سالم عبد الجليل : نحن نتحمل وزر الإساءة للرسول لأننا لم نعرض الإسلام بصورة صحيحة فى سلوكنا
سالم : الإساءة المتكررة للرسول تعكس الخوف من خطر انتشار هذا الدين وتهديده لسلطان الباطل
ليلة : التربية القبلية للشعب الليبى وراء قتلهم السفير الأمريكى
ليلة : الشعب المصرى متدين بطبعه ومتظاهرى السفارة الأمريكية يتصفون بالغباء السياسى
بطبيعة الشعب المصرى الذى شهد له الجميع بالتدين وحب الإلتزام بالدين فى تصرفاته ،خرجت مظاهرات جمعة "لا للإساءة للرسول" التى حرضت عليها جماع الإخوان المسلمين وكذلك مظاهرات السفارة الأمريكية لتعطى للإدارة الأمريكية ردا قويا بعدم السماح مرة أخرى للغرب فرصة الإساءة للرسول (ص)،ولكن هذه التظاهرات شهدت عناصر دخيلة إستغلت الأحداث لاإحداث قلائل وعدم إستقرار بالبلاد كما وصفها علماء الإجتماع وشوهت صورة المسلمين .
حيث أكد الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة سابقا على ضرورة أن نحسن إدارة الأزمة - أزمة نشر الصور أو الأفلام المسيئة للرسول أو ما يمكن أن يستجد بلا انفعالات تحسب علينا لا لنا ، غير ناسين أننا نتحمل جزءًا من الوزر ، لأننا لم نعرض الإسلام فى سلوكنا عرضًا صحيحًا ، بل للأسف عرضناه بصورة شوهاء فى الغالب الأعم فلا احترام لقيمة ، ولا انتظام فى عمل ، ولا صدق فى قول ، وكانت النتيجة ذاك التخلف الذى تعيشه الأمة تحمّل الإسلام ضريبته ، حيث ظن الكثيرون أن الإسلام هو سبب تخلفنا .
وقال عبد الجليل "الواقع أن تخلفنا ليس بسبب تمسكنا بالدين بل تخلفنا نتيجة طبيعية لبعدنا عن قيم الدين وأخلاقه" ، وكل مسلم مطالب فى هذه الآونة أكثر من أى وقت مضى أن يلتزم بالإسلام عقيدة وشريعة وخلقًا وعبادة حتى نعيد الوجه المشرق لهذا الدين ونظهر محاسنه للناس ، ولنبين بأخلاقنا أن ديننا هو دين الرحمة والسماحة وأن نبينا صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة للعالمين.
وأشارعبد الجليل أن الأفلام المسيئة للإسلام وأخلاقيات المسلمين طريقة ليست بجديدة فقد قام بها أعداء الإسلام بعد أن أدركوا أنه بعد الحروب طيلة خمس سنين ورأو أن القضاء على هذا الدين وأهله لا يمكن بطريق استخدام السلاح ، فقرروا أن يشنوا حرباً دعائية واسعة ضد هذا الدين كما بدأوها من قبل لكن هذه المرة من ناحية الأخلاق والتقاليد ، وأن يجعلوا من شخصية الرسول وأهل بيته أول هدف لهذه الدعاية ، فافتروا على عائشة رضي الله عنها وأرضاها ما عرف بحادث الإفك ، وقد كان من أشد الابتلاء على الأمة وعلى نبيها صلى الله عليه وسلم ، كاد أن يقوض أركان الدولة لكن الله سلم ، وإستطاع النبى الكريم بحكمته أن يدير هذه الأزمة بحكمة وروية ومرت بسلام .
