بلاغ للنائب العام يتهم الإخوان بقتل «ألتراس أهلاوى» فى بورسعيد
.. لا يستطيع أحد أن يتنبأ بحقيقة البلاغ الذى تقدم به الزميل الصحفى حسام السويفى للنائب العام المستشار طلعت عبد الله، واتهم من خلاله المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين والدكتور أكرم الشاعر والدكتور محمد البلتاجى القياديين بالجماعة والنائبين السابقين بمجلس الشعب والدكتور صفوت حجازى الداعية الإسلامى بالتورط فى التحريض على ارتكاب مجزرة استاد بورسعيد التى وقعت فى أول فبراير من العام الماضى وراح ضحيتها 72 شابا من مشجعى الأهلى.
السويفى، بالطبع ليس صاحب مصلحة شخصية فى الأمر، وما يهمه فى الموضوع برمته كشف الحقيقة، لذا أراد أن يدعم بلاغه ببرهان لا يخلو من المصداقية، وهو خطاب أرفقه بالبلاغ من شاب ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين يدعى سعيد عبد السلام محمود قنديل (36 سنة)، أرسله لشقيقته، علما بأن المذكور يعمل لدى خيرت الشاطر منذ عام 1998، وأخبرها خلاله أنه كان ضمن ثلاثة من الشباب الذين قاموا بعد نقود الرشوة المقدمة لأحد قيادات الداخلية – قيادة سابقة - لتنظيم وتنفيذ خطة مجزرة بورسعيد التى تقضى بارتداء عساكر لزى مدنى وقتل الجماهير، واعتبارها حادثا طبيعيا ناتجا عن حالة التعصب الجماهيرى والتشاحن المستمر والأزلى بين جماهير بورسعيد وأولتراس الأهلى، وعلى ذلك – بحسب بلاغ السويفى – فإن الشاب كان شاهد عيان لعملية الرشوة، لكن ما حوله من أهل للثقة إلى أحد المنبوذين المهددين بالموت، أن صفوت حجازى، أبلغ خيرت الشاطر أن سعيد اختلس مائة ألف جنيه من تلك الأموال التى كان مكلفا برصها فى الحقيبة بعد تمام عددها فى مقر الجماعة بالمقطم، وهد صفوت حجازى بأنه سيفضح الخطة برمتها لو أبلغ حجازى الشاطر عن الأمر، وهو ما حدث – بحسب الرواية – لذا توجه رجال الشاطر إلى منزله فجر الثالث من فبراير الماضى، وألقوا القبض عليه ومن يومها وأسرته لا تعلم عنه شيئا، ولا يعلم طريقه سوى صديق له، حمله تلك الرسالة التى أرفقها السويفى فى بلاغه للنائب العام.
بدورنا لا نجزم بصحة البلاغ من عدمه، ولا يهمنا سعيد أو غيره، فالمهم الآن التعامل مع البلاغ بشكل جدى حتى لا تضيع حقوق شهداء أبرياء كل جريمتهم أنهم ذهبوا لمشاهدة مباراة فى كرة القدم، لكننا فى ذات الوقت لا يجب أن نغفل علامة استفهام مهمة جدا تحيط باسم المهندس خيرت الشاطر، فهو من قيل عنه أنه المسئول عن ميليشيات الجماعة المسلحة، وهو من تم القبض على حارسه الخاص بتهمة حيازة سلاح بدون ترخيص، وهو من نسبت إليه فكرة ترخيص سلاح لشباب الإخوان لحماية مقرات حزب الحرية والعدالة.
نفس علامة الاستفهام تحيط بالدكتور صفوت حجازى الداعية الإسلامى الناعم الذى كان يتحدث بمنتهى الكياسة قبل قيام ثورة 25 يناير، ووجدناه هو نفسه من يعذب أحد المحامين المغتربين فى خيمة ويحاول أن ينتزع منه اعترافا عن طريق التعذيب، وهو من قال عنه الشاب سعيد فى خطابه « منه لله صفوت حجازى هو اللى ضيعني»، والأمر نفسه لا يختلف كثيرا مع الدكتور محمد البلتاجى فهو كان أحد المتهمين بالتحريض على الاعتداء على المتظاهرين السلميين باستخدام القوة والعنف لمنعهم من التعبير عن آرائهم بميدان التحرير فى جمعة «كشف الحساب»، فى شكل اعتداء جماعى بجرائم الضرب والإيذاء البدنى.
فكر الجماعة نفسه، لا يتنافى مع العنف فهى المتهمة بقتل الحسينى أبو ضيف، وهى المتهمة بفض المظاهرات بالعنف، وهو ما يدعو الكثيرين لتصديق بلاغ حسام السويفى، والتشكيك فى قدرة النائب العام المحسوب على الإخوان المسلمين المستشار طلعت عبد الله على التحقيق فيه واستدعاء القيادات التى شملها البلاغ للتحقيق.