في إطار متابعتها للشأن المصري، نشرت صحيفة واشنطن بوست اليوم الخميس نبأ وفاة اللواء عمر سليمان في مستشفى في كليفلاند عن عمر يناهز ال 76 عامًا، ووصفته بأنه المستشار الأمين للرئيس المخلوع حسني مبارك والشريك الرئيسي لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في الشرق الأوسط. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط التي تديرها الدولة أن سليمان كان يعاني من مشاكل في الرئة والقلب على مدى أشهر وأن صحته تدهورت بصورة حادة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقد ارتبط في أذهان كثير من المصريين أن سليمان كان على صلة وثيقة بحكم مبارك القمعي، كما اتهمته جماعات حقوق الإنسان بالتورط في أعمال التعذيب ضد المعتقلين.
وقال الناشط الحقوقي جمال عيد إنه كان يأمل في أن يواجه سليمان المحاكمة عن الجرائم التي ارتُكبت خلال حكم مبارك، فضلاً عن تقديم أدلة قيمة حول ما حدث خلال ثورة العام الماضي.
وأضاف عيد أن سليمان كان واحد من أعداء الديمقراطية في مصر لم يعد موجوداً بعد الآن"، وتابع قائلاً "لقد كان بمثابة الصندوق الأسود".
وأشارت الصحيفة إلى أنه غالبًا ما كان يُنظر إليه باعتباره صانع القرار في حكومة مبارك، ولكن من وراء الكواليس، وقد ظهر جليًا للأضواء فقط في أاواخر يناير 2011، عندما عُيِّن نائبًا للرئيس، مما أثبت أنها الأيام الأخبرة لبقاء نظام مبارك في السلطة. وفشلت محاولتة الأخيرة في تقديم تنازلات لإخماد الاحتجاجات التي اندلعت في شوارع الجمهورية والتي أصابت مصربالشلل. وسرعان ما اضطُر إلى الظهور على شاشات التلفزيون، بوجه متجهم، لإعلان تنحي مبارك عن السلطة.
وقد عاد سليمان إلى الحياة العامة لفترة وجيزة من هذا العام عندما أعلن عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، ولكنه استُبعد لفشله في جمع توقيعات كافية وفقًا لشروط الترشح.
ونقلت صحيفة الأهرام الحكومية عن مصدر، لم يذكر اسمه، قوله إنه ستُجرى جنازة عسكرية لسليمان في القاهرة يوم الجمعة وسيحضرها المشير محمد حسين طنطاوي. وفي تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، اعترض العديد من المصريين على فكرة تنظيم سليمان جنازة عسكرية لسليمان. ويذكر أن سليمان ولد عام 1936 في أحد مدن محافظة قنا بصعيد مصر، وتخرج من إحدى الكليات العسكرية المصرية، وخدم خلال ثلاث حروب، بما في ذلك الصراع بين مصر وإسرائيل في 1967 و1973.
وأصبح فيما بعد رئيسًا لجهاز المخابرات العسكرية وتمت ترقيته من قبل الرئيس مبارك في عام 1993 ليكون رئيس جهاز المخابرات العامة.
وأدت المعارضة القوية من جانب عمر سليمان للجماعات الإسلامية بفوزه بدعم واشنطن والقدس، ولعب دور دبلوماسي بارز في علاقة مصر مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة. وفي عام 2009، صنفته مجلة "فورين بوليسي" كأقوى رئيس مخابرات في منطقة الشرق الأوسط، متقدمًا على رئيس الموساد آنذاك مئير داجان.
وكان سليمان، وفقًا لوثائق وزارة الخارجية الأمريكية نشرتها منظمة ويكيليكس المناهضة للسرية، شريكًا رئيسيًا لوكالة الاستخبارات المركزية، كما لعب دوراً رئيسيًا في صفقات تبادل الأسرى.
وقبل الثورة المصرية، كان سليمان يوصف بأنه الخليفة المحتمل لمبارك، على الرغم من أن العديد من المصرين اعتقدوا أن مبارك ستولى الحكم إلى آخر لحظة في حياته وأن ابنه جمال سيتسلم السلطة من بعده.
وخلال نعيها لنائب مبارك السابق في بيان صدر اليوم الخميس، كرمت الحكومة المصرية المؤقتة عمر سليمان ووصفه بأنه كان "نزيهًا ورمزاً وطنيًا".