قالت منظمة الصحة العالمية إن الكوليرا تفشت في عاصمة جنوب السودان حيث أدت الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أشهر إلى تشريد الآلاف وتعطيل الإمدادات الغذائية والخدمات الصحية. وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جاساريفيك يوم الاثنين إن من المعتقد أن تسعة أشخاص لقوا حتفهم بسبب الكوليرا التي يمكن أن تفتك بالمرء خلال أيام إذا لم يعالج منها. وسجلت حتى الآن نحو 138 حالة في جوبا والمناطق المحيطة بها. وقالت متحدثة باسم المنظمة في جوبا لرويترز عبر الهاتف "بدأ التفشي للتو وينتشر...لدينا تقارير وإن كانت غير مؤكدة بأن أشخاصا آخرين أصيبوا كذلك في مناطق أخرى لذا فإنه ينتشر بكل تأكيد." وقدمت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) خياما وأدوات صحية ومياه شرب ومحاليل للعلاج من الجفاف لأحد المراكز العلاجية. وقال الصندوق في بيان إنه تم تدريب مئات الأشخاص على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية لإبلاغ المناطق السكنية وحشدها. وبدأ ظهور المرض بعد أيام من توقيع جيش جنوب السودان والقوات المتمردة على اتفاق لوقف إطلاق النار بهدف إنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أشهر. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في وقت سابق هذا الشهر إن نصف السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة سيفرون أو سيتعرضون للمجاعة أو الموت بحلول نهاية العام إذا تواصل القتال في جنوب السودان. لكن وكالات الإغاثة تقول إنه حتى صمود وقف إطلاق النار لن يحل على الفور الوضع الإنساني المتردي في البلاد. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة إن ثلاث حالات من الوفيات التسع كانت في منشأة طبية. وقال مسؤول الأمن الصحي بمنظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا على هامش القمة السنوية للمنظمة في جنيف إنه لا يلم بأحدث تفاصيل الوضع هناك لكنه أضاف "مثل أي نوع من التفشي خاصة عندما يظهر مرض في منطقة صعبة فإن الأمر لا يتطلب فحسب اكتشاف ما الذي يحدث سريعا بل أيضا معرفة نوع المساعدة والدعم المناسبين اللذين يحتاجهما الوضع هناك." والكوليرا مرض فتاك للغاية يصيب الأمعاء الدقيقة وغالبا ما يصاحبه غثيان شديد وإسهال. وتقول منظمة الصحة العالمية إن المرض يمكن أن يفتك بالمرء خلال ساعات إذا ترك دون علاج لكن نحو 80 في المئة من حالات الإصابة تعالج بنجاح من خلال محاليل معالجة الجفاف. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة إنه تم تطعيم 80 ألف شخص في جنوب السودان ضد الكوليرا لكن الحالات تتضاعف كل يوم.