كان كل شيء مهيئا من أجل عودة جوزيه مورينيو إلى مسقط رأسه في لشبونة ليفوز على ريال مدريد ويصبح أول مدرب يحصد لقب دوري أبطال أوروبا مع ثلاثة فرق مختلفة غير أن أتليتيكو مدريد كان له وجهة نظر أخرى. وتصدع حائط مورينيو الأزرق ثم انهار بنفس طريقته المفضلة وهي الهجمات المرتدة أمام قوة ودقة اتليتيكو بقيادة دييجو سيميوني الذي فاز 3-1 أمس الأربعاء على ملعب ستامفورد بريدج. الخسارة في الدور قبل النهائي قد تعود إلى فشل تشيلسي في إحراز هدف خارج ملعبه في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي في إسبانيا وفي الوقت الذي تنتظر فيه أوروبا قمة مدريدية في النهائي ترك مورينيو يعض اصابع الندم على اختياراته الفنية. واطلقت صحيفة ماركا الإسبانية على مورينيو لقب "استثنائي الدور قبل النهائي" بعد خسارته للمرة الرابعة على التوالي في هذا الدور في سخرية واضحة من لقب "الاستثنائي" وهو اللقب الذي اطلقه على نفسه عندما تولى تدريب تشيلسي قبل عقد من الزمان. وتمتع مورينيو بقدر من الكياسة بتوجيه التهنئة لفريق اتليتيكو "الجيد جدا" ولكنه خسر فرصة لعب النهائي الحلم أمام فريقه السابق والذي تركه بعد مشاكل الموسم السابق. وكان النهائي سيقام على ملعب بنفيكا حيث بدأ مشواره التدريبي ليمثل ذلك فشلا نادرا لرجل بارع في اغتنام الفرص. وفي النهاية وجد نفسه غائبا بسبب طريقته الدفاعية التي انقلبت عليه وجعلته في موقف لا يستطيع الخروج منه. طريقته شديدة الحذر في مباراة الذهاب كانت تعني أن تشيلسي سيعود إلى ملعبه دون أن يحرز أي هدف وحتى بعد تقدمه أمس الأربعاء عن طريق لاعب اتليتيكو السابق فرناندو توريس لم يكن ذلك مؤثرا في نتيجة المباراتين. ورغم أن هدف توريس وضع تشيلسي في المقدمة إلا أن هذه الافضلية البسيطة انتهت بعد أن استغل اتليتيكو دفاع تشيلسي الهش في إحراز هدف التعادل قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول عن طريقة ادريان لوبيز. هذا الهدف وضع اتليتيكو في المقدمة بسبب قاعدة احتساب الهدف خارج الملعب ولم يهدأ الفريق بل سجل دييجو كوستا هدفا في الدقيقة 60 من ركلة جزاء وأضاف اردا توران الهدف الثالث من مدى قريب بعد متابعته لضربة الرأس التي لعبها وارتدت من العارضة قبل 18 دقيقة من نهاية المباراة. وأشرك مورينيو ستة مدافعين في طريقة 4-2-3-1 التي بدأ بها المباراة ولم يشرك قوته الهجومية الممثلة في صمويل ايتو وديمبا با واندريه شورله سوى في الشوط الثاني. وبدا ان الامور تسير لصالح مورينيو (51 عاما) حتى نجح اتليتيكو في تعديل النتيجة. ولا يمكن تحميل مورينيو مسؤولية الأخطاء الدفاعية المتلاحقة التي مكنت اتليتيكو من الفوز ولكن بعد تقدمهم فشل تشيلسي في إيجاد طريقه لاختراق دفاع المنافس. ونظم سيميوني خط الظهر جيدا عن طريق الدفاع بعمق عند هجوم تشيلسي وكانوا الأفضل في الهجوم المرتد حيث قام توران بعمل كبير على الجهة اليمنى في حين كان كوكي وكوستا يقومان باختراق الدفاع. المشكلة الحقيقية أن توريس لم يفعل الكثير في الهجوم وباستثناء الهدف لم يساهم كثيرا في هجوم تشيلسي. وكان الأفضل أن يقوم مورينيو باستخدام قوته الهجومية بشكل مبكر. ورغم ذلك كان ايتو بديلا لاشلي كول في الدقيقة 53 وبا بديلا مباشرا لتوريس بعد 67 دقيقة عندما كانت النتيجة تشير إلى تأخر تشيلسي 2-1 وشارك شورله قبل 13 دقيقة من نهاية المباراة عندما كانت الأمور انتهت عمليا. وحتى ايدن هازارد لاعب تشيلسي والمنتخب البلجيكي تساءل حول خطط مورينيو بعد المباراة. ونقلت عنه تصريحات للنسخة الفرنسية من شبكة بي.ان سبورت قال فيها إن تشيلسي "لم يخلق للعب كرة القدم." وعاد هازارد للمشاركة مع تشيلسي بعد غيات أربع مباريات بسبب اصابة في الكاحل ولكنه لم يؤثر على المباراة باستثناء بعض اللمسات في الشوط الأول. وأضاف "تشيلسي لم يخلق للعب كرة القدم نحن أفضل في الهجوم المرتد مثلما فعل ريال مدريد أمام بايرن ميونيخ." وتابع "غالبا يطلب مني القيام بالعمل كله وهذا ليس سهلا." وما يغضب تشيلسي بالأخص هو أن الشخص الذي وقف حائلا أمام طريقهم للمرمى هو الحارس تيبو كورتوا والمعار من الفريق إلى اتليتيكو منذ ثلاثة مواسم ولم يلعب لتشيلسي مطلقا. وقال مورينيو إن نقطة التحول في المباراة كانت بعد الدقيقة 60 عندما تصدى الحارس البلجيكي (21 عاما) بشكل لا يصدق لضربة جون تيري الرأسية وبعد ذلك بدقيقة تقدم اتليتيكو عن طريق ركلة جزاء نفذها كوستا. النقطة الإيجابية لتشيلسي في المباراة هي معرفة مدى كفاءة كورتوا في ظل احتمالات عودة الحارس إلى ستامفورد بريدج في الموسم القادم لمنافسة بيتر شيك على حراسة مرمى الفريق.