عاودت صناعة التطوير العقاري أخذ زمام المبادرة لتتصدر مجدداً القطاعات والأنشطة الاقتصادية غير النفطية المساهمة في نمو اقتصاد الدولة. إذ دخلت مؤخراً 67 ناطحة سحاب حيز التنفيذ في دبيوأبوظبي . وتوافد آلاف العمال والمهندسين لإنجاز تلك المشروعات متعددة الاستخدامات فيما يؤشر لصدارة الإمارات قائمة دول العالم في إنجاز المباني الشاهقة حتى 2014 بعد صدارتها لها في العام الماضي 2011.
وتبلغ حصة دبي من تلك الأبراج ال67 قيد الإنشاء 63% فيما بلغت حصة أبوظبي 37%، ويصل إجمالي ارتفاع تلك الأبراج إلى أكثر من 12458 متراً فيما يصل إجمالي ارتفاعها بالقدم أكثر من 40683 قدماً ما يعادل 22 مرة ارتفاع برج خليفة الأعلى في العالم.
وتتنوع استخدامات تلك الأبراج لكن الغلبة للاستخدام السكني بإجمالي 37 ناطحة سحاب سكنية تليها 20 ناطحة سحاب للمكاتب فيما حل الاستخدام السياحي أخيراً بأكثر من 10 أبراج للفنادق، ويصل إجمالي الطوابق في تلك المشروعات إلى 7404 طوابق.
وبدخول تلك المشروعات حيز التنفيذ أصبحت الأخبار السارة على مقربة من أبواب قطاع البناء والتشييد في الدولة الذي يأمل بجرعات نمو قوية بدعم من صناعة التطوير العقاري بدخول نحو 67 ناطحة سحاب إلى حيز التنفيذ ما يؤهل القطاع العقاري إلى صدارة القطاعات غير النفطية الداعمة والمساهمة بقوة في النمو الاقتصادي.
وتحتاج تلك المشروعات إلى عشرات المقاولين الرئيسيين ومئات مقاولي الباطن من الموردين لتنفيذها وتمثل في الوقت ذاته فرصاً استثمارية مربحة للعديد من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها من شركات التأثيث والديكور والتجهيزات الكهربائية والإلكترونية وغيرها من الصناعات التي تضررت بحدة عشية تداعيات الأزمة المالية العالمية عام 2008.
صدارة عالمية
كانت الإمارات احتلت مؤخراً المرتبة الثانية عالمياً للعام الثاني على التوالي في قائمة الدول الأكثر إنجازاً للأبراج الشاهقة التي يزيد طولها على 200 متر، بحسب المجلس العالمي للمباني الشاهقة والمساكن الحضرية CT .
وأفاد المجلس في تقريره السنوي حول حركة تشييد الأبنية الشاهقة في العالم خلال 2011، بأن دولة الإمارات أنجزت خلال العام الماضي 16 ناطحة سحاب تسع منها في أبوظبي، بمجموع أطوال كلي قدره 4243 متراً (4,2 كيلومترات).
واستحوذت العاصمة أبوظبي على نحو 56,2% من إجمالي عدد الأبراج الشاهقة التي تم استكمالها في الدولة خلال 2011، فيما بلغت حصتها من مجموع أطوال هذه المباني نحو 56% بواقع 2206 أمتار 2,2 كيلو متر.
ووفق ترتيب المدن الأكثر إنجازاً للأبراج الشاهقة خلال العام الماضي، جاءت أبوظبي في المرتبة الثانية عالمياً بالتساوي مع مدينة بوستن الأميركية وذلك من حيث عدد الأبراج التي تم تنفيذها خلال 2011، فيما احتلت العاصمة الترتيب الثالث عالمياً وفق مجموع أطوال الأبراج التي تم إنجازها.
وقال التقرير: إن الإمارات حققت قفزات هائلة على صعيد تشييد المباني الشاهقة حيث كانت تضم ثلاثة أبراج شاهقة فقط قبل عشر سنوات ارتفعت إلى نحو 60 برجاً، لتزاحم الولاياتالمتحدة والعديد من الدول المتقدمة في معدل إنجاز الأبراج الشاهقة.
وأكد التقرير أن أبوظبي أصبحت تلعب دوراً مهماً في قطاع المباني الشاهقة، متوقعاً أن تظل سوقاً مهمة في هذا المجال لعدة سنوات قادمة. ونوه التقرير إلى إكمال مشروع أبراج الاتحاد خلال العام الماضي ويتألف من خمسة أبراج تتراوح أطوالها من 218 متراً إلى 305 أمتار ويعد أهم مشروع للمباني الشاهقة في الإمارة خلال هذه الفترة. وتوقع التقرير أن يرتفع عدد المباني الشاهقة التي سيتم استكمالها خلال عام 2012 في الإمارات إلى نحو 17 برجاً منها 12 برجاً في دبي وخمسة أبراج في أبوظبي، كما توقع التقرير استكمال 9 أبراج خلال 2013 ستة منها في أبوظبي وثلاثة في دبي.
وفيما احتلت أبوظبي صدارة المدن العربية الأكثر إنجازاً للأبراج الشاهقة خلال العام الماضي، احتلت الدوحة المرتبة الرابعة عالمياً والثانية عربياً بعد أن استكملت ثمانية أبراج بمجموع أطوال 1726 متراً تلتها دبي التي احتلت المرتبة الثالثة عربياً والخامسة عالمياً من خلال إنجاز سبعة أبراج بمجموع أطوال 2037 متراً.
وفي الوقت الذي جاءت فيه الصين في المرتبة الأولى عالمياً في إنجاز الأبراج الشاهقة خلال العام الماضي بعدد أبراج بلغ 23 برجاً بمجموع أطوال يصل إلى 5790 متراً، تبوأت كوريا الشمالية المرتبة الثالثة عالمياً بأحد عشر برجاً بلغ مجموع أطوالها 2875 متراً. ووفق دراسة المجلس الذي يتخذ من شيكاجو مقراً له، جاءت الولاياتالمتحدة الأميركية في الترتيب التاسع عالمياً من حيث عدد وأطوال الأبراج الشاهقة التي تم استكمالها، حيث تم إنجاز برجين فقط يبلغ مجموع أطوالهما 468 متراً.
وضمت قائمة الدول العربية الأخرى الأكثر إنجازاً للمباني العالية التي يزيد طولها على 200 دولة الكويت التي أنجزت برجين بمجموع 653 متراً لتحتل المرتبة الثامنة عالمياً.
وأكد التقرير أن الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط والصين ستلعب دوراً مهماً في استمرار حركة بناء الأبراج وخاصة في ظل الركود العقاري الذي تشهده أوروبا وأميركا الشمالية. مشروعات الأبراج في دبي قيد الإنشاء (2012/2014)
البرج الارتفاع بالمتر الارتفاع بالقدم عدد الطوابق البناء الإنجاز الاستخدام