قال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور (السلفي) في مصر، إن حزبه لم يسع إلى الانضمام لأي تحالف سياسي من التي يجري تشكيلها الآن لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدا في تصريحات خاصة ل«الشرق الأوسط»، أمس، أن «(النور) هو أقوى الأحزاب الموجودة على الأرض حاليا، والحديث عن عزل التحالفات له هو مجرد تخرصات.. لأننا لم نعرض الانضمام من الأساس»، وأضاف: «هم ينتهجون الإقصاء مثل (الإخوان).. ومن يفعل ذلك مصيره الفشل». ومن المقرر أن تجرى انتخابات مجلس النواب (المسمى الجديد لمجلس الشعب) نهاية العام الحالي، كأخر الاستحقاقات السياسية في «خارطة المستقبل»، التي توافقت عليها القوى السياسية عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث سبقها وضع الدستور والانتخابات الرئاسية.
وتتسابق عدة أحزاب حاليا على تشكيل تحالفات جديدة لخوض تلك الانتخابات، التي ستجرى وفقا للنظام المختلط (بين الفردي والقائمة المطلقة)، في ظل مقاطعة متوقعة لجماعة الإخوان المسلمين.
ومن بين التحالفات التي تبلورت الملامح النهائية لها، تحالف «الأمة المصرية» الذي يقوده عمرو موسى، رئيس «لجنة الخمسين» التي أعدت الدستور، ويضم حزبي «المؤتمر» و«التجمع المصري الديمقراطي»، وعددا من أعضاء «لجنة الخمسين»، في حين تبحث أحزاب «الوفد» و«المصريين الأحرار» و«المصري الاجتماعي الديمقراطي» إمكانية المشاركة فيه.
بالإضافة إلى «التحالف المدني الديمقراطي» الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ويضم أحزاب «الدستور»، و«الكرامة»، و«التحالف الشعبي الاشتراكي»، و«العدل»، و«التيار الشعبي»، و«مصر الحرية». وكذلك، تحالف «الحركة الوطنية»، الذي يضم أحزاب «الحركة الوطنية»، «الشعب الجمهوري»، «مصر بلدي».
وقد عبر ممثلون لتلك التحالفات، في عدة تصريحات سابقة، عن رفضهم وجود حزب النور على قوائمهم بصفته «حزبا دينيا مخالفا للدستور»، حيث يحظر الدستور الجديد إنشاء أحزاب على أساس ديني، كما أنه (النور) له آيديولوجية تختلف عن رؤيتهم لإقامة دولة مدنية حديثة.
لكن مخيون قال ل«الشرق الأوسط» أمس، إن «الحديث عن عدم دستورية حزبه كلام هابط لا يستحق الرد عليه.. لأن (النور) حزب لكل المصريين وليس قائما على أساس ديني».
وشارك «النور» في وضع «خارطة المستقبل» عقب عزل مرسي في يوليو (تموز) العام الماضي، كما لعب دورا أساسيا في لجنة وضع الدستور. وأكد مخيون: «لم نعرض أنفسنا على أي تحالفات من التي جرى الإعلان عنها حاليا ولم نسع إلى ذلك»، مضيفا: «هذه التحالفات المطروحة تمارس إقصاء سياسيا كانوا يعيبونه على جماعة الإخوان ثم يفعلونه الآن.. هذا تناقض كبير، سيؤدي إلى فقدانهم المصداقية، وسيكون مصيرهم الفشل».
وتابع رئيس حزب النور: «نحن من جانبنا لم نحدد بعد موقفنا من النزول بشكل منفرد أو في إطار تحالف حزبي معين»، مشيرا إلى أن «المكتب الرئاسي لحزب النور سيعقد اجتماعا يوم السبت المقبل للوقوف على آخر استعدادات الحزب للانتخابات البرلمانية وقائمة مرشحيه». ومن المنتظر أن يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة قانون بتقسيم الدوائر الانتخابية، الذي سيجري وفقه توزيع مقاعد البرلمان.
وأضاف مخيون: «إذا كانت هناك نية للتحالف، فسنكون نحن من نبادر بالإعلان عن تحالفنا، لأننا الحزب الوحيد الذي له أرضية في الشارع وموجود في جميع المحافظات، بعكس الأحزاب التي تشكل تحالفات دون وجود حقيقي».
وشدد مخيون على أن «مصر في مرحلة لا تحتمل المزيد من الانقسام أو مزيدا من الاستقطاب في الشارع.. بل في حاجة إلى التوافق ولم الشمل بصورة أو بأخرى، وهو ما نسعى إليه».
و«النور» هو أحد الأحزاب التي دشنت في مصر عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وحقق مفاجأة كبيرة بحصوله على الأغلبية الثانية في الانتخابات البرلمانية الماضية، بعد حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمين)، حيث حصد بمفرده على أكثر من 20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب، وهو البرلمان الذي جرى حله بحكم من المحكمة الدستورية العليا.
وحول توقعاته بحصول حزبه على النسبة نفسها في الانتخابات المقبلة، قال مخيون: «الأوضاع صعبة والمناخ متغير تماما»، مضيفا: «من الصعب أن نتوقع النتيجة؛ لكننا كغيرنا من الأحزاب نطمع في الحصول على أكبر قدر من المقاعد»، مستبشرا ب«إجراء انتخابات نزيهة، ككل الانتخابات التي جرت بعد الثورة».
وينظر إلى «النور» بصفته الممثل الأبرز لتيار الإسلام السياسي حاليا في مصر، وذلك بعد خروج الإخوان المسلمين والجماعات المؤيدة لهم مثل («الجماعة الإسلامية»، حزب الوسط) من المشهد السياسي تماما في الوقت الحالي، في ظل معارضتهم عزل مرسي ومحاكمة معظم قادتهم. وقال مراقبون إن «النور» سيسعى إلى كسب أصوات «الإخوان» في الانتخابات السابقة لصالحه، وهو ما نفاه مخيون.