يبدو أن إسرائيل وإرضاء إسرائيل سيكون أحد أهم عوامل تحديد هوية رئيس أميركا المقبل، لاسيما بعد الزيارة الأخيرة للمرشح الجمهوري ميت رومني واعترافه بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، فقد شن عدد من ابرز القيادات الديموقراطية من الجالية اليهودية هجوما بالغ العنف على سياسات الرئيس باراك أوباما تجاه إسرائيل معلنين تخليهم عن دعمه في السباق الرئاسي الأميركي. وقال المسؤول السابق في عدد من الإدارات الأميركية والمساعد الخاص للرئيس بيل كلينتون لشؤون الشرق الأوسط في التسعينيات «نحن الآن نعرف على وجه اليقين إن أوباما لا يحب الفكرة التي أقيمت على أساسها دولة إسرائيل».
فضلا عن ذلك فإن رئيس اتحاد اليهود المتشددين الديموقراطي ناثان ديامنت الذي لعب دورا بارزا في جمع التبرعات لحملة أوباما الرئاسية الاولى في 2008 قال انه قرر التخلي عن دعم الرئيس.
وشرح ديامنت ذلك بقوله «لقد بذلت جهدا كبيرا لدعم حملة الرئيس اوباما ولكنه خيب أملي برفضه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. تبين الآن انه ينتهز كل فرصة مواتية لكي يوجه لإسرائيل لطمة جديدة، على الرغم من أنها الحليف الوحيد الذي يمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه في الشرق الاوسط».
بيد ان الهجوم الأعنف الذي تعرض له اوباما جاء من احد كبار مؤيديه في الاعلام وهو رئيس تحرير صحيفة «نيوريبابليك» مارتي بيريتز. ففي مقابلة مع «وول ستريت جورنال» قال بيريتز: انه يشعر بمرارة شخصية بسبب ما وصفه بخيانة اوباما لإسرائيل.
وقال بيريتز «لن يتمكن هذا الرئيس من زيارة إسرائيل. لو فعل ذلك فسوف تواجهه امور غير سارة كثيرة. ولو حاول إلقاء خطاب في الكنيست فإنه سيتعرض لما هو أسوأ».
وتابع «لا أذكر مناسبة واحدة أبدى فيها اوباما دعمه للحق التاريخي لليهود في أرض إسرائيل. انه معاد للصهيونية بعمق. لقد أيدت الرئيس كلينتون في أشياء ولم أؤيده في أشياء أخرى. ولكن اوباما يبدو لي ابنا او حفيدا لليسار الجديد. انه يلقي بالاحكام التلقائية جزافا على كل الامور المعقدة أخلاقيا وتاريخيا. أليس من المضحك ان ننصت اليه وهو يتحدث عن القيادة من الخلف؟ ما معنى ذلك بالضبط؟ انه مبدأ مريض». ولحق قادة التجمعات الديموقراطية في ولاية فلوريدا بهذا التيار المتنامي في صفوف الديموقراطيين بإعلان رئيسهم عضو الكونغرس روبرت واكسلر بالاضافة الى رجل الاعمال المعروف آلان سولو وقف دعمهما لاوباما.
وكان واكسلر مكلفا من البيت الأبيض بطمأنة الجالية اليهودية الكبيرة نسبيا في الولاية التي يمكنها ان تحسم الانتخابات الا ان اوباما متمسك بالحفاظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل.
وفي السياق نفسه، انتقد المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل ميت رومني خصمه اوباما «لرفضه الاعتراف بالقدس» عاصمة لدولة إسرائيل، وذلك في شريط دعائي بث أمس الأول.
ويظهر في الشريط الدعائي رومني خلال زيارته الاخيرة لإسرائيل قبل ان يشير الى ان اوباما لم يزر ولو مرة واحدة هذا البلد.
وبينما تمر في الشريط صور لرومني خلال زيارته لإسرائيل فإن صوتا في الشريط يقول «ميت رومني سيكون رئيسا مختلفا، قائدا قويا يقف الى جانب حلفائنا».
وعلى حسابه على موقع تويتر ركز حاكم ولاية ماساتشوستس السابق كثيرا على هذه النقطة، وكتب في مدونة قصيرة مرفقة برابط للشريط الدعائي «خلال أربع سنوات تقريبا من رئاسة باراك اوباما لم يزر مرة إسرائيل. نحن بحاجة الى زعيم يقف الى جانب حلفائنا».
وبذلك يكون رومني قد اختار انتهاج سياسة مناقضة لسياسة واشنطن التي لا تعترف رسميا بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وسفارتها موجودة في تل ابيب على غرار كل باقي سفارات الدول المعتمدة في إسرائيل.
وكان رومني اثار خلال زيارة الى المدينة المقدسة في نهاية يوليو حنق الفلسطينيين بقوله: ان القدس هي عاصمة إسرائيل.
وردا على هذه التصريحات قال المتحدث باسم البيت الابيض جون ارنست أمس انه يتعين على المرشح الجموري الإسهاب في شرح موقفه وتوضيحه، مشددا على ان هذا الموقف يتعارض مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتي التزم بها جميع الرؤساء، سواء أكانوا ديموقراطيين أم جمهوريين».