استطاعت فتاة روسية في الثالثة من عمرها البقاء على قيد الحياة رغم بقائها لأكثر من 11 يومًا وحيدة في غابات الصنوبر السيبيرية المليئة بالذئاب والدببة البرية. ووفقًا لصحيفة سيبيريا تايمز عاشت الفتاة كارينا شيكيتوفا، طوال تلك المدة على تناول التوت البري وشرب مياه النهر، بينما ساهم جرو صغير لها في تدفئتها بجسده لأكثر من أسبوع قبل أن يتركها لطلب المساعدة.
واعتقدت أم كارينا، أن ابنتها رافقت والدها روديون عندما غادر في رحلة يوم 27 يوليو إلى قريته البعيدة الأصلية، ولكن لم ينتبه الأب لتتبع ابنته له مع جروها فتاهت في غابات الصنوبر.
وتعد تلك المنطقة أبرد مناطق سيبيريا في الشتاء ولكن في هذا الوقت من السنة كانت درجات الحرارة ليلا أعلى قليلا من درجة التجمد وكانت تدور حول 6 درجات مئوية وهو ما كان يشكل خطرًا آخر عليها حيث لم تكن ترتدي سوى قميص سوى الأحمر والأرجواني وجوارب عندما عثر عليها.
واتخذت الصغيرة فراشًا لها من الأعشاب الطويلة، الشائع نموها في فصل الصيف في الجنوب الغربي لجمهورية ساخا، أكبر منطقة في روسيا، وحال طول هذه الحشائش دون إمكانية البحث عنخا بواسطة الطيران.
واصطدم رجال الإنقاذ بأحدالدببة البرية في منطقة قريبة من منطقة عثورهم عليها مما يلقي الضوء على حجم الخطر الذي كان يحدق بها، إلا أنها لحسن الحظ لم تخرج من تلك التجربة القاسية سوى ببعض الخدوش ولدغات البعوض.
واكتشفت الأسرة أن الطفلة فقدت عندما عاد الزوج بعد 4 أيام، وبدأت عملية بحث واسعة النطاق، وبدأ اليأس يتسرب إليهم يومًا بعد يوم، إلى أن فاجأهم الكلب بأداء دوره البطولي والعودة في اليوم التاسع لإرشادهم إليها.
وقال أحد رجال الإنقاذ "استرشدنا بالكلب وبتتبع آثار قدميها العاريتين واستنتجنا أنها طالما لا ترتدي حذاء فستبتعد عن الغابات العميقة لوجود أغصان جافة وحادة، وبالفعل صدقت توقعاتنا وعثرنا عليها في المنطقة العشبية"
وغابات التايجا التي فقدت بها الفتاة هي موطن لأكبر عدد من الدببة البنية، والذئاب، والثعالب الحمراء وهي واحدة من الغابات الطبيعية الأكثر تنوعًا الباقية في العالم.