تشابهات عديدة جمعت بين الأميرتين الراحلتين «جريس كيلى» و«ديانا»..الجمال، الانحياز للناس، مساعدة الآخرين والعمل الخيرى، الاثنتان من عامة الشعب جاءتا إلى القصور الملكية بفطرتهن، تعلمتا فنون البروتوكول الملكى بعد الزواج، عاشتا مع رجلين فارق السن بينهما كبير، حفل زفاف الاثنتين وصف بأنه زفاف القرن، انجبتا وليى عهد موناكو وانجلترا.. وأخيرا ماتت كلتاهما فى حادث سيارة، تاركتين وراءهما محبة الملايين، وبعض الألغاز التى صنعت منهما أسطورتين..حتى بعد الموت لم تتوقف التشابهات بينهما وبعد رحيلهما بسنوات وتحديدا فى العام الماضى تزوج البرت ابن جريس كيلى من شارلين التى وصفت بأنها تشبه والدته فهى شقراء مثلها وقد جاءت من عالم المشاهير أيضا فهى بطلة سباحة وكذلك أجنبية مثل والدته فهى من جنوب إفريقيا. وأيضا تزوج ويليام ابن ديانا من كيت التى وصفها الكثيرون بأن روحها قريبة الشبه من روح ديانا، ويبدو أن التشابهات بين جريس وديانا لن تنتهى فحاليا يتم تنفيذ فيلمين سينمائيين عن كل منهما وهم «جريسة موناكو» و«ديانا»، واللذان ينتظر عرضهما بعد عدة شهور.
كل من الفيلمين يعنى بجسد فترة قصيرة فى حياة بطلته. فترة تكشف عن الطبيعة العذبة والجانب الإنسانى الرقيق لكل منهما.. بالإضافة لمحاولة الكشف عن بعض الغموض الذى أحاط بها.
الفيلم الأول «جريسة موناكو» من إخراج الفرنسى اوليفية داهان صاحب رائعة «الحياة وردية»، ومن بطولة نيكول كيدمان التى تجسد جريس كيلى ومعها تيم روث فى شخصية الأمير رينيه، والسيناريو للكاتب الإيرانى الأصل – البريطانى الجنسية «اراشى امل» الذى عكف على كتابة الفيلم لمدة عام ورفضت هوليوود إنتاجه فى حين تحمس له منتج فرنسى.. الفيلم تدور أحداثه فى بداية الستينيات حول موقف جريس من النزاع الذى شب بين زوجها الأمير رينيه الثالث والرئيس شارل ديجول رئيس فرنسا فى ذلك الحين حول قانون الضرائب، وأيضا يتعرض الفيلم للمرحلة التى حاولت فيها جريس أن تقنع زوجها بالعودة للتمثيل فى فيلم من إخراج «الفريد هيتشكوك»، ولكنه رفض بشدة، ويقال إنها شعرت باستياء لازمها إلى النهاية بسبب موقفه هذا.
وقد لاقى الفيلم – الذى لم يعرض بعد – انتقادات حادة من القصر الملكى فى موناكو من قبل أبناء كيلى الأمير البرت والأميرتين كارولين وستيفانى زاعمين أن الفيلم يخلو من أى أحداث حقيقية وأنه محض خيال المؤلف ولا داعى من الأصل لتقديمه وقد رد المنتج والمخرج ونيكول كيدمان على هذا الهجوم بأنهم غير معنيين بتقديم فيلم سيرة أو فيلم وثائقى عن حياة جريس كيلى بل يعنيان بترسيخ انسانية جريس كيلى ونقاط ضعفها ومخاوفها بالإضافة لتخليها عن مستقبلها الفنى كنجمة سينمائية واختيارها لدور آخر تقدمه فى الحياة وقد أكد المنتج أن امارة موناكو دعمت الفيلم اثناء تصويره هناك.
أما فيلم «ديانا» فهو من اخراج الألمانى اوليفير هيرزشبيجل صاحب فيلم «السقوط» ومن بطولة «ناعومى واتس» فى شخصية «ديانا»، الفيلم يتناول العامين الأخيرين فى حياة ديانا وتحديدا قصة الحب التى جمعتها بالطبيب الباكستانى – الانجليزى «حسنات خان» والذى يقال إن ديانا ارتبطت بعلاقة مع دودى الفايد لإغاظته.. تم تقديم الأميرة ديانا فى حوالى 12 فيلما تليفزيونياً من قبل. وهذا الفيلم هو اول عمل فنى كبير عنها.، وكان من المفترض أن تؤدى دور ديانا الممثلة «جيسكا تشاستين» والتى تشبه ديانا إلى حد كبير ولكنها اعتذرت لانشغالها بأعمال أخرى، أما «ناعومى واتس» والتى على الرغم من أنها عرفت بإمكانياتها القوية فى أداء الأدوار الصعبة والمعقدة، إلا انها صرحت لمجلة «مانهاتن» بأن اداء شخصية الأميرة ديانا على الشاشة هو اصعب أدوارها على الإطلاق، لأن كل من عاصروا ايقونة القرن الماضى – ديانا – يعرفونها جيدا وقالت: «لا استطيع إلا أن اقدمها كما يعرفها الناس وليس من خيالى».. وفى تصريح آخر قارنت بين دورها فى فيلم «المستحيل» الذى لعبت فيه دور امرأة تنجو من الإعصار وبين دورها الجديد بقولها:«لم أخش تسونامى ولكنى أخاف من ديانا».