أعلن رئيس التشاد إدريس ديبى انسحاب قواته من مالى بعد ثلاثة شهور من بدء البعثة الدولية العسكرية بقيادة فرنسا عملية طرد مسلحين على علاقة بتنظيم القاعدة مما يثير المخاوف بشأن مستقبل الحرب فى حالة عدم مشاركة مقاتلى القوات التشادية الرادعة. وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الالكترونى اليوم / الاثنين / أن إعلان رئيس التشاد انسحاب قواته جاء بعد أيام من هجوم انتحارى أسفر عن مقتل ثلاثة من الجنود التشاديين.
ونقلت الصحيفة عن ديبى إن "الجيش التشادى ليس لديه القدرة على مواجهة هذا النوع من حرب العصابات المندلعة فى المنطقة الشمالية من مالى" مضيفا "جنودنا سيعودون إلى وطنهم فهم أنجزوا مهمتهم".
كما أكد أن تشاد بدأت بالفعل الانسحاب من كتيبة تضم ألفين جندى تشادي آخر للعودة تدريجيا إلى بلادهم.. مشيرة إلى أن فرنسا أكدت بالفعل رغبتها فى تسليم مسئولية البعثة الإفريقية للقوات المالية ودول إفريقية أخرى".
وكانت القوات التشادية - المدربة على القتال فى الصحراء - تحارب جنبا إلى جنب مع القوات الفرنسية فى بعض المعارك الأكثر شراسة فى الحرب المندلعة شمال مالى.
وأشارت الصحيفة الى أن القوات التشادية كان لها دور ملحوظ فى مساعدة القوات الفرنسية فى جبال مدينة كيدال الواقعة شمالى مالى التى اتخذت منها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى مأوى لهم بعد طردهم من مدن رئيسية أخرى.
ولم تكن مشاركة القوات التشادية بلا مقابل فقد لقى 23 جنديا تشاديا على الأقل مصرعهم فى معركة واحدة وقعت فى فبراير الماضى.
وكان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند قد صرح بأن "بلاده ستخفض عدد قواتها بحلول شهر يوليو ليصل إلى ألفين جندى فرنسى فى مالى بعدما كان 4 آلاف جندى على ان يتراجع العدد فى نهاية العام الحالى ليصل إلى ألف جندى فرنسى.
يشار إلى أن الشعب المالى عانى من حالة اضطرابات فى نهاية العام الماضى بعد انقلاب عسكرى فى مارس 2012 فى العاصمة باماكو التى طالما كانت تكافح من اجل الحفاظ على السيطرة على المنطقة الشمالية من البلاد التى تمتد على مساحة شاسعة تشبه أفغانستان.