في وسط 3 آلاف متفرج يملؤون مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين، إمتزجت الأسطورة بالواقع وتناغمت الأصوات وتوحدت في لحطة إنسانية واحدة لتخلق عالما أوسع افقا وأكثر رحابة في معزوفة كونية رائعة تعبر عن روح المحبة والتسامح والسلام ليصبح شعار مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية "الإنسان هو الوطن والوطن هو الإنسان". حيث شهد د . محمد صابر عرب وزير الثقافة حفل ختام مهرجان سماع الدولي للإنشاد الصوفي والموسيقي الروحية في دورته الخامسة برئاسة انتصار عبد الفتاح رئيس ومؤسس المهرجان ، وذلك لتأبين الشهداء المصريين والتأكيد علي أن مصر لازالت تقف شامخة وهي تمد يدها بالسلام للعالم علي مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين ، والذي استمر عشرة ايام ما بين مسرح الصحن بقبة الغوري ومسرح بئر يوسف بالقلعة ، الذي نظمه صندوق التنمية الثقافية برئاسة م . محمد ابو سعدة ، والعلاقات الثقافية الخارجية برئاسة حسام نصار ، بالتعاون مع الهيئة العامة لتنشيط السياحة برئاسة عمرو العزبي ، والمجلس الأعلي للآثار ووزارة الخارجية ، بحضور حسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ، السفير عبد الرؤوف الريدي ، د . كاميليا صبحي رئيس المركز القومي للترجمة ، والكاتب محفوظ عبد الرحمن وزوجته الفنانة سميرة عبد العزيز، أميرة خواسك ، والكاتب جمال الغيطاني ، ود صلاح فضل ، ود . جيهان زكي ، هشام فرج وكيل وزارة الثقافة للأمن ، بالإضافة للعديد من سفراء الدول العربية والأجنبية المشاركة ولفيف من الإعلاميين والصحفيين.
شارك في هذا المهرجان 20 دوله عربية وأجنبية من مختلف ثقافات العالم .
تضمن حفل الختام الوقوف دقيقة حداد علي شهداء رفح بسيناء والذين تعرضوا لهجوم ارهابي وراح ضحيته 16 شهيدا ، بالإضافة لعدد من الجرحي ، أعقب ذلك قداس صوفي شارك فيه 12 دوله وهي فرنسا ، اندونيسيا ، العراق ، البوسنة والهرسك ، الامارات ، تركيا ، الهند ، اليمن ، أذربيجان ، أسبانيا ، أوكرانيا ، مصر لتشدوا كل دوله بلغتها أغنية في حب مصر ، وبذلك تحول حفل التأبين إلي مظاهرة حب وتقدير من دول العالم لمصر ، تلي ذلك مقامات انسانية " هو حوار بين المقامات العربية والأوربية " لتؤكد علي لحظة التواصل الإنساني والتفاؤل والأمل بغد أفضل ثم الرقص الصوفي المولوي من خلال فرقة تركيا وفرقة سماع للرقص الصوفي " مصر " ليشدوا معا لكي يا مصر السلامة بمشاركة الجمهور ، كما تفقد وزير الثقافة سوق الشارع الأعظم الذي اشتمل علي عرض منتجات الحرف التقليدية والشعبية مثل الطرق علي النحاس الخشبيات الخزف والفخار والخيامية معرض رسم علي الماء للفنان التركي أحمد أكجون الذي قام بإهداء وزير الثقافة درع ولوحة تذكارية ، بالإضافة لمعرض فرمانات التسامح ، والخط العربي للمسلمين الصينيين بعنوان " الحرف زهرة بديعة " ومعرض فنان الخط العربي لمحمد حمام بمصر
وفي نهاية الحفل قام وزير الثقافة بتكريم حسين عوني سفير تركيا وذلك بإهدائه درع المهرجان لمساندته هذا المهرجان ، كما كرم د . محمد صابر عرب و م . محمد أبو سعد الفنان انتصار عبد الفتاح بإهدائه درع المهرجان ، كما قام الإتحاد العربي للثقافة والإبداع بوزارة الثقافة اليمنية بتكريم الفنان انتصار عبد الفتاح وذلك بإهدائه درع الثقافة والإبداع من الدرجة الأولي ، كما كرمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمعات بالامارات ، واختتم الحفل برفع أعلام الدول المشاركة وقام الفنان انتصار عبد الفتاح برفع لوحة كبيرة تحمل عنوان " السلام لكل العالم " باللغات المختلفة
وأشار د . صابر الي أن رسالة السلام التي شاهدناها سنطوف بها العالم كله لأنها رسالة تكثف مجموعة من الرسائل المختلفة تقدم للعالم الذي يشهد صراعات وحروب ودمار وقتل ، كما أنها رسالة تنشد السلام والمحبة والحرية الدينية بصرف النظر عن اللغة والدين والعرق والمكان ، ولكل انسان أن يحتفظ بديانته كيفما يشاء ، ولكن نبقي شركاء في أوطان متحابون بناؤن للمعرفة والثقافة والحضارة ، فالشعب المصري ينشد أن يعيش في رخاء ويمد يده للعالم كله ، مضيفا بأنه بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها مصر خلال الثلاثة أيام الماضية واعلان الحداد لكن تم استثناء احتفال مهرجان سماع من كل الأنشطة التي تقوم بها وزارة الثقافة ، بل كل الأنشطة في الدولة المصرية لطبيعة المهرجان والرسالة الإنسانية والحضارية التي تقدم للعالم كله ، مشيرا بأننا نعتبره رسالة مساندة ودعم ومحبة للذين فقدتهم مصر خلال الأيام الماضية ، فالفن هو الرسالة الإنسانية التي يفهمها العالم ، والثقافة هي البنية الأساسية للمستقبل والحضارة والتنمية ، وبدون المسرح والسينما والموسيقي والفن والشعر والأدب نفقد روحنا السمحة الطيبة ووعينا .
