نجحت الصين السبت في وضع مركبة فضاء تضم امرأة بين طاقم من ثلاثة أفراد في مدار حول الأرض، في وقت تتخذ فيه البلاد أحدث خطوة نحو بناء محطة فضاء خلال هذا العقد. وانطلق صاروخ من مركز إطلاق الأقمار الصناعية في جيو تشيوان بصحراء غوبي بشمال غرب الصين وهو يحمل سفينة الفضاء شنتشوه 9 (المركبة الإلهية باللغة الصينية) ورواد الفضاء الثلاثة وبينهم الطيارة المقاتلة ليو يانج التي تبلغ من العمر 33 عاما. ونقل التلفزيون الصيني الحكومي عملية الإطلاق على الهواء، وحتى قبل دقائق من الإطلاق كانت إحدى الكاميرات تركز على رواد الفضاء في قمرة القيادة وهم يلوحون من وقت لآخر، وكانت لافتة حمراء عليها رمز صيني لجلب الحظ معلقة خلفهم. وبدا الرواد الثلاثة في المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي، هادئين قبيل الإقلاع الذي تم بحضور رئيس الجمعية الوطنية الشعبية وو بانغو المسؤول الثاني رسميا في النظام الشيوعي الصيني، وقال "الصين وشعبها ينتظرون عودتكم الظافرة". وشدد وو بانغو على أن هذه المهمة "لها بُعد إستراتيجي مهم" في وقت تحاول فيه الصين تعويض تخلفها التقني في هذا المجال من خلال القيام بتجارب فضائية أنجزها الأميركيون والروس في ستينيات القرن الماضي. الصين هي ثالث دولة في العالم بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي ترسل امرأة إلى الفضاء (الفرنسية) مهمة الرواد وخلال أيام سيحاول الرواد القيام بعملية التحام للمرة الأولى مع الوحدة الفضائية تيانجونج1 (القصر السماوي) التي أطلقت في سبتمبر/أيلول الماضي في إطار مهمة تستغرق 13 يوما، وتعتبر حاسمة لطموحات الصين لوضع محطة فضاء في مدار حول الأرض بحلول عام 2020 تقريبا. وقال كبير مصممي مشروع هندسة الفضاء المأهول في الصين جو جيان بينج للصحفيين قبل الإطلاق "أعتقد أنه يمكننا تحقيق هذا الهدف لأننا لدينا بالفعل القدرة الفنية الأساسية". وتنفيذ مهمة التحام ناجحة للصين سيكون أحدث استعراض للقدرات المتنامية للبلاد في الفضاء تتماشى مع نفوذها الدبلوماسي والعسكري المتزايد. ووصف مدير برنامج الرحلات الفضائية الصينية المأهولة، الجنرال تشانغ وانكوان، العملية بأنها "ناجحة بالكامل". وللجيش دور مركزي في النشاطات المتعلقة بالفضاء في الصين. والصين هي ثالث دولة في العالم بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي ترسل امرأة إلى الفضاء بفضل تكنولوجيتها الخاصة. وكانت بكين أنجزت أول رحلة فضائية مأهولة لها في أكتوبر/تشرين الأول 2003.