ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن عشرات الآلاف من المسيحيين ساروا أمس الأحد ي القاهرة أمام جثمان البابا شنودة الثالث ، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي تُوفي يوم السبت بعد أربعة عقود على رأس أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط. وقد أثارت وفاة البابا شنودة قلق المسيحيين من أعمال العنف التي تستهدفهم ومن تصاعد التيار الإسلامي ، بعد أكثر من عام على سقوط حسني مبارك. وسيتم دفن البابا شنودة ، بحسب رغبته ، في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. ووفقاً لما أوردته الصحافة المصرية ، فإنه من المتوقع أن يحضر الأساقفة الأقباط في مصر وفي باقي أنحاء العالم من أجل المشاركة في الجنازة والتحضيرات لاختيار رئيس جديد للكنيسة الأرثوذكسية. وقال وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور، أحد الأقباط المقربين من البابا شنودة : "إنها خسارة كبيرة لمصر. لقد كان حكيماً ويُستمع إليه جيداً. سنفتقده في هذه الأوقات التي نحتاج فيها إلى الحكمة والروح الوطنية". ونعى الأزهر البابا شنودة واصفاً أن "مصر خسرت أحد أعظم رجالها". كما اعتبر المفتي علي جمعة أن وفاة البابا شنودة تعد "كارثة كبرى تصيب مصر بأكملها" ، في حين أن حزب الحرية والعدالة – التابع لجماعة الإخوان المسلمين – أشاد ب"الدور الكبير" الذي لعبه البابا شنودة في البلاد. وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن وفاة البابا شنودة الثالث ستتسبب في عملية معقدة داخل الكنيسة الأرثوذكسية لترشيح خليفة له ، حيث أنه لا يوجد اسم بارز تم طرحه في السنوات الأخيرة. وكان البابا شنودة الثالث قد تم انتخابه بطريركاً للكنيسة الأرثوذكسية عام 1971 ليصبح رقم 117 بين بطاركة الكنيسة ، كما أنه مؤسس الكنيسة القبطية المرقسية. وقد قاد بقبضة من حديد طائفته وانتقل من المواجهة إلى المصالحة مع السلطة في مصر ، وهي الدولة التي يسيطر عليها التيار الإسلامي.