من المتعارف عليه أن السمك مفيد للصحة ولكن أهميته لرفع معدل الذكاء كبيرة جداً. فهل يقدر السمك حقاً على رفع معدل الذكاء عند أولادنا؟ الذكاء، أياً يكن نوعه، يتأثر بما نستهلكه من دهون أساسية تعرف بالأوميغا 3 الموجودة في السمك .بعض الحيوانات تقوم بالمهام التي تتطلب ذكاءً عقلياً بصورة رديئة لأنَّها تملك معدلاً منخفضاً من الدهون الأساسية، والواقع أنَّ الأطفال الذين ينقص عندهم معدل الدهون الأساسية يعانون من صعوبات في التعلّم، أما الأولاد الذين رضعوا من حليب أمهاتهم فيملكون في عمر ثماني سنوات معدل ذكاء عقلي أعلى من معدل الأطفال الذين كانوا يتغذون ببودرة الحليب المجفف ويُعزى السبب هنا إلى ارتفاع معدل الدهون الأساسية في حليب الأمهات.
تظهر الأبحاث اليوم أنَّ كمية ونوع الدهون التي تُستهلك أثناء نمو الجنين وفي مراحل الطفولة والمراهقة وسن البلوغ والشيخوخة تؤثران بشدّة في كيفية تفكيرنا وشعورنا. فالدماغ والجهاز العصبي معتمدان كلياً على عائلة الدهون التي تشمل:
· الدهون المشبعة والدهون الآحادية غير المشبعة. · الكوليسترول. · دهون الأوميغا 3 (أي الدهون المتعددة غير المشبعة) خاصة منها ال EPA و DHA. · دهون الأوميغا 6 (الدهون المتعددة غير المشبعة) خاصة منها GLA وAA. بإمكان الجسم تصنيع النوعين الأولين من الدهون.. أمَّا دهون الأوميغا فلا نحصلِّها إلاَّ من النظام الغذائي. إنَّ المصدر الرئيسي للأوميغا 3 (EPA وال DHA ) هي أسماك المياه الباردة خاصة منها تلك التي تأكل الأسماك الأخرى كالرنكة والسلمون والأسقمري والتونة على وجه التحديد. نحن نحتاج عادة ما بين 300 إلى 400 ملغ EPA وDHA (المادتين الفعالتين الموجودتين في السمك وزيته ) ولكن عندما نريد حلّ مشكلة مرضية ما كمشكلة صعوبة التعلّم أو مرض القلب قد ترتفع النسبة إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف النسبة التي ذكرناها.... من هنا نجد أنَّ الأفضل، لا بل من الضروري، أن نحصل خلال فترات النمو على مادتي EPA أو ال DHA الموجدتين في السمك بشكل مباشر من السمك أو بشكل غير مباشر عبر تناول بزور الكتان وزيتها.. وهذا ما ننصح به بالتأكيد للمرأة الحامل أو المرضع لكي تؤمّن لطفلها كمية كافية من ال EPA وال DHA. تنصح منظمة الصحة العالمية حالياً بأن يحتوي حليب الأطفال المجفّف على هذه الأحماض الدهنية إذ يمكن عندئذٍ أن تتزايد في الدم نسبة هذه العناصر الغذائية.. فال DHA بشكل خاص مهم في فترة الحمل والطفولة كونه يُستعمل بالفعل لنمو الدماغ.. فربع وزن الدماغ، إذا استثنينا منه الماء، هو ال DHA. إنَّ أفضل نظام غذائي لأولادنا من ناحية الأوميغا 3 هو النظام الغذائي الذي يُستهلك فيه السمك ثلاث مرات أسبوعياً أو النظام الغذائي النباتي الغني بالبزور والذي لا يتناول صاحبه أي نوع من المشتقات الحيوانية.. ليس مهماً فقط أن نجعل أولادنا يحصلون على الأوميغا 3 من مصدر مباشر كالسمك أو من مصدر غير مباشر كبزور الكتان بل من المهم أيضاً التقليل من استهلاك الدهون المصنّعة والمشبعة.. ها هي بعض التعليمات العامة لتضمني أن يحصل ابنك على القدر الكافي من الدهون: § اجعليه يستهلك البزور والمكسرات.. أما أفضل الأنواع فهي بزور الكتان والقنب واليقطين (القرع) ودوّار الشمس والسمسم. يمكنك الحصول على المزيد من الفائدة إذا طحنتها أولاً ثم رششتها على الكورن فلاكس أو الحساء أو السلطة. § اجعليه يستهلك السمك أو التونا بمعدل مرتين في الأسبوع وإن لم يحب السمك حاولي أن تجدي طرائق مختلفة لطهو السمك أو الجئي إلى شراء مكمل من الأوميغا 3
§ حاولي أن تقللي إلى أقصى حد من استهلاكه الأطعمة المقلية والأطعمة المصنّعة والدهون المشبعة التي يحصل عليها من اللحوم ومنتجات الألبان.