قد يختلف الكثيرون حول حقيقة التغير في الخارطة الدولية بعد فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحكم مصر، ولكن الشئ المؤكد هو أن السيسي نجح في إيجاد قواعد مصرية في قلب إوروبا فالإتفاق الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص نجح في إثارة عاصفة من الغضب التركي حيث نقل الموقع التركي "صنداي زمان"، تصريحات من جانب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حذر خلالها كل من القاهرة واثينا بسبب الاتفاقيات المشتركة للحصول على الغاز القبرصي دون الرجوع الى انقرة. وأكد "أوغلو"، أن هناك العديد من الدول الأوروبية تساعد مصر ويعاودون فتح الملفات القديمة للارمن و لكن هذا لن يؤثر على الموقف التركي من السلطات المصرية الحالية، وأضاف اوغلوا: "الحفارات التركية على استعداد لعبور البحر المتوسط والتنقيب عن الغاز والبترول في قبرص دون الرجوع الى أحد".
وتعود التصريحات الغير مسئولة التي اطلقها أوغلو، الى عملية تقسم قبرص بعد التدخل العسكري التركي سنة 1974، انقسمت الجزيرة إلى جزئين الاول ذو أغلبية سكانية يونانية (في الوسط والجنوب) وجزء ذو أغلبية سكانية تركية (في الشمال) وفي سنة 1983، تم إعلان قيام جمهورية شمال قبرص التركية في القسم التركي .
من ناحية اخرى لم ينجح داود اغلوا، في إثارة غضب اليونانين الواثقين من سلامة موقفهم، حيث صرح وزير الخارجية اليوناني ايفانجيلوس فينيزيلوس، أن اليونان لا تقف ضد تركيا والدعوة لمشاركة انقرة في المباحثات هي دائما مفتوحة، على شرط إحترام القانون الدولي البحري، فتركيا التي تتحدث عن الحقوق قامت بارسال سفينة الأبحاث الزلزالية المعروفة باسم بارباروس إلى عمق المياه الاقليمية لقبرص اليونانية وهو تحرش نحن مستعدون له ولكن اذا أرادات تركيا ان تدخل كشريك في العملية فنحن لا نمانع و يمكننا جميعا الانضمام الى المباحثات التي سوف نعقدها لاحقا في القاهرة، و بالطبع فان وزير الخارجية ايفانجيلوس يعلم ان الاتراك سيفكرون ألف مرة قبل الذهاب الى القاهرة و الجلوس على طاولة المفاوضات.