اصدرت رابطة النهضة والإصلاح , المنتمية للتيار الاسلامي بيانا , بشأن تطورات الأحداث في الانتخابات الرئاسية , بعد دفع جماعة الاخوان المسلمين بخيرت الشاطر مرشحا عن حزب الحرية والعدالة . وجاء في بيان الرابطة التي اسسها شباب اسلامي .. طالعتنا الأيام بما لم يكن متوقعا، إذ قررت جماعة الإخوان فجأة الدفع بمرشحها المهندس خيرت الشاطر إلى الرئاسة، بعد عام من التعهد وتأكيد التعهد وإعادات تأكيدات التعهد بأن هذا لن يحدث مطلقا، إلى الحد الذي كان المخالف لهذا القرار في عداد المفصولين من الجماعة!! وبغض النظر عن كون المبررات التي سيقت في تغير القرار قوية ومقنعة أم لم تكن كذلك، فإن هذا التغير في الموقف السياسي، ثم إلباسه الثوب الشرعي في الحالتين، هو مما أضر وأساء إلى الحالة الإسلامية على العموم، وأضيف إلى سلسلة المواقف التي اتخذتها جماعة الإخوان طوال العام الماضي والتي لم ترتق إلى مستوى المرحلة ولم تكن على قدر الحدث الجلل، وساهمت في عزلها عن الحركات والتيارات الثورية الإسلامية منها وغير الإسلامية. إن تخبطا واضحا وارتباكا جليا يسيطر على القرارات السياسية للجماعة، لا سيما في مرحلة ما بعد الثورة، وليس من المعقول أن تضرب الجماعة بكل المناشدات التي طالبتها بترشيح واحد منها للرئاسة عرض الحائظ طوال الفترة فيما بعد الثورة، حتى إذا استيأس المنادون بهذا منها فقرروا ترشيح أنفسهم وخاضوا الصعاب والمخاطر وبذلوا المجهودات المضنية طوال العام الماضي، حتى قاربت ثمارهم أن تؤتي أكلها، وصار "الرئيس الإسلامي" ممكنا من بعد استحالة، وواقعا من بعد خيال- حتى إذا حدث هذا قررت الجماعة فجأة الدفع بواحد منها بعد أن تهيأ المسرح وتمهد الطريق بمجهودات المخالفين لهم -ومنهم المفصول منهم د. عبد المنعم أبو الفتوح- فيما لا يتصور إلا أنه استئثار بالثمرة من غير جهد، وحصاد لما زرعه الآخرون المخالفون. إن جماعة الإخوان لم تبذل أي جهد في تقديم موعد الرئاسة، لا سياسيا ولا ميدانيا، بل إن مسيرتها السياسية أسفرت عن توقيع د. محمد مرسي على "وثيقة الأحزاب - عنان" التي مددت الفترة الانتقالية لعامين ونصف، ثم وقفت الجماعة موقف المعارضة من أحداث محمد محمود التي أجبرت الحكم العسكري على تقصير الفترة الانتقالية عاما كاملا.. أليس الدفع المفاجئ بواحد من قيادييها -وبعد طول معارضة- هو استيلاء على المغانم التي انتزعها الآخرون بعد أن تعرضوا للمخاطر جميعها؟! سيظل المتضرر الأكبر والأول من سياسة الجماعة هم شبابها الذين تخلو منهم مواقع صنع القرار، وتُلقى عليهم تبعات تنفيذ القرارات والتبرير لها مهما كانت متعاكسة ومتضاربة، لذا لا عجب أن نجد في كل موقف كهذا موجة استقالات شبابية تؤكد من جديد انفصال القيادة عن قواعدها. إن الدفع بالمهندس خيرت الشاطر في هذه المرحلة يؤدي إلى تفتيت أصوات الكتلة الإسلامية مما يصب في غير صالح المشروع الإسلامي كله، ولو أن المهندس خيرت هو من ترشح أولا ثم ظهر الآن الأستاذ أبو إسماعيل أو د. أبو الفتوح لكان الهجوم عليهما عظيما تحت شعار "شق الصف وتمزيق الجماعة".. ولعل الآثار والمشاهدات تؤكد على الرفض الواضح لهذا القرار داخل الصف الإسلامي. يبقى الآن انتظار قرار الدعوة السلفية بالإسكندرية والتي ألزمت نفسها بالاختيار عقب غلق باب الترشح، وهو القرار الذي سيكون فارقا أيضا في مسيرتها وعلاقة قواعدها بقيادتها، لا سيما وهي التي وضعت نفسها منذ البداية في موضع الاستقلال عن قرارات الإخوان ورفضت سحب مرشح حزب النور أمام مرشح الإخوان حتى وإن كان مرشح الإخوان أكثر كفاءة.. نسأل الله أن يوفقهم لما فيه خير البلاد والعباد. إن نصيحتنا لجماعة الإخوان المسلمين أن تراجع هذا القرار في ظل آثاره السيئة على الحالة الإسلامية والوضع المصري..