في الوقت الذي تشهد فيه مدينة حلب "حرب شوارع حقيقية" بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية تخللها قصف ادى الى مقتل عشرة مدنيين كانوا ينتظرون في طابور امام احد افران هذه المدينة ، صعدت الولاياتالمتحدة موقفها من حزب الله واتهمته بالتورط مباشرة في اعمال القمع في سوريا الى جانب القوات التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وبلعب "دور مركزي" في هذا المجال. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الاميركية ان الولاياتالمتحدة تريد "القاء الضوء على نشاطات حزب الله في سوريا ودوره المركزي في اعمال العنف المتواصلة التي يقوم بها نظام الاسد بحق الشعب السوري"، واتهمت هذا الحزب ب"تقديم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوما بعد يوم".
كما اتهم البيان حزب الله ب"تسهيل" تدريب القوات الحكومة السورية على ايدي الحرس الثوري الايراني، وباداء "دور اساسي" في طرد معارضين سوريين من لبنان.
كما قررت وزارة الخزانة الاميركية اضافة حزب الله الى قائمة المنظمات الخاضعة للعقوبات بسبب ارتباطها بالنظام السوري.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الاميركية تعزيز عقوباتها على نظام الاسد وفرضت عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع ايران، وذلك في اطار المساعي الاميركية للتضييق على النظامين في طهرانودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان "هذا النوع من التجارة يسمح لايران بمواصلة تطوير برنامجها النووي وفي الوقت ذاته تزويد الحكومة السورية بالموارد لقمع شعبها".
وقال دانيال بنجامين منسق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية "نعتقد ان حزب الله قد يشن هجمات في اوروبا او سواها في اي وقت كان (...) وبدون اي سابق انذار"، مضيفا ان "تقديراتنا هي ان حزب الله وايران سيبقيان على نشاط ارهابي مكثف في المستقبل القريب".
وبحسب المسؤول الاميركي فان حزب الله، الذي يعتبر القطب الرئيسي في الحكومة اللبنانية، شرع في "تكثيف حملته الارهابية" حول العالم.
ودعا وزير الخارجية الجزائري السابق الاخضر الابراهيمي المرشح لخلافة كوفي انان مبعوثا عربيا ودوليا لسوريا، مجلس الامن الى توحيد الموقف تجاه الازمة السورية.
وقال الابراهيمي في بيان اصدرته مجموعة "الحكماء" التي تضم عددا من الشخصيات العالمية ان "على مجلس الامن الدولي والدول الاقليمية تبني موقف موحد من اجل ضمان امكانية اجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة".
واضاف ان "ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم ان يظلوا منقسمين لفترة اطول متجاهلين دعواتهم".
واكد ان "على السوريين ان يجتمعوا معا كامة واحدة من اجل التوصل الى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام بل على التسامح".
في لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لدولته مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة اضافية تبلغ خمسة ملايين جنيه (6,3 ملايين يورو) لا تشمل اسلحة.
وكتب هيغ في مقال نشرته صحيفة التايمز ان "شعب سوريا لا يستطيع الانتظار (...) سيموت مزيد من الناس بدون مساعدة عاجلة"، مضيفا "بناء على توجيهاتي، اتصل ممثلي لدى المعارضة السورية وهو بمستوى سفير، هذا الاسبوع مع اعضاء سياسيين في الجيش السوري الحر، ويلتقيهم حاليا".
ومع استمرار اعمال العنف وتصاعد وتيرتها، يتواصل تزايد اعداد السوريين الهاربين من بلادهم باتجاه دول الجوار.
وصرح مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان اكثر من 2500 سوري فروا الى تركيا ليل الخميس الجمعة في وقت تشتد فيه حدة المعارك في بلادهم.
وبذلك يصل عدد اللاجئين السوريين الى تركيا الى 53 الفا حسب ما اعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية.
وفي هذا السياق، اكد المقرر الخاص للامم المتحدة حول حقوق النازحين داخل بلدانهم في بيان ان انتهاكات حقوق الانسان والقوانين الانسانية ادت الى "نزوح كبير للسكان في سوريا".
وبحسب الاممالمتحدة فان مليون ونصف مليون سوري نزحوا داخل بلادهم بينهم مئتا الف غادروا مدينة حلب في الشمال جراء مواجهات عنيفة منذ 20 تموز/يوليو.