وقال سالم أن دعوة الرسول (ص)كانت في بادىء الأمر سرية ، وكان المشركون في تلك الفترة على علم بما يدعو إليه محمد وبأنه يخالف ما عليه القوم مخالفة كلية ، وانتشر بينهم أنه يدعو إلى أمر جديد ، إلا أن الرسول وهو في بداية أمره لم يواجه قومه بتسفيه ما هم عليه ، فلم ينشأ عندهم الشعور القوي بالخطر من دعوته .، فكان من أثر ذلك أنهم لم يكترثوا بأمره ؛ قال ابن هشام : ( فلما نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد عنه قومه ولم يردوا عليه ، حتى ذكر آلهتهم وعابها ، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته ). وهكذا الأمر دائماً ، عندما لا يشعر أهل الباطل بأن في دعوة الحق خطراً عليهم ، فإنهم لا يبدون اكتراثاً بأمرها ، وإن كانوا لا يخفون بغضهم وكراهيتهم واستهزاءهم بالحق وأهله ، وهذا ما يفسر ظهور تلك البذاءات فى هذا التوقيت بالذات ، إنه الخوف من خطر انتشار هذا الدين وتهديده لسلطان الباطل.
فيما أرجع على ليلة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ردة فعل المصرين على إساءة الفيلم الأمريكى للرسول وللدين الإسلامى إلى طغيان العواطف الدينية على الشعب المصرى قائلا أن" الشعب المصرى متدين بطبعه" إلى جانب أن مناخ الحرية المتاح بعد الثورة الذى يبيح التظاهر السلمى هو الذى سمح للآلاف التظاهر أمام السفارة الأمريكية للتعبير عن غضبهم فيما قيل بحق الحبيب محمد (ص).
وتابع ليلة أن مناخ الحرية هذا دفع أيضا جماعة الإخوان المسلمين للدعوة لمليونية بالتحرير والتحريض بشكل مباشر للشعب للخروج فى مليونية "لا للإساءة للرسول والإسلام".
ولكنه إستنكر وجود بعض بعض العناصر الدخيلة على المظاهرات ممن إتهمهم بعدم مراعاة أخلاقيات الإسلام، ولا ينتمون له مشيرا إلى أنهم بلطجية مندسة وبقايا فلول النظام السابق الذين يستغلون أى مظاهرة لكى ينغصوا أمن الوطن ويكرهون الإستقرار له.
وطالب أستاذ علم الإجتماع بضرورة التعامل بقسوة مع كل من تم القبض عليه فى تظاهرات جمعة "لا للإساءة للرسول" وأمام السفارة الأمريكية ممن وصفهم بعدم الإنتماء للدين الإسلامى ،وأنهم يتصفون بالغباء السياسى بسبب العنف الذى إرتكبوه وتصميمهم على حرق السفارة الأمريكية ،مشيرا أن الإسلام عمره ما كان دين عنف وأن الرسول (ص)كان أكثر تسامحا ولن يرضى عن الدفاع عنه بمثل هذه الطريقة الهمجية.
وقال ليلة أن من حق المسلمين جميعهم الإحتجاح على هذه الإساءات المتكررة فى حق الإسلام ورسوله المتكررة من الغرب ولكن بأسلوب حضارى وأخلاقى يلائم أخلاقيات الإسلام وبما لا يسيئ إلى مرجعيتى الدينية المتسامحة مستشهدا بقول الله تعالى (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وادفع بالتى هى أحسن )،مستنكرا ردة فعل الشعب الليبى وقيامهم بقتل السفير الأمريكى بهذه الطريقة البشعة.
وتابع أستاذ علم الإجتماع أن التمثيل بالجثث حرام شرعا ورفض ما قام به الشعب الليبى من تمثيل بجثة السفير الأمريكى فى ليبيا مشيرا أنها شوهت صورة الإسلام الذى رفض التمثيل بالجثث.
وأرجع هذا التصرف إلى التربية القبلية للشعب الليبى التى تعتبر نوع من الوثنية التى هى ضد الإسلام ،ورغم ذلك هؤلاء القلة يحسبون على الإسلام.
إن صورة الإسلام أكبر من أي أشخاص "تافهون" يسبون رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالمسلم يجب أن يتحلى بأخلاق القرآن, وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنشروا الإسلام وأنتم صامتون .. قالوا وكيف يا أمير المؤمنين.. قال : بأخلاقكم ) .