تطور مستوى لوكا مودريتش على صعيد كرة القدم الأوروبية حتى أصبح في التشكيلة الأساسية لريال مدريد وسيكون مستواه مؤثرا على فرص كرواتيا في عبور الدور الأول لنهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 1998. وكان مودريتش يبلغ من العمر 13 عاما في فريق زادار المحلي عندما وصلت بلاده الى الدور قبل النهائي لكأس العالم 1998 في الظهور الأول لكرواتيا كدولة مستقلة. وربما تبدو بنيته ضعيفة لكن مودريتش من اللاعبين أصحاب الالتحامات القوية ويملك موهبة كبيرة في وسط الملعب. لكنه لم يتمكن بعد من السير على خطى سلفه زفونيمير بوبان وأخفق كذلك الجيل الحالي في الاستفادة من نجاح جيل التسعينات الموهوب. وظهر مودريتش (28 عاما) مع العملاق الكرواتي دينامو زغرب في 2003 وأحرز معه لقب الدوري ثلاث مرات ولقب الكأس مرتين وسجل 33 هدفا في 128 مباراة قبل أن ينتقل إلى توتنهام هوتسبير في 2008. وبات مودريتش لاعبا مؤثرا في الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل رؤيته الواسعة للملعب وقدراته المميزة في التمرير والاستحواذ على الكرة وقضى هناك أربع سنوات قبل أن ينتقل لريال مدريد بطل أوروبا تسع مرات. ورغم تطوره المستمر على مستوى الأندية فإنه لم يكن يخرج من صدمة حتى يدخل في أخرى بقميص منتخب كرواتيا. وبعد الخروج من دور المجموعات في كأس العالم 2006 عقب التعادل 2-2 مع استراليا خسرت كرواتيا في مباراة مثيرة بدور الثمانية لبطولة أوروبا 2008 أمام تركيا حينما كان مودريتش أحد اللاعبين الثلاثة الذين أهدروا ركلة ترجيح. وكانت هذه البطولة هي الأفضل لمودريتش إلى حد كبير بعدما اجتازت كرواتيا دور المجموعات وفازت 2-1 على ألمانيا التي بلغت بعد ذلك نهائي البطولة كما تقدمت على تركيا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي قبل أن يدرك المنافس التعادل في الثواني الأخيرة. وأخفقت كرواتيا في التأهل لكأس العالم 2010 ولم يظهر مودريتش بالمستوى المنتظر في بطولة أوروبا 2012 إذ أخفقت بلاده في تخطي دور المجموعات عقب الوقوع في مجموعة صعبة ضمت إسبانيا وإيطاليا طرفي المباراة النهائية. وعانى مودريتش في موسمه الأول مع ريال تحت قيادة جوزيه مورينيو لكنه رغم ذلك ترك بصمته عندما سجل هدفا ساعد ناديه على التفوق 3-2 على مانشستر يونايتد في مجموع مباراتي الذهاب والإياب لدور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا لموسم 2012-2013. وتقدم يونايتد 1-صفر في هذه الليلة لتصبح النتيجة الإجمالية 2-1 لكن صاحب الأرض اضطر لاستكمال المباراة بعشرة لاعبين بسبب طرد ناني وحينها دفع مورينيو بمودريتش ليدرك اللاعب الكرواتي ويقدم أداء رائعا قاد ريال لانتفاضة التأهل. ويقدم مودريتش عروضا رائعة هذا الموسم لتتعلق عليه الآمال مجددا لقيادة كرواتيا في كأس العالم لأنه لو ظهر بمستواه سيكون بوسع بلاده أن تشكل تهديدا لباقي المنافسين.
