كشف مصدر فلسطيني اليوم السبت أن زيارة رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية إلى تونس أثارت غضب المندوبين الفلسطينيين الرسمييين في تونس، معتبرين أنهم تعرضوا للتهميش التام. وقال المصدر: إن "الفلسطينيين (مندوبي السلطة) غاضبون، فلا الحكومة ولا وزارة الخارجية ولا حزب النهضة أحاطوهم علمًا بمواعيد وبرنامج زيارة هنية، فيما كان من المفترض إشراكهم بها"، فيما قال مصدر آخر لصحيفة المغرب الصادرة باللغة العربية بأن "ذلك لا يخدم جهود المصالحة الجارية بين فتح وحماس"، معتبرًا أن ذلك خطأ سياسي.
وأوضح المصدر أن المندوبين الرسميين في تونس أعربوا عن استيائهم لأن جدول أعمال هنية لا يتضمن زيارة مقبرة حمام الشط التي قتل فيها 68 شخصًا غارة صهيونية في الأول من أكتوبر عام 1985.
وزار هنية تونس بدعوة من الحكومة الجديدة، وهي أول زيارة له إلى خارج قطاع غزة منذ عام 2007، حيث زار مصر والسودان وتركيا، والتقى الرئيسَ التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، ومن المقرر أن يزور مساجد ومدنًا تشكل رموزًا للثورة التونسية حتى مغادرته المقررة الاثنين.
وقد كان رئيس الوزراء حمادي الجبالي ورئيس حزب النهضة راشد الغنوشي في استقبال هنية في مطار العاصمة التونسية يوم الخميس الماضي، ولم يكن أي مندوب فلسطيني موجودًا، حيث غادر السفير سلمان الهرفي تونس عشية وصول هنية، وفقًا لوكالة فرانس برس.
يتزامن ذلك مع انتقادات وجهها ياسر عبد ربه الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى خالد مشعل بسبب وساطته بين الجامعة العربية والنظام السوري، معتبرًا أنه تدخل في الشأن السوري، وهي الوساطة التي أشادت بها الجامعة وأكدت أنها وساطة إيجابية لوقف سفك الدماء.
ويرى المراقبون أن زيارة هنية إلى عدد من الدول وخاصة مصر وتونس تشير بوضوح إلى أن الربيع العربي كان في صالح حماس، وأن حماس التي كان يضيق عليها من قبل الأنظمة العربية باتت تستقبل استقبالاً رسميًّا من قبل الرؤساء، وهو ما يعني سحب البساط من تحت أقدام السلطة وفصائل المنظمة التي لا يوجد لها تأييد شعبي بسبب مواقفها.