شركة واصلت النهوض بعد أشهر من هاتف يحمل كاميرا ممتازة، ثم تواصل الشركة نهوضها خلال العام بمبيعات إيجابية وفي تحسن مستمر، فجأة… تباع الشركة لماكيروسوفت. نوكيا و من خلال العام الحالي، قدمت هواتف ممتازة، عكس الأعوام السابقة، و هواتف أفضل من مما قدمته سابقاً. بدأت نوكيا عام 2013 بسبعة هواتف دفعة واحدة، خمسة منها من فئة الأشا وهي فئة الهواتف العادية لكن مع تجربة متميزة قريبة من الهواتف الذكية و هاتفين من فئة اللوميا. في البداية، يحسب لنوكيا ما تفعله في سلسلة الأشا، أي نعم إنها هواتف عادية و ليست ذكية، لكنها قد تغني الفقراء عن الهواتف الذكية و مشاكلها، فوفرت لهم تطبيق الواتساب مثلا و فيسبوك و تويتر، و ليست كبقية الشركات التي تنتج هواتف عادية لا تسمن ولا تغني عن جوع، بل سيئة جداً مقارنة بهواتف الأشا. أما هاتفي اللوميا، فأحدهم كان لوميا 720، الهاتف كان جيد بمقارنة بسعره، بطارية و كاميرا جيدة جداً، أما الشاشة كانت قد تكون أفضل مما هي عليه الآن.
نوكيا قامت بعدها بالإعلان عن هاتف لوميا 928 ثم لوميا 925. الهاتف الأول كان محصور لشركة إتصالات أمريكية، أما الهاتف الثاني؟ هنا تكمن المشكلة. الهاتف هو مجرد نسخة محسنة عن اللوميا 920، حيث أنه أصبح أخف وزناً و أنحف، لم يتغير شئ بعدها سوى أن الشاشة أصبحت أموليد. لماذا تقوم الشركة بطرح هاتف كهذا لا يقدم أي شئ جديد عدا المظهر؟ فالهاتف أعلن عنه قبل مرور عام على ال 920، و هذا من شأنه أن يسبب بعضاً من عدم الثقة عند المستهلكين.
في يوليو، أعلنت الشركة عن أفضل هاتف يملك كاميرا في العالم، لوميا 1020 و المزود بكاميرا دقتها 41 ميجا بيكسل تجعل الصور متناهية الدقة و الجمال قل ما تلاقيه في الهواتف الذكية الأخرى. الهاتف يستهدف في المقام الأول المصورين، فلن يحتاجون للقلق حيال كاميرتهم الإحترافية إذا ما حدث شئ. الهاتف كعتاد هو نفس اللوميا 920 و 925، لكن بذاكرة عشوائية 2 جيجا بايت. لكن نوكيا لم تكمل عملها في الهاتف. فالهاتف يلتقط صوراً بحجم كبير خاصة إذا ما كانت بخاصية ال RAW، و الفيديو أيضاً، فالواحد و الأربعين ميجا بيكسل يحتاجون لمساحة كبيرة من الذاكرة، لكن الهاتف لن يوفر لك أي ذاكرة تخزين خارجية، ما سيجعلك تقوم بنقل كل أو معظم الصور التي تصورها من الهاتف. كما أن الهاتف و الذي يلتقط صوراً مذهلة، لا يملك الشاشة التي تعرض كل هذا الوضوح! شئ غريب، كان من الأجدر بالشركة أن تنتظر بعض الوقت حتى يدعم نظام الويندوز شاشات ال fHD، فمن الغريب أن تمتلك هاتف يلتقط صوراً لن تستمتع بها حتى تنقلها للحاسوب. غير هاتين النقطتين، فالشركة إهتمت بكل وسيلة ستجعل تجربة التصوير رائعة، فأرفقت تطبيق خاص بالكاميرا يجعلك تتحكم بكل شئ و كأنها كاميرا إحترافية، مع بعض المميزات الجانبية الأخرى الخاصة بالتصوير.
