اقر رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني الاثنين بهزيمته في "كل المواضيع" التي تناولتها الاستفتاءات الاحد والاثنين ورفض فيها الايطاليون بكثافة اي عودة الى الطاقة النووية وخصخصة المياه، فضلا عن رفضهم حصانته القضائية. وقال برلوسكوني "يبدو جليا ان ارادة الايطاليين واضحة بشأن كل المواضيع المطروحة للتصويت".
وبحسب نتائج جزئية لوزارة الداخلية فقد صوتت غالبية عظمى من الايطاليين تتراوح بين 95 و96% ب"نعم" لإبطال قوانين حكومة برلوسكوني بشأن هذه الملفات.
واعتبر "ان من واجب الحكومة والبرلمان الموافقة كليا على الاجوبة المعطاة في الاستفتاءات" في ما يتعلق بالطاقة النووية وحصانته القضائية وخصخصة المياه (الادارة والتعرفة).
واقر برلوسكوني بان "الاقبال الكبير" على المشاركة في الاستفتاءات مع نسبة 57%، اي اكثر من النسبة المطلوبة (50% زائد صوت واحد) "يدل على رغبة لا يمكن تجاهلها بمشاركة المواطنين في القرارات المتعلقة بمستقبلنا".
اكد الاعلام الى اي مدى ليس هناك اجماع في معسكر برلوسكوني حول هذه الاستفتاءات. وادلى كل من رئيس بلدية روما جياني اليمانو ورئيسة منطقة لاتسيو ريناتا بولفيريني بصوتيهما وضربا بذلك بتوصيات رئيسهما عرض الحائط.
والاسوأ هو ان اومبيرتو بوسي زعيم رابطة الشمال حليف برلوسكوني الرئيسي قال انه "يأمل في الا يشارك الناخبون في الاقتراع"، وادلى احد كوادر حزبه لوكا زايا رئيس منطقة فينيتو بصوته لرفض النووي وخصخصة المياه وحتى حصانة رئيس الحكومة.
وظهرت تصدعات في اتفاق برلوسكوني مع رابطة الشمال اذ اعتبر بوسي ان "الكافالييري فقد قدرته على التواصل مع الناس على التلفزيون".
وتقول الصحيفة ايضا ان "تعبئة الاوساط الكاثوليكية" من الاسباب الاخرى التي تثير قلق برلوسكوني.
والخميس اشار البابا بنديكتوس السادس عشر الى كارثة فوكوشيما النووية محذرا من "تقنية متطورة لا تكون في نهاية المطاف مضبوطة".
ونتائج الاستفتاء حول هذه النقطة ستكون رمزية بما ان الايطاليين تخلوا عن الطاقة النووية بعد استفتاء اول في 1987 اثر كارثة تشرنوبيل. وقبل اسابيع اعلن برلوسكوني انه يتخلى عن مشروع بناء محطات نووية اعتبارا من 2014 لتشغيلها في 2020.
والاستفتاء الثالث يتعلق بتحرير ادارة المياه وتسعيرها.
لكن باستثناء اللجان التي كانت تعارض القانون المؤلفة من مواطنين عاديين اكثر من سياسيين محنكين، قال رجال دين كاثوليك ان "المياه هبة من الله وبالتالي فهي ملك للجميع".