انتشر في عدد من دول الخليج ما بات يعرف بالدي جي الإسلامي، أو الأغاني بدون موسيقى، وهي تلك الأغاني التي يتم فيها فصل الموسيقى عن صوت المطرب، بحيث يتم إبدال صوت الموسيقى بصوت الدف أو الأصوات الطبيعية كالزغاريد أو أصوات العصافير، لاستخدامها في الأعراس. وتحتفظ العديد من الشركات المتخصصة في الإيقاع الإسلامي بقائمة من الأغاني الخليجية والعربية، وتقوم بتشغيلها داخل قاعات الأفراح المخصصة للنساء بأسعار تتراوح بين 2000 و3000 ريال سعودي. وقد عرفت هذه الظاهرة انتشارا ملحوظا، حيث باتت الأغاني المسحوبة أو ما تسمى بالأغاني الإسلامية، والتي يستعاض عنها بالدف، بديلا ناجحا عن الأغاني الموسيقية، حيث لا يمضي موسم أعراس إلا ويشهد تزايدا في استعمال هذا النوع من الغناء والذي لم يعد مقتصرا على الملتزمين، بل تجاوز استعماله إلى مختلف العائلات التي تحرص على احترام مدعويها وجيرانها. الإقبال في تزايد م.عيسى الراشد، المتخصص في مجال الدي جي الإسلامي، أكد أن هناك إقبالا متزايدا على طلبات الأغاني المسحوبة، وعلى فنانين بعينهم أمثال محمد السالم والجسمي وراشد الماجد، مشيرا في حديث ل «العربية.نت» الى أن هناك فئة كبيرة من النساء لاسيما بالسعودية والإمارات، تقبل على هذا النمط كحل يجمع المدعوين بعد أن أصبح البعض يقاطع الأعراس التي تقام بالموسيقى ويكتفي بالحضور للتهنئة ومن ثم المغادرة. من جهته، قال محمد باحسن مدير استوديوهات روائع للزفات الإسلامية، إن عملية سحب الموسيقى تعتبر من الصعوبة بمكان وتتسبب في تشويه الأغنية، وأشار في حديث للعربية.نت الى انه لا يستطيع أحد التحكم بموسيقى الأغنية إلا صاحب الأغنية نفسها، وتابع «لا يمكن سحب الموسيقي من الأغنية إلا في نفس الاستوديو الذي سجلت فيه» موضحا أن ما يتم هو غالبا إعادة إنتاج الأغنية أو الزفة بصوت احد الفنانين المشابهين لصوت الفنان الأصلي، بحسب وصفه. وفيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية للأغنية، أوضح باحسن أنه غالبا ما يثار الجدل حول هذه المسألة، وحول ما إن كانت إعادة إنتاج الأغنية أو سحب الموسيقى منها يعتبران انتهاكا أم لا، وقال: «إذا كان العمل إنتاجا إعلاميا مستقلا يتضمن النسخ والبيع والتوزيع للجمهور فهذا يعتبر انتهاكا للحقوق، أما إذا كان العمل للحفلات الخاصة التي يرتادها عدد محدود من الناس، ففي رأيي أنه لا بأس بل هي دعاية مبطنة للأغنية وللفنان»، بحسب قوله. الانضباط بالشرع وفيما يتعلق بالموقف الديني من ظاهرة الأغاني المسحوبة، اعتبر المستشار الشرعي د. عبدالله الشهري أن الظاهرة تعكس موجة تدين في المجتمع العربي خاصة لدى النساء، لكنه لفت إلى أن تسميتها بالأغاني الإسلامية لا يعطيها شيئا من المشروعية ما لم تكن منضبطة بالضوابط الشرعية، وأضاف الشهري في حديث للعربية.نت «يجوز للنساء أن يستمعن للأغاني التي تضرب بالدف شريطة أن تكون كلماتها مباحة ولا تشتمل على وصف محرم أو تهييج شهوة، أو ما شابه ذلك». ورأى الشهري في الظاهرة مؤشرات إيجابية، وحرص من العائلات على إضفاء لمسة إسلامية على أعراسهن عبر المزج بين الفرح بالالتزام، ورسالة مفادها أن الإسلام لا يحرم الزينة ولا الترويح عن النفس الذي يتوافق مع الشرع، إلا انه أشار الى أن المواكبة وتلبية حاجات المجتمع، يجب ألا تكون على حساب استنساخ الأغاني الهابطة وغثائها، بل على الاجتهاد في توفير البدائل الشرعية المناسبة. تجدر الإشارة الى أن ظاهرة الأغاني مسحوبة الموسيقى بدأت مع دخول وسائل الاتصال الحديثة والانترنت، إلى المنازل والتي ساهمت في انتشار وتداول ما يستجد من أغان سواء عبر الجوال أو المنتديات أو مواقع المشاركة، وهو ما انعكس بدوره على الأعراس التي ظلت تواكب حفلاتها كل جديد، في الوقت الذي انكمشت فيه الفرق الإنشادية التقليدية وما يعرفن محليا بالطقاقات واللاتي ظللن يحيين الأعراس المحافظة دهرا من الزمن.