بعدها إستمرت الشركة بطرح عدد من الهواتف الذكية المتوسطة و العادية، حتى تعلن الشركة و بعد تسريبات عن دخولها سوق الهواتف اللوحية بشكل رسمي. هذا الهاتف كان أفضل ما أعلنت عنه الشركة خلال العام الحالي، شاشة فائقة الدقة و معالج رباعي النواة، بالإضافة لبطارية و كاميرا ممتازتين. فيما يخص البطارية و الكاميرا، فإن ال 1520 هو أفضل هاتف لوحي في هذين المجالين خلال العام الحالي، إلا أنه و كباقي الهواتف اللوحية مجرد تكبير للشاشة دون وجود مميزات تجعلنا نستفيد منها حقاً، وهي سلبية الهاتف. أعتقد لو قامت الشركة بطرحه لكن بشاشة بحجم 5 إنش كان سيكون أفضل بكثير. في الواقع لا نستطيع لوم نوكيا على هذا الهاتف المتأخر نوعاً ما، فالمشكلة كانت مشكلة مايكروسوفت التي تأخرت في دعم شاشات fHD بنهاية العام و هو ما أثر بالسلب على نوكيا.
لوميا 2520، هو أول لوحي تقدمه نوكيا في تاريخها، و كبداية، لم تكن جيدة، بل ممتازة. فاللوحي يملك بداخله عتاد قوي جداً، عدا الشاشة و الكاميرا. فشاشة اللوحي لا تحمل الكثافة المطلوبة في كل بيكسل، 218 بيكسل بكل إنش ليست هي المطلوبة في الوقت الراهن، كما أن ال fHD في شاشات الأجهزة اللوحية لم يعد الخيار الأفضل. أما بخصوص الكاميرا، فليست الصور التي تلتقطها، فهي جيدة، لكن مسألة عدم وجود الفلاش هي مشكلة بحد ذاتها. معظم الأجهزة اللوحية تحتوي على فلاش بجانب الكاميرا. قد يكون إستخدام نظام ويندوز 8 RT مشلكة، فالنظام ليس ناجح، قلة التطبيقات هي مشكلة بحد ذاتها، كما أن إعتباره لوحي إنتاجي قد تكون في موضع شك، فتطبيقات الويندوز الأساسية لن تعمل عليه.
قبل نهاية العام، جميعنا قرأنا ذلك الخبر الصادم و الذي يتحدث عن شراء مايكروسوفت لقطاع الهواتف في الشركة. شئ مؤسف رؤية شركة كنوكيا تباع و بمبلغ لا يساوي قيمتها الحقيقية على الإطلاق. قد يكون لإيلوب يد في ذلك، فهنالك علامات إستفهام عن موافقة الشركة لبيع نفسها و بمبلغ كهذا و هي في تعافيٍ مستمر. نوكيا لم تنتهي للأبد، فهنالك أمل أن نراها من جديد في عام 2016، لكن لا نتوقع إبداعاتها و مميزاتها السابقة، فالعمال و المهندسين و المصانع و الألات أصبحت في يد مايكروسوفت، ما يعني بأن الشركة ستبدأ من الصفر.
الملخص.
نوكيا قدمت أدأً ممتازاً بالنظر لخسائرها المالية، فالشركة نجحت في تقديم هواتف متميزة و تجذب الأنظار، و ذلك تحقق بفصل المشاكل المالية عن قسم المنهدسين. قد تكون هذه أخر سنة نتكلم فيها عن الشركة، فلن نسمع إسمها بعد الربع الأول من 2014، حينما تمتلك مايكروسوفت كل ما يتعلق بقسم هواتف الشركة. لكن نوكيا إختتم أعمالها لهذا العام بمنتجات مشرفة، لوميا 1020 سيبقى أحد أفضل الهواتف في مجال التصوير لمدة طويلة.