انتقد الكاتب المصري البارز، فهمي هويدي، "تفاوت" الصحف العربية في تناول الاعتذار الإسرائيلي لتركيا عن حادثة سفينة مرمرة، ودعا إلى "فهم وتقدير" الموقف التركي،"الأكثر تقدمًا" من مواقف دول عربية.
وكتب هويدي، في مقاله بصحيفة (الشروق) المصرية الخاصة، اليوم الخميس، تحت عنوان "حين اعتذرت إسرائيل لتركيا"، إن "بعض الصحف العربية أبرزت خبر اعتذار إسرائيل لتركيا، في حين تجاهلت صحف أخرى خبر الاعتذار، وركزت ثالثة على العودة إلى تطبيع العلاقات بين البلدين".
وفي تصريحات خاصة للأناضول، عزا هويدي هذا "التفاوت" إلى "حساسية البعض من الدور التركي في المنطقة، مشيرًا إلى أنه يعبر عن "تباين قائم في قراءة مفردات السياسة الخارجية التركية" حتى "إذا كان ذلك التفاوت من قبيل المصادفة".
ولفت هويدي إلى أن هذا التباين كان أكثر وضوحًا في التعليقات التي تناولت موضوع الاعتذار الإسرائيلي، حيث "عمد بعضها إلى الانتقاص من قيمة الخبر والتشكيك في خلفياته".
وكانت الحكومة التركية أعلنت، الجمعة الماضي، عن تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اعتذارًا لتركيا، خلال إجرائه مكالمة هاتفية، مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدة قبول أردوغان، باسم الشعب التركي، اعتذار نتنياهو، عن الهجوم على السفينة.
وتعرضت سفينة "مافي مرمرة"، التي انطلقت من تركيا إلى غزة، عام 2010، بهدف كسر الحصار المفروض عليها، لهجوم من جانب قوات إسرائيلية أسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك، وأدى إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل.
ورأى الكاتب المصري البارز، في مقاله، أن الموقف التركي "أكثر تقدمًا من مواقف بعض الدول العربية"، داعيًا إلى فهمه وتقديره.
وقال هويدي إن "الفهم والتقدير هو ما أدعو إليه؛ لأننا لا نستطيع أن نقبل بالحد الأدنى من بعض الدول العربية ثم نطالب تركيا بالحد الأقصى".
وفي تصريحات للأناضول عبر الهاتف، عزا هويدي ما وصفه بالتباين الإعلامي العربي في تناول موضوع الاعتذار الإسرائيلي إلى "قلق وحساسية" البعض من الدور التركي في المنطقة.
وقال: "هناك ناس ليست سعيدة بالدور التركي؛ لأنهم يرون أنه يتسبب في إحراجهم وكشف مواقفهم ويزاحم أدوارهم".
وتابع: "الحساسية والإحراج والقلق من العثمانية الجديدة التي يصورها هؤلاء بغير حق على أنها سعي من تركيا للتغول داخل الدول العربية وإحياء ماضٍ قديم، هي أسباب هذا التفاوت".
واعتبر هويدي الاعتذار الإسرائيلي لتركيا "خطوة مهمة جدًا" تعني أن "إرادة إسرائيل يمكن أن تنكسر أمام أي صلابة".