مخاوف تنتاب أهالى بني سويف، من حالة الكوبري العلوى على نهر النيل الذى يربط شرق المحافظة بغربها، خاصة بعد حادث إنهيار كوبرى الشيخ منصور بعزبة النخل بحى المرج بمحافظة القاهرة، حيث يشتكي الأهالى من سوء حالة الأعمدة وأعمال الإصلاحات المتكررة ببلاطة الكوبري، خاصة بعد تحميل مواسير الصرف الصحي على الجانب الأيمن للكوبري مما يهدد بخطر كبير قد يؤدى لكارثة، خاصة وأنه الكوبر الوحيد الآن الذى يصل الشرق بالغرب فى بني سويف، لقربه من مدينة بني سويف، بالمقارنة مع كوبري الواسطي الجديد الذى تم إفتتاحه للعمل منتصف العام المنقضي. فى البداية ألتقينا مع "جلال محمد جلال موظف" والذى أعرب عن قلقه من حالة أعمدة الكوبري بعد تحميل مواسير مياه الشرب والصرف الصحي عليه ، مما أصاب بعض الأعمدة بالتصدع، وطالب بضرورة تحويل سيارات النقل وعدم السماح لها بالمرور من أعلى الكوبري، وإقتصار سير سيارات النقل على كوبري الواسطي الجديد فقط لتخفيف الحملة على كوبري بني سويف لحين الإنتهاء من كوبري الفشن الذي سيتم الإبتداء فى إنشائه خلال العام الحالى .
وأضاف "عادل محمود مهندس مدني" أن أي كوبرى عبارة عن ثلاثة أجزاء أولها جسم الكوبرى وهو من الخرسانة، ولا يحتاج لصيانة دورية والجزء الثاني هو الإكسسوارات الخاصة بالكوبرى من العلامات والإشارات والجزر الوسطى والأسوار وهى تحتاج لصيانة كل خمس سنوات.
وأوضح أن الجزء الأهم والمهمل في صيانة الكباري الجزء الخاص بالأسفلت والرصف والفواصل وهو السبب الخفي الذي يقف خلف 90% من الحوادث التي تحدث على الكباري لأن في مصر لا توجد خطة للصيانة، مما أدى إلى تدهور الكبارى بشكل ملحوظ، فمن المفترض أن يتم عمل صيانة دورية كل 6 أشهر للكباري حتى يتم التأكد من سلامة الفواصل والأسوار وغيرها من الأجزاء المعدنية، وأيضا حدوث تآكل للفواصل مما يؤثر على العمر الافتراضي للكوبري والذي يتراوح ما بين 70 ل 100 سنة ، مما يتطلب صيانة بشكل مستمر وهو ما يفقده كوبري بني سويف العلوى، فهو فى حاجة لصيانة لفواصله بعد تعرض "البلاطة" لهبوط أرضي من الحمولة الزائدة بسبب سيارات النقل الثقيل.
ومن جانبه أكد المستشار "مجدي البتيتي" محافظ بني سويف، أنه يسعي منذ حضوره لبني سويف لتخفيف الضغط والحمولة على الكوبري العلوى "القديم" الذى يصل الشرق بالغرب، وخاصة بعد إفتتاح كوبري الواسطي الجديد، الذى يربط الطريق الصحراوى الشرقي بالغربي، ونقوم حالياً بتقليل عدد ساعات السماح بمرور سيارات النقل من على الكوبري "القديم" وإقتصارها على الفترة الليلية فقط .
وأضاف محافظ بني سويف، أن قد تم إعتماد مسار لكوبري جديد على النيل يبعد أربعة كيلو مترات شمال مدينة الفشن ليكون محوراً عرضياً يربط الطريق الصحراوي الشرقي بالصحراوي الغريي وذلك تمهيداً لعمل الدراسات والتصميمات الهندسية للكوبري للبدء في التنفيذ .
وقد قال البتيتي أنه إتخذ قراره بناء علي دراسة قامت بها اللجنة المشتركة من وزارة النقل و المحافظة ، والتي انتهت الي امكانية إقامة الكوبري في أحد موقعين الاول علي بعد أربعة كيلو مترات شمال مدينة الفشن والثاني علي بعد خمسة كيلو مترات شمال المدينة، وبعد المفاضلة بين الموقعين استقر رأيه علي اختيار الموقع الاول .
فيما أرجع المحافظ السبب في اختيار الموقع الأول إلي قلة الأعمال الصناعية التي تعترض الكوبري وضيق المجرى المائي في هذه المنطقة بخلاف الموقع الجنوبي الذي يتطلب أعمالا صناعية كثيرة، إضافة إلي إتساع مجري النهر في هذا الموقع .