حذّرت المؤسسة العامة للكهرباء في اليمن من انهيار المنظومة الكهربائية في ظل الاعتداءات المستمرة التي يقوم بها مسلحون قبليون ضد محطة الكهرباء الواقعة في مأرب شمال البلاد.
وقال عبدالرحمن عقلان، مدير عام المؤسسة، في تصريحات للأناضول، إن استمرار الاعتداءات على خطوط الكهرباء يهدد المنظومة الكهربائية في البلاد.
وأشار إلى عودة محطة مأرب، مساء أمس، للعمل بعد أن كانت قد خرجت عند الساعة الواحدة ظهرًا يوم أمس جراء اعتداءين جديدين في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء في اعتداء هو الثاني عشر منذ يناير الماضي.
ولفت إلى أن هذه الاعتداءات تسببت في خروج المنظومة الكهربائية بشكل كامل عن العمل؛ ما أدى إلى قطع الكهرباء في عموم المحافظات.
وبالإضافة إلى تأثير الهجمات عليها، أشار عقلان إلى سبب آخر يعرقل عمل محطات التوليد، وهو حاجتها إلى المزيد من أعمال الصيانة كنتيجة طبيعية لقدم عمر هذه المحطات وانتهاء عمرها الافتراضي.
وأضاف مدير المؤسسة أن ارتكاب اعتداءين في اليوم نفسه يظهر أن نتائج الاعتداءات باتت وخيمة على وحدات ومحطات التوليد وسائر أجزاء المنظومة الكهربائية؛ حيث لا زالت المؤسسة تجري أعمال الصيانة والإصلاحات في العديد من المحطات لرفع جاهزيتها وتوفير قطع الغيار وغيرها من الأعمال والإصلاحات الناتجة عن تلك الاعتداءات.
واندلعت، يوم أمس الإثنين، اشتباكات مسلحة بين الجيش ومسلحين يهاجمون محطة الكهرباء في محافظة مأرب التي تعد الأكبر في البلاد.
ويؤدي انقطاع الكهرباء إلى تأثيرات سلبية على المواطنين خاصة أصحاب المحلات والورش، حيث يؤدي إلى عرقلة الأعمال في المحلات.
ويقول المواطن عمر صالح ل"الأناضول" إنه يفترض أن تكون هناك حماية وتنسيق من قبل وزارة الداخلية ووزارة الكهرباء من أجل حل تلك المشكلة.
ويستغرب عدد من المواطنين مما يصفونه بعدم قدرة الأجهزة الأمنية على حماية محطات الكهرباء في ظل الاعتداءات المستمرة التي تقوم بها جماعات مسلحة، فيما يتم الاكتفاء بأن ترسل وزارة الكهرباء مهندسين لإصلاح المحطات بعد كل تفجير.
وكان وزير الكهرباء والطاقة اليمني، صالح سميع، قرر الشهر الماضي، تشكيل فريق طوارئ من المهندسين والفنيين التابعين للمؤسسة العامة للكهرباء؛ للمرابطة في محافظة مأرب ومواجهة أي اعتداءات تخريبية قد تتعرض لها شبكة الضغط العالي الواصلة بين "محطة مأرب الغازية" ومحطات التحويل بمحافظة صنعاء.
وتعلن الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر عن اعتقال أشخاص بتهمة التورط في الاعتداء على محطات الكهرباء.
ويتم إلقاء التهم في ذلك من جانب اليمنيين إما على جماعات قبلية تسعى للضغط على الحكومة لإطلاق سراح ذويها، أو على أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ويرى مراقبون أن حل مشكلة تفجيرات خطوط الكهرباء يحتاج إلى تضافر جهود القوات المسلحة القريبة من أماكن الهجوم بالتعاون مع المواطنين، وأن تكون هناك قوات خاصة بحماية الكهرباء أو الاتفاق مع رجال القبائل القريبة من خطوط الكهرباء على حماية المحطات على أن يتم الاهتمام بهم وتحسين وضعهم المادي من قبل الحكومة.
وبحسب تقرير صادر عن المؤسسة العامة للكهرباء في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن الخسائر التي تكبدتها المؤسسة جراء الاعتداءات المستمرة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية، تجاوزت ال 33 مليار ريال يمني (120 مليون دولار)؛ تشمل تكاليف قطع الغيار والإصلاحات والطاقة المنقطعة.
وبلغت الاعتداءات التي طالت خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب - صنعاء 148 اعتداءً منذ عام 2010، وفق التقرير ذاته.