ميدانيا، سقط عشرات القتلى والجرحى نتيجة القصف العنيف الذي تقوم به القوات النظامية السورية على حي الخالدية بمدينة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي احصى 118 قتيلا الجمعة، في حين تستمر حرب الشوارع في صلاح الدين بحلب، بحسب قائد ميداني.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عن "سقوط العشرات بين شهيد وجريح، بينهم خمسة تم توثيقهم، اثر القصف العنيف الذي يتعرض له حي الخالدية في حمص من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم طائرة مروحية والهاون والمدفعية في القصف".
ويأتي هذا القصف العنيف، اثر محاولة القوات النظامية اقتحام هذا الحي، لكنها تراجعت بعدما "جوبهت بمقاومة شرسة" من قبل المقاتلين المدافعين عن الحي، بحسب المرصد.
وفي ريف حمص، تعرضت قرية الدمينة الشرقية بريف القصير لقصف من قبل القوات النظامية.
والى الشمال في مدينة حلب، وصف قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر النقيب حسام ابو محمد في اتصال مع وكالة فرانس برس من صلاح الدين ما يدور في هذا الحي في المدينة بانه "حرب شوارع حقيقية"، مشيرا الى ان الحي "يشهد معارك حقيقية وعن مسافات قريبة".
وقال "ان نصف اجزاء حي صلاح الدين تقريبا وتحديدا شارع الشرعية تشهد عمليات كر وفر بيننا (الجيش الحر) والجيش النظامي".
واشار الى ان "الجيش الحر ينتشر ويعزز قواته على طول محور جديد حول صلاح الدين يمتد من دوار الكرة الارضية - المشهد - العامرية - الراموسة بطول بين 3 الى 3,5 كيلومتر".
وافاد قائد كتيبة نور الحق في الجيش الحر النقيب واصل ايوب وكالة فرانس برس من حلب ان "مجموعات الجيش الحر المتبقية في حي صلاح الدين تقوم بعمليات استنزاف وكر وفر في الحي لكنهم لا يسيطرون على اجزاء منه".
واضاف ان الهدف من ذلك "منع تقدم القوات النظامية باتجاه حي سيف الدولة لان الجيش الحر عندها سيضطر للقتال على جبهة طويلة من الصعب الدفاع عنها".
ولفت الى ان القصف تواصل عنيفا الجمعة على حي السكري "ما يؤشر الى ان القوات النظامية تتجه لشن هجوم على الحي"، موضحا ان غالبية عناصر الجيش الحر يتمركزون في حيي السكري وبستان القصر.
من جهتها، صدت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرق المدينة، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة ان "وحدة من جيشنا الباسل تصدت لمجموعة من الارهابيين المرتزقة حاولوا الهجوم على مطار حلب الدولي"، مشيرة الى ان القوات النظامية "قتلت معظم" المهاجمين.
واكد قائد ميداني في الجيش السوري الحر في حلب لوكالة فرانس برس وقوع الهجوم، مشيرا الى ان "هناك مجموعات من الجيش الحر شنت هجوما على مطار حلب (الدولي)" لافتا الى ان "لا معلومات لدي عما اسفر عنه الهجوم".
وبحسب المرصد، تعرض حي بستان القصر في مدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية، كما تعرضت بلدة اخترين بريف حلب للقصف.
ولفت المرصد الى ان المقاتلين المعارضين "استولوا على آلاف من قطع السلاح الفردي وذلك خلال اشتباكات مع القوات النظامية قرب مستودع للاسلحة بمدينة حلب".
وفي محافظة حماة (وسط)، تعرضت بلدة كفر زيتا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية وسط حالة من الهلع والخوف، بحسب المرصد الذي ذكر ان القوات النظامية وعناصر من الشبيحة داهمت بلدة الخنزير ونفذت حملة اعتقالات طالت اكثر من 50 مواطنا.
وفي ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد ان مقاتلين معارضين سيطروا على "حاجز البلدية في بلدة كفرنبل بعد اشتباكات عنيفة استمرت لخمسة ايام"، مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين "اسروا عددا من جنود الحاجز بينهم ضابط".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان هذا الحاجز "هو الموقع العسكري الاكبر في كفرنبل ويضم تجمعا للدبابات والعربات المدرعة".
وفي دمشق، انفجرت عبوة ناسفة قرب مسجد سعيد باشا بحي ركن الدين وشوهدت سيارة اسعاف في المنطقة بينما انتشر عناصر الامن في محيط المساجد في الحي.
