في ليلة اسطورية وعرس ثقافي، ووسط تحديات ورغم كل الظروف التي تمر بها مصر، إمتلأ المسرح الكبير عن آخره بدار الأوبرا المصرية بكوكبة من كبار الفنانين والمثقفين وحشد غفير من الجمهور العاشق للفن والإبداع، حيث افتتح د.محمد صابر عرب وزير الثقافة والفنان الدكتور عزت أبو عوف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 35 ، المُهداه دورته لأرواح شهداء ثورة 25 يناير والمبدعين الذين رحلوا عن عالمنا خلال العام الحالي ، والذي يستمر حتي 6 ديسمبر. وذلك في رساله حب بأن مصر لازالت بلد الحضارة والفن رغم كل دعاوى التأخر والحجر علي حرية الإنسان والإبداع. وفى كلمته قال صابر عرب كنا نأمل أن يقام هذا المهرجان وقد استقرت أحوالنا فى مصر، وعلى الرغم من كل التحديات التى واجهتنا فقد كان الإصرار على إقامة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الخامسة والثلاثين لكى يكون جزءاً من المشهد الكبير فى ظل العديد من التحولات التى يشهدها المجتمع حراكاً وحواراً وأملاً فى المستقبل ، فمرحباً بالجميع فى هذا المهرجان التاريخى الذى ظل عبر 35 عاماً بمثابة العرس الثقافى والفنى الكبير. ورغم أن دورة المهرجان قد توقفت العام الماضى حينما شهدت مصر ثور الخامس والعشرين من يناير والتى لا تزال تحدث تحولات إجتماعية وسياسية وفكرية ، فنحن نثق بأننا فى حياتنا متجهون نحو الوصول بمصر إلى مصاف الدول الرشيدة إبداعاً وفناً ووعياً ومعرفة ، وأثق فى أن جموع السينمائيين فى مصر والعالم بما لديهم من مشاعر إنسانية رقيقة يستشعرون قيمة هذه اللحظة التاريخية وأهميتها.
ولا يفوتنى فى هذه المناسبة إلا أن أتقدم بخالص تقديرى وشكرى لضيوف المهرجان الذين ملأهم الإصرار على مشاركتنا فيه، متمنياً لهم إقامة طيبة فى مدينة القاهرة التى أثرت فى كل العالم وتأثرت به، ولم تكن فى يوم ما بعيدة عن كل مايحدث فى الدنيا بفضل مبدعيها من المثقفين والفنانين وحتى على المستوى الإنسانى فقد كانت القاهرة دائماً رقيقة هادئة ، لكنها كانت دائماً عصية على الإنكسار، فستبقى القاهرة هى العاصمة الثقافية والفنية لكل بلاد الشرق بالرغم من كل هذه التحديات .
وأكد على أن المصريين عازمون على دعم الفن والثقافة، لذا نطالب كل الفنانين وكل الجموع التى تعمل فى مجال الفن والثقافة وكل مبدع فى أى مجاله بمزيد من العمل الإبداعى الخلاق، وخصوصاً وقد ألهمتنا الثورة روحاً جديدة و رؤى وتجارب لكى ننتج فناً وثقافة تعبير عن هذه الثورة . فالثورة لا تحول دون الإبداع بل على العكس، فقد كانت الثورات الإنسانية ملهمةً للفن والثقافة فإن ثورتنا المصرية تفجر فى تلك اللحظة سيلاً منهمراً من الإبداع.
كما توجه عرب بالشكر لكل لفريق العمل الذى شارك فى خروج المهرجان إلى النور وعلى رأسهم الفنان عزت أبو عوف رئيس المهرجان، سهير عبد القادر نائب رئيس المهرجان ، ود. إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، و كل الأجهزة التى ساندت المهرجان من خارج وزارة الثقافة وعلى رأسها وزارة السياحة ممثلة فى وزيرها د. هشام زعزوع ، والفنانين الكبار الذى أسسوا المهرجان من منهم على قيد الحياة ، ومن منهم قد رحل عن دنيانا ، فقد ساهموا عبر 35 عاماً فى جعل هذا المهرجان نافذة فنية وحضارية لوطن عريق يتحرك شوقاً نحو الحرية .
وأشار عزت ابو عوف رئيس المهرجان الي ان السينما ليست مجرد وقتا للتسلية ولكنها ثورة علي كل ما هو قبيح في الحياة، وفي أول دورة للمهرجان بعد ثورة 25 يناير نهديها لأرواح شهدائنا الذين فقدوا حياتهم من أجلنا، ولنجوم السينما المصرية الذين رحلوا عنا منذ الثورة وحتي الأن، ولكن أعمالهم ستظل باقية ابد الدهر ليثبتوا أن الحياه هي السينما والسينما هي الحياة.
بدأ حفل الإفتتاح بعزف السلام الجمهوري والوقوف دقيقة حداد علي أرواح شهداء ثورات الربيع العربي، ووسط تصفيق حاد من الجمهور تعالت الهتافات تحيا مصر تحيا مصر، أعقبه استعراض لقطات من أهم أفلام السينما المصرية التي مهدت وتتحدث عن الثورات المصرية وهي "اسكندرية كمان وكمان شئ من الخوف هي فوضي القاهرة 30 ناصر 56 الناصر صلاح الدين" بإعتبار أن هذه الدورة مهداه لشهداء الثورة، وأثناء إلقاء كلمة للفنان عزت أبو عوف صاحيه عرض فيلم من الصور الفوتوغرافية المأخوذه من ميدان التحرير أثناء الثورة، ثم صعدت لجان التحكيم "الدولية والعربية وحقوق الإنسان" لخشبة المسرح لإلتقاط صورة تذكارية مع وزير الثقافة ورئيس المهرجان ونائبته، واختتم الحفل بعرض الفيلم المصري "الشتا اللي فات" اخراج ابراهيم البطوط ، بطولة عمرو واكد وفرح يوسف، والذى يدور فى إطار إجتماعى حول تأثير ثورة 25 يناير على أبطاله وتغيير حياتهم. قام بتقديم الحفل حورية فرغلي وعمرو يوسف، واخرجه خالد جلال.
حضر الحفل العديد من الوزراء منهم د.أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي، د.منير فخري عبد النور وزير السياحة السابق، والكاتب يوسف القعيد، ومن الفنانين محمود عبد العزيز، محمود قابيل، إلهام شاهين، يسرا، ليلي علوي، لوسي، فيفي عبده، المخرجة ايناس الدغيدي، مادلين طبر، ماجد المصري، خالد ابو النجا، نرمين الفقي، انوشكا، منة شلبي، بشري، منال سلامة، كندة علوش، المنتجون محمد حسن رمزي، ماريان خوري، ومدحت العدل، ومن قيادات وزارة الثقافة د.سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلي للثقافة وم. محمد ابو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية ورئيس قطاع مكتب الوزير، د.صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، د.خالد عبد الجليل رئيس قطاع الانتاج الثقافي، ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح، هشام فرج وكيل وزارة الثقافة للأمن.