أعرب آفي بريمور، السفير الإسرائيلي الأسبق في ألمانيا، عن اعتقاده بأن ما تردد عن اتفاق بين القاهرة وبرلين لتوريد غواصتين ألمانيتين للبحرية المصرية لن يؤثر بشكل جوهري على العلاقات الألمانية الإسرائيلية. وقال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إن هؤلاء الذين يشكون بطبيعة الحال من الألمان سيجدون في هذه الصفقة مناسبة جديدة ليواصلوا انتقادهم للألمان.
كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الصادرة أمس الأحد نقلت عن مصادر حكومية إسرائيلية القول إن التقارير التي تحدثت عن صفقة بيع غواصتين ألمانيتين لمصر ستؤدي إلى "تردي مأساوي" في العلاقات الإسرائيلية الألمانية وهو ما نفاه المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم، مؤكدًا التزام بلاده بأمن إسرائيل.
ورأى بريمور أن الشئ الأهم بالنسبة لإسرائيل هو أن تحصل على الأسلحة التي تحتاجها وفي مقدمتها غواصات ألمانية الصنع من طراز دولفين التي يمكن وفقا لرأي خبراء أن تحمل رءوسا نووية. وأضاف بريمور :"ننظر إلى هذه الغواصات بوصفها وسيلة دفاع حقيقية وحيدة نمتلكها في مواجهة إيران".
وأشار بريمور إلى أن "إيران بوسعها أن تبيد إسرائيل بضربة واحدة لكن إسرائيل الأصغر كثيرا (مقارنة بإيران) لا يمكنها أن تفعل ذلك لكن بفضل هذه الغواصات فإن إيران تعلم أن عليها أن تعمل حساب ضربة انتقامية مفنية بواسطة هذه الغواصات".
تجدر الإشارة إلى أن اللواء أسامة الجندي قائد سلاح البحرية المصرية كان قد صرح لصحيفة الأهرام المصرية يوم الجمعة الماضي بأن مصر وقعت مع ألمانيا اتفاقية لبناء غواصتين من طراز 209.
وقالت يديعوت أحرونوت إن هذه الأنباء أثارت تخوفا في إسرائيل من أن تتسبب هذه الصفقة في فقدان إسرائيل تفوقها العسكري.
ورأى بريمور الذي شغل منصب سفير إسرائيل في ألمانيا في الفترة بين عامي 1993 حتى 1999 أن الانتقادات الإسرائيلية لصفقات بيع الأسلحة نوع من رد الفعل العكسي "فمن الناحية التقليدية لا نريد نحن أن نرى جارتنا متسلحة".
وأشار بريمور إلى أن رد الفعل العكسي هذا من قبل إسرائيل حدث أيضا حتى مع محاربة الحكومة المصرية التي أبرمت "معنا" معاهدة سلام ، لأعداء مشتركين كالإرهابيين في شبه جزيرة سيناء. ورأى بريمور أن رد الفعل العكسي يتمثل في أن هناك خطرًا على إسرائيل إذا بيعت أسلحة لجيرانها أو للدول العربية بشكل عام.
غير أنه قال إنه شخصيًا لا يرى أي مشكلة في بيع غواصات ألمانية لمصر "فمصر تحصل على أسلحة كذلك من الولاياتالمتحدة أكبر صديق وداعم لنا على مستوى العالم ونحن لا نقول شيئًا".