فالفن والثقافة هما الرئة التي يتنفس بها المجتمع مهما كان من حراك سياسي واجتماعي وفكري ، وهما الرئة التي تواصلت وحملت معها كل الحضارات الكبري في العالم ، فالفن يعكس كل هذه التيارات ويقدم وظيفة رسالة تخدم الفن ، والثقافة تخدم المجتمع ، فالدول التي أغفلت الفن والثقافة والمعرفة بالمعني الفني والثقافي هي التي لم تسهم بدور كبير في الحضارة الإنسانية ولا تستطيع أن تستهدف الحرية والعدالة والوعي والديمقراطية وحقوق الانسان ، فمصر مستمرة ومتواصلة سبعة آلاف سنة لأنها تحمل كل هذه الفنون والثقافات المتراكمة ، وأضاف صابر بأن المشهد الذي قدمه انتصار عبد الفتاح جسد هذه الوظيفة وهذه الرسالة للعالم كله ، ستبقي مصر بتثقافتها ومعرفتها متسامحة قوية كبيرة مؤمنة بالوظيفة الإنسانية والإجتماعية ، وأن الروح المصرية كانت أكثر حرارة وتواصل في الرسالة الفنية وكانت بمثابة التعبير عن المشهد السياسي والإجتماعي الذي شهدته مصر طوال العام والنصف المنصرم ، وأكد علي أننا في نتاج ثورة مصرية أنعكست علي الفن ، وفي السنوات القادمة سوف تنعكس ثورة 25 يناير علي الثقافات والفنون المختلفة وتقدم زاد لكل الفنون ، وسوف ننتهي من وضع خطة واضحة لمدة عام مرتبطة بالزمن والتوقيت والوظيفة ثم خطة لمدة خمس سنوات لكل قطاعات وهيئات وزارة الثقافة ، ووظيفة وزارة الثقافة المصرية في النشر والفنون والمعارف المختلفة سوف تحدد ملامحها ، لأن الثقافة والفن هي أروع ما تمتلكه مصر ، مؤكدا بأنه في الفترة القادمة ستندفع برؤية وعقلانية أفضل وتقدم فن وثقافة أرقي للمجتمع المصري ، لأنه لا يمكن أن تقدم وظيفة ثقافية للمجتمع ويتلمسها في غيبة التنسيق وبين وزارة الإعلام والثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالي ومؤسسات المجتمع المدني ، مشيرا بأن المرحلة القادمة ستكون الرؤية متكاملة مشتركة بين كل مؤسسات الدولة التي تستهدف الإنسان بناء روحيا وفكريا بمعني الوعي والثقافة ، فوزارة الثقافة ستحافظ علي هذه الوظيفة وهذه الرسالة لأن المصريين يودون أن يعبروا عن ثقافتهم ومواقفهم الاجتماعية والسياسية من خلال رسائلهم الأدبية من شعر وقصة ورواية .. الخ
وفي نهاية كلمته توجه بالشكر للجانب الصيني ضيف شرف الدورة القادمة لأنه يجسد العلاقات المصرية الصينية وهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ ، وتمني أن يكون هناك أنشطة أكثر وتعاون مشترك ، وان يقدم المجتمع المصري والصيني كل منهما تجربته في مجال الفن من خلال رؤية مشتركة .
وأشار انتصار الي أنه بالرغم أننا نمر بظروف صعبة ، لكن لابد وان نشدوا معا من أجل الوقوف ضد الإرهاب بأشكالة وأنواعه المختلفة ، مضيفا بأننا نستعد الآن للدورة القادمة وسوف تتسع دائرة المهرجان ، ليصل عدد الدول المشاركة الي 30 دولة ، متمنيا أن يكون مسرح بئر يوسف هو المسرح الخاص بالمهرجان في القلعة بالإضافة لقبة الغوري ، وتمني أن تتسع دائرة الأحلام لتنضم قلعة قايتباي بالأسكندرية لمنظومة هذا الحدث الهام ، كما تمني مشاركة بعض المحافظين ووزارات أخري في هذا المهرجان ، وصرح عبد الفتاح بأن ضيف شرف الدورة القادمة هي الصين