أصبحت رحلات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لمنطقة الشرق الأوسط، منذ تعيينه وبدء مهامه ( في 1 شباط 2013) أمرا روتينيا، وفي الآونة الأخيرة باتت عاجلة. وقد قضى كيري معظم ساعاته في الشهور الأخيرة في مسعى لتعزيز الثقة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وتحقيق رؤية "دولتَين لشعبَين". لكن ملامح الأيام الأخيرة تظهر أن مساعيه لن تُخرج الطرفين المتنازعين من خندقهما، وهناك من يزعم أن مهمته فشلت.
وقد أثار تصميم كيري وإصراره على تكريس معظم وقته كوزير للخارجية للقضية الإسرائيلية - الفلسطينية دهشة الكثيرين، لا سيما أنّ هناك مواضيع مشتعلة أكثر في المنطقة والعالم، خصوصا الأزمة السورية وشبه جزيرة القرم ، وأنّ كلًّا من نتنياهو وعباس غير متحمسَين كثيرا لإنهاء النزاع - على حد وصف موقع المصدر-
ووصف عديدون كيري بأنه سياسي مثابر ودؤوب، لا سيما بعد أن استطاع إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، حتى درجة العناد. لكن قلائل توقعوا نجاحه في المهمة الأصعب في الشرق الأوسط، زاعمين أن الرجل لا يملك الخبرة الكافية لمعاجلة عدم الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
قد يساعدنا رسم ملامح شخصية الرجل الذي قد يستسلم قريبا ، على فهم دوافعه في المقام الأول، واحتمالاته في دفع عجلة السلام قدما أكثر مما فعل، وهل استنفد كيري كل إمكاناته؟