قال جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى اليوم السبت إن أوكرانيا، التى تواجه أزمة سياسية واحتجاجات كبيرة معارضة للحكومة، يتعين أن تكون حرة فى الاتجاه نحو أوروبا ولا تشعر بأنها مكرهة من قبل جيران أقوى مثل روسيا.
وقال كيرى فى مؤتمر أمنى فى ميونيخ "لا يوجد مكان تتجلى فيه أهمية القتال من أجل مستقبل ديمقراطى أوروبى عما هو فى أوكرانيا. وبينما يعد هناك عناصر غير مستساغة فى الشوارع فى موقف يتسم بالفوضى، إلا أن الغالبية العظمى من الأوكرانيين يريدون أن يعيشوا فى دولة تتسم بالأمن والرخاء".
وفى اجتماع فى وقت لاحق مع قادة المعارضة، أكد كيرى دعمه "للتطلعات الديمقراطية الأوروبية" للأوكرانيين وجهود القادة "فى إعلان دفاعهم عن الديمقراطية والخيار"، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية.. ودعا المعارضة إلى الحفاظ على المحادثات مع الحكومة.
وقالت الوزارة إن كيرى طلب من وزير الخارجية الأوكرانى ليونيد كوجارا أن يفرج عن المعتقلين السياسيين وان يعالج موقف حقوق الإنسان المتدهور وان يحمى المبادئ الديمقراطية ويشكل "حكومة تقنية" يمكن أن تعالج مشاكل البلاد الاقتصادية والتطلعات الأوروبية لمواطنيها.
وبدأت الأزمة فى أوكرانيا عندما انسحب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من اتفاق لتعميق علاقاته مع الاتحاد الأوروبى لصالح الاقتراب من روسيا.. وبسرعة أصبحت المظاهرات تشكل مزيجا واسعا من السخط بسبب الفساد ومعاملة الشرطة القاسية ومظالم أخرى.
وقال كيرى فى كلمته إن المحتجين "يقاتلون من أجل حق الانتساب إلى شركاء سيساعدونهم فى تحقيق طموحاتهم- وأنهم قرروا أن مستقبلهم لا ينتمى إلى دولة واحدة فقط- وانه ليس فيه إكراه". وأضاف أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى "يقفان إلى جانب شعب أوكرانيا فى هذا القتال".
وكان من بين المستمعين إلى كلمة كيرى دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون ومشرعون وضباط جيش وأكاديميون ومسئولون حكوميون سابقون مثل هنرى كيسنجر.ولم ينتقد كيرى مباشرة روسيا، التى تتهم الغرب بإثارة الاضطرابات فى أوكرانيا. ولكنه قال إن "روسيا والدول الأخرى" يتعين ألا تنظر إلى انضمام جيرانهم إلى الاتحاد الأوروبى على أنها عملية تضرهم.
وقال كيرى "فى الحقيقة فإن درس نصف القرن الأخير هو أننا يمكن أن نحقق الكثير عندما تعمل الولاياتالمتحدةوروسيا وأوروبا سويا.. ولكن لا تتخيلوا أننا نخطئ: سوف نواصل إعلان ذلك عندما تتعرض مصالحنا أو قيمنا للهجوم من قبل أية دولة فى المنطقة".
متابعا "تطلعات المواطنين تدوسها مرة أخرى المصالح الفاسدة للأغنياء- وهى مصالح تستخدم فى خنق المعارضة السياسية، لشراء السياسيين ووسائل الإعلام، واضعاف استقلال القضاء وحقوق المنظمات غير الحكومية".