقصود ان لا يدع مجالا لاحد بان يتعلل بعدم الهجرة وكأنه يقول اركب ولو ناقه واصطحب ولو هرما واتخذ دليلا ولو كان كافرا بالاجر لم يكن مطلوبا من المهاجرين ان يقلدوا حتى سيدنا عمر بن الخطاب الذى وقف امام الناس جميعا شاهرا سيفه قائلا باعلى صوته " من أراد ان تثكله أمه أو ترمل زوجه أو ييتم ولده فليلقنى وراءه هذا الوادى فانى مهاجر ". هنا قد يتساءل البعض حول كيفية هجرة الرسول وكيفية هجرة عمر بن الخطاب ويقارن بينهما ويقول ان الرسول هاجر سرا وسيدنا عمر هاجرا جهرا ودون ان نستطرد فى التداعيات نقول انها مقارنه ظالمه فلو كان سيدنا عمر هو المشرع الذى سيتبعه الجميع لهاجرا سرا رحمة بالمسلمين ان من اراد الله الا ينفعه بالنبى صلى الله عليه وسلم يشهده بشريته ويتجرا على هذه المقارنه وينتهى الى ان سيدنا عمر هو الاشجع لكم من اراد الله ان ينفعه بالنبى اشهده روحانيته ونبوته وفهم ان النبى هاجر سرا رحمة بالمسلمين . وفى حادث الافك عندما تعرضت السيدة عائشة رضوان عليها لالسنة المنافقين سكت النبى صلى اللع عليه وسلم ولو تناول احد الذين لا يرون من النبى سوى بشريته هذه القصة لقال ان النبى سكت عن هذا الامر مجاملة لصديقه سيدنا ابى بكر والد السيدة عائشة او لانه اقر بما يقوله المنافقون ان من يرى ذلك مرصد قلبه بل اشد لقد الرسول لعائشة يا عائشة من اقر بذنبه غفر الله له فقال البعض انه كان يطلب منها الاعتراف والاقرار بالذنب هذا التحليل ظاهر غير ايمانى لكن اهل الادب فى التعامل مع الرسول الله يقولون ان النبى صلى الله عليه وسلم عندما يقول لها ذلك فمعناه يا عائشة انت مازلت فى موضع ثقتى وهانذا اقول امامك حديثا فانقليه عنى ومن ثم فاننا نقرا نص الحديث كالتالى عن عاشة رضى الله عنها ان الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من اقر بذنبه غفر الله له " لقد سكت النبى حتى تنل براءة السيدة عائشة من السماء وهذا أفضل من دفاعه عنها بكلمات قد يختلف حولها الرواة اما عندما ينزل القرآن فالكل يسلم بهذا الامر وقد نزل قوله سبحانه وتعالى ان اللذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لك بل هو خير لكم لكل امرى منهم ما اكتسب من الاثم اذن سماه القآن افكا وليس كذبا والفرق بين الافك والكذب كبير الكذب فيه جزء من الحقيقة والباقى اخلاف اما الافك فكله مناوله الى آخره اختلاف لا يوجد به جزء ولو ضئيل من الحقيقة . فضل النبى تبرئة الله على تبرئته فلا يصح ان يوضع النبى فى المواضع العادية انه لم يدافع عنها لانه اراد ان تصبر حتى تكرم ببراءاة السماء فلما نزلت البراءة من السماء اقبل عليها النبى وقال " اشكرى لله يا عائشة فقد نزلت براءتك من فوق سبع سماوات " وقبل ان تجنب وقد عقدت الفرحة لسانها سارع ابواها يهنئانها قائلين " اشكرى رسول الله يا عائشة " فلما انبهت قالت " لا اشكر ا الله " لنضع هذا القول فى الميزاين الميزان البشرى التحليلى للاشخاص العاديين والميزان الايمانى لمن ينفعهم الله بالنبى صلى الله عليه وسلم فى الميزان البشرى سنجد من يقول ان عائشة كانت غاضبة منموقف النبى تجاهها ولم ترض ان تشكره بل فضلت شكر الله على شكره وهذا ظلم للسيدة عائشة اما بالميزان الايمانى فقد قال العارفون انا لسيدة عاشة رضوان الله عليها سمعت امرين احدهما صادر عن رسو الله فردت على والديها قائلة ان امر كما عندى بعد الرسول فانا لا انفذ الا ما قاله الرسول وهذا شدة احترام للرسول صلى الله عليه وسلم . هذا ما قاله احد الصوفيه وهو الشيخ عبد الله بن ابى جمرة المدفون بالباستين بجوار ابن عطاء الله السكندرى حتى قيل والله اعلم انه عندما كتب ذلك راى السيدة عائشة فى المنام تقو لله " لقد براتنى با ابن ابى جمرة اكثر مما يرانى القران لان القرآن اختلط فهمه على الناس وولك هذا صريح حتى انها دعت وقالت : اسال لك الله الا يقف على قبرك شقى . ان وضع الانبياء والمرسلين فى موازين البشر العاديين فيه اعتداء على القدوة وجراءة على المثل العلين بمعنى انه اذا كان الانبياء والمرسلون كالاشخاص العادين ومن حقنا ان نقول راينا فيهم ونفند اقوالهم وافعالهم واحوالهم فهذا تحطيم للقدوة يقول سبحانه وتعالى : اانتم اعلم ام الله " لا شك ان الله اعلم .. ولا حول ولا قوة الا بالله