■ أصبح سلوكاً عاماً فى البلد أن تضغط على المسئول اعتقاداً بأن هذا التصرف سيأتى بنتيجة، وتلك مأساة لم تكن موجودة من قبل، وللأسف هناك إيمان كامل بأن مثل هذه التصرفات العجيبة هى من صميم الديمقراطية.. الواقع أنها الفوضى بعينها. يستطيع المرء أن يدرك بالعين المجردة، ودون أدنى معاناة، أن المفاهيم تغيرت، والحقائق تبدلت، وكثيراً من القيم والأصول تبددت، والسبب الأول فى هذه الكارثة هو «الدلع والطبطبة» اللذان أوصلا البلد إلى حافة الهاوية. والسؤال الذى يطرح نفسه،وينبغى أن يحاول الجميع الرد عليه: كيف الخروج من هذه المحنة؟ «الجدع».. يرد وإذا رد بموضوعية لن يجد من يفسر.. وإذا فسر سيقف مندهشاً ومستغرباً، لأنه لن يرى الحل. ببساطة.. لابد أولاً من عودة الانضباط.. والقانون. ■ بدأت محاكمة المتهمين فى مذبحة استاد بورسعيد.. ويبدو أن ألتراس الأهلى سيظل على موقفه المتشدد حتى الانتهاء من حسم القضية، وفى المقابل هناك اعتصامات فى بورسعيد من الأهالى بجوار المحافظة لمساندة بعض من يرون أنهم أبرياء. الأمر فى غاية الخطورة.. والمنطق يقول: إنه ينبغى لكل الأطراف أن تهدأ، وأن تنتظر حكم القضاء الذى لن يتأثر لا بمن يقفون أمام المحكمة فى التجمع الخامس، أو من يبيتون الليل فى بورسعيد. ■ الأيادى «المرتعشة» التى تتواجد فى العديد من القطاعات بما فيها الرياضية تتسبب فى مضاعفة حجم الكوارث التى تمر بها مصر، لأنهم لو كانوا فاهمين أو مستوعبين أو عارفين أدوارهم بالضبط، لساهموا بفاعلية فى تخفيف المعاناة فى الشارع، ولكنهم للأسف يتحركون مثل العرب.. يستنكرون، ينددون، يشجبون.. إذن إنا لله وإنا إليه راجعون. انقطع نفس الكثيرين ممن ناشدوا السادة البهوات فى الهيئات والمؤسسات الرياضية أن يلعبوا دورهم فى التوعية والإقناع للشباب، وفى التحاور والتشاور معهم، وفى طرح حلول واقتراحات تساعد على تنقية الأجواء.. ولكن كيف وحضراتهم خائفون.. مترددون «ومتلعبكون».. جمع «متلعبك». ■ بغض النظر عن المصيبة التى حلت على الكثيرين بسبب كارثة المباراة الشهيرة بين المصرى والأهلى، إلا أن أحداً لم يذهب إلى ما أصاب لاعبى المصرى الذين راحوا فى الرجلين دون ذنب، يا ترى كيف سيكون مصيرهم؟ ■ لن يكون بمقدور أندية كثيرة أن تعيد النشاط لأنها ستكون قد أفلست تماماً، ولن تستطيع أن تسدد مستحقات اللاعبين، ولا دفع رواتب المدربين.. بمعنى أن النشاط لم يتوقف فقط، وإنما الذى توقف أيضاً هو سريان الدم فى عروق هذه الأندية.. البقاء لله.