لجأت أمهات مواطنات إلى تركيب كاميرات في المنزل لمراقبة أطفالهن بشكل مستمر، حرصا على سلامتهم، وهي ظاهرة جديدة انتشرت أخيراً، بعد أن أثبتت فعاليتها في رقابة سلوكيات الأطفال وكيفية معاملة الخدم لهم في أثناء غياب الأم عن المنزل. وأوضحت أمهات أن الكاميرات وفرت لهن مراقبة اطفالهن أثناء وجودهن في العمل، بينما أكدت أخريات أنهن وعلى الرغم من عدم ارتباطهن بأية أعمال، إلا أن الكاميرات كفلت لهن الاطمئنان على أبنائهن خلال خروجهن للتسوق أو زيارة الأصدقاء، وأشرن إلى أن المراقبة دفعت الخادمات إلى الالتزام بكل تعليماتهن عن العناية بالأطفال.
وبحسب استطلاع أجرته «البيان»، تبين أن كاميرات المراقبة متوفرة بأسعار زهيدة بين 130 درهماً للكاميرا الواحدة، بينما قيمة التركيب بين 180 إلى 200 درهم، للكاميرا الواحدة.
شركة متخصصة
وأكدت «أم موزة»، مواطنة عمرها 33 عاما، وتقطن بمنطقة جميرا في دبي، أنها قامت بتركيب الكاميرات قبل شهرين في منزلها، حيث احضرت شركة متخصصة في تركيب انظمة المراقبة، وقاموا بتركيب أربع كاميرات في في غرفتي الأطفال، والمعيشة، وحمام الأطفال، وأيضا في المطبخ التحضيري في المنزل، بكلفة 6000 درهم.
وعلى الرغم من كونها لا تعمل، إلا انها فضلت مراقبة تصرفات الخادمات خلال غيابها عن المنزل. وقالت: «انا ام ثلاثة اطفال، ابنتي الكبرى ستة سنوات، والبنتان التوأم عمرهما سنة واحدة، وقررت تركيب الكاميرات لأنني لا اثق في معاملة الخادمات واهتمامهن بأطفالي خلال غيابي عن المنزل، لكن الآن، باستطاعتي الاطمئنان عليهم لأنه بإمكاني مراقبة بناتي من خلال الهاتف المتحرك في أي وقت، فهذه التقنية جيدة جدا وتجعل الخادمات يتصرفن بشكل رائع مع الأطفال، لأنهن يخشين مراقبتي لهن طوال الوقت».
واضافت أم موزة ان المبلغ الذي دفعته للحصول على هذه الخدمة لا يقارن بالراحة النفسية والاطمئنان الذين تشعر بهما خلال فترة خروجها من المنزل.
مراقبة الخادمات
أما «ام نورة»، وهي مواطنة من أبوظبي عمرها 28 عاما وأم لثلاثة أطفال، فقامت بتركيب الكاميرات في منزلها قبل شهرين.
وقالت: «لا أعمل، لكنني اضطر للخروج كثيرا لقضاء حاجات المنزل، وأيضا زيارة صديقاتي. في الماضي، كنت اصطحب اطفالي معي اينما ذهبت، ولكن هذا الأمر متعب، حيث يتضايق الأطفال كثيرا عند ذهابي إلى الجمعية أو السوق. فقررت تركيب كاميرات في المنزل لمراقبة الأطفال».
وقامت أم نورة بشراء الكاميرات من السوق الصيني، حيث كلفتها 2000 درهم فقط مع التركيب.
وأضافت: «سمعت عن الكاميرات من صديقاتي وأنها متوفرة بأسعار زهيدة في السوق الصيني مع ضمان لمدة سنة، وبعد قيامي بتركيبها أشعر بارتياح كبير، لافتة إلى أن المشكلة تكمن في أن الخادمات يتصرفن بشكل رائع مع الأطفال خلال فترة تواجد الأهل معهم، ولكن عند غياب الأهل تكون معاملتهم عنيفة احيانا.
وأضافت: «اطفالي صغار في السن، فابنتي الكبرى لا تتجاوز أربع سنوات، وفي هذه السن لا يستطيع الأطفال الإفصاح عن سوء معاملة الخادمات لهم».
تكاليف الحضانات
وقالت «أم راشد»، وهي أم لطفلين في منطقة الورقاء إنها قامت بتركيب الكاميرات في غرفة الأطفال وحمام الأطفال، بالإضافة إلى غرفة المعيشة.
وأضافت: «اضطر لترك اطفالي مع الخادمات للذهاب الى العمل، وفي الماضي، قمت بتسجيل ابني البكر في الحضانة، ولكن الآن لا أستطيع تحمل تكاليف الحضانات المرتفعة، حيث تبلغ الرسوم في الحضانات الجيدة حوالي 30 ألف درهم للطفل الواحد في السنة، لذلك قررت تركيب كاميرات المراقبة في المنزل، وبدأت اترك اطفالي مع الخادمات ومراقبتهم من خلال الهاتف المتحرك خلال تواجدي في العمل».
واوضحت أم راشد أنها اخبرت الخادمات بوجود الكاميرات حتى لا يفكرن في اساءة معاملة الأطفال خلال فترة غيابها عن المنزل.
ووصفت الكاميرات بأنها جيدة جدا، والآن اصبحت اكثر استقراراً، لأنني لا اقلق على الأطفال كالسابق، حيث قمنا انا وزوجي بشراء الكاميرات من السوق الصيني في دبي، وكلفتنا الكاميرات مع التركيب حوالي 3000 درهم فقط، وهذا المبلغ زهيد مقارنة بالفائدة التي نجنيها والراحة النفسية.
ونوهت بأنها تقوم بفتح الموقع الإلكتروني ومراقبة الأطفال طوال اليوم، وعلى سبيل المثال، ترى ابنها يجلس احيانا بالقرب من جهاز التلفاز، فتتصل بالخادمة وتطلب منها ابعاده عن جهاز التلفاز.
وتابعت: «الأمر ممتع عندما ارى قلق الخادمة، ومعرفتها بأنني أراقب طوال الوقت».
إقبال كبير على الشراء
قال رؤوف، مندوب مبيعات في محل لبيع انظمة المراقبة في السوق الصيني في دبي، إن الإقبال على تلك الأنظمة ارتفع كثيرا عن السنوات الماضية، ففي السابق، كان معظم زبائننا من اصحاب المحلات والتجار.
أما الآن، فهناك العديد من الزبائن المواطنين والعرب، بالإضافة إلى الهنود الذين يشترون كاميرات المراقبة لمنازلهم، ونحن نوفر أنواعاً مختلفة من الأجهزة والأنظمة، الصينية والكورية الصنع، وأسعارنا معقولة مقارنة بالشركات الخاصة التي تبيع منتجات مشابهة خارج السوق الصيني، وتكون اسعارها مرتفعة.
وأوضح رؤوف ان معظم الزبائن من الأمهات اللواتي يرغبن بمراقبة اطفالهن خلال فترة غيابهن عن المنزل.
وأضاف: «بعض الأمهات يطلبن الأجهزة التي تحتوي على خاصية التسجيل وبسعات كبيرة، وأخريات يقمن بشراء الكاميرات الخارجية ليتم تركيبها في المطبخ».
وتابع: «مرت عليّ زبونة ذات مرة وقالت انها تريد تركيب كاميرا فوق الفرن، فضحكنا كثيرا في البداية، لأننا ظننا انها ترغب بتسجيل برنامج لتعليم الطبخ، ولكن تبين انها كانت تريد التأكد من نظافة وانضباط الخادمة عند الطهي!».