وفي الريف الدمشقي، تعرضت مدينة التل للقصف من قبل القوات النظامية، كما تدور اشتباكات في بعض مداخل المدينة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين بحسب المرصد الذي اشار الى حملة مداهمات واعتقالات في منطقة شبعا على طريق مطار دمشق الدولي من قبل القوات النظامية.
ولفت المرصد الى ان المقاتلين استطاعوا تدمير دبابة في المدينة كما احتجاز ثلاثة اعلاميين يعملون في احد التلفزيونات الرسمية وكانوا يرافقون الجيش النظامي.
اما في درعا جنوبا، فتنفذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة ازرع اسفرت عن اعتقال العشرات.
وحصدت اعمال العنف في سوريا الجمعة 118 قتيلا، هم 63 مدنيا بينهم 14 من النساء والاطفال، و18 من المقاتلين المعارضين، و37 من القوات النظامية.
الى ذلك، ادى قصف على مخبز في طريق الباب شرق حلب الى سقوط نحو عشرة قتلى، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس اوضحوا ان القنبلة سقطت عندما كان مئات من السكان يقومون بمشترياتهم مع تشكل صف طويل امام هذا المخبز الواقع في حي يسيطر عليه الجيش السوري الحر.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "ما لا يقل عن سبعة مواطنين قتلوا إثر القصف الذي استهدف تجمعا للمواطنين امام فرن للخبز في حي طريق الباب بمدينة حلب".
وقام مقاتلون معارضون باحتجاز ثلاثة صحافيين سوريين خلال معارك مع القوات النظامية في مدينة التل بريف دمشق شمال العاصمة، بحسب المرصد.
وافاد مدير المرصد وكالة فرانس برس ان "الاعلاميين الثلاثة يعملون لدى احدى القنوات التلفزيونية الرسمية"، مشيرا الى ان هؤلاء الاعلاميين "كانوا يرافقون القوات النظامية كمراسلين حربيين".
واضاف ان احتجاز الصحافيين الثلاثة جاء خلال "اشتباكات في مدينة التل استطاع خلالها المقاتلون المعارضون استهداف دبابة وتدميرها بالكامل".
وفي وقت لاحق، اعلنت قناة الاخبارية السورية الرسمية "فقدان الاتصال مع طاقمها الصحافي في منطقة التل بريف دمشق".
وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان الجمعة من المخاطر التي يواجهها المدنيون في مدينة حلب، مشيرة الى انهم "يتعرضون لخطر متزايد نتيجة الهجمات البرية والقصف المدفعي وتبادل اطلاق النار".
ودعت كل من ضباط الجيش النظامي والجيش الحر الى "التاكد من ان جنودهم يتقيدون بقوانين الحرب ولا يستهدفون المدنيين".
وعلى الرغم من تواصل عمليات القصف والاشتباكات، احيا سكان حلب "جمعة سلحونا بمضادات الطائرات" حيث خرجت تظاهرات في السبيل والفرقان والسكري، بالاضافة الى حلب الجديدة الخاضعة للنظام والتي شهدت قتل شاب جامعي في 19 من عمره وجرح ثلاثة برصاص الامن خلال تفريق التظاهرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
واشار المرصد الى تظاهرات جرت الجمعة في بعض احياء العاصمة بالاضافة الى ريفها خصوصا في مدينتي دوما وحرستا وبلدات اخرى.
كما خرجت تظاهرات حاشدة في درعا (جنوب) وحماة (وسط).
وفي ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد ان مقاتلين معارضين سيطروا على "حاجز البلدية في بلدة كفرنبل بعد اشتباكات عنيفة استمرت لخمسة ايام"، مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين "اسروا عددا من جنود الحاجز بينهم ضابط".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان هذا الحاجز "هو الموقع العسكري الاكبر في كفرنبل ويضم تجمعا للدبابات والعربات المدرعة".
ودعا إمام المسجد الحرام في خطبة الجمعة المشاركين في القمة الاسلامية المقررة في مكةالمكرمة الاسبوع المقبل الى "وقفة حازمة" في وجه نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد "أيها المؤتمرون، في ديار الإسلام مذابح جماعية تنظم يذهب كل يوم ضحيتها رجال ونساء وأطفال كلهم أبرياء عزل مسالمون في سوريا الجريحة وفي ميانمار في بورما، يقوم بذلك كله طغاة متجبرون مجرمون ما نقموا منهم إلا أن لهم حقوقا مشروعة ومطالبات عادلة في العدل والإصلاح والعيش الكريم".