بعد كل أزمة تجده يلملم أوراقه ليبدأ من جديد مواصلا البحث عن مخرج في ظل ضبابية شديدة تواجه القطاع السياحي، عن وزير السياحة هشام زعزوع أتحدث، نشاطه وإصراره يبعث شيئا من الطمأنينة في صدور الكثير ممن يعانون في القطاع السياحي، ويدفع القلة لأن تزعم أن الوزير يتجمل في إحصائياته وأرقامه التي ترد إليه من جهات محايدة كمصلحة الجوازات والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء!! رأيت أن يكون متن مقالي هذا الأسبوع متطرقا إلى ملف هام نتطلع جميعا أن يكون بارقة أمل للسياحة المصرية ألا وهو ملف السياحة الهندية تلك التي تنعقد عليها المزيد من الآمال في الفترة المقبلة، فعدت لقاءات جرت بين الوزير هشام زعزوع مع السفير الهندي بالقاهرة نافديب سوري في ضوء حملة جذب مليون سائح هندي لزيارة مصر، كما استضافت الوزارة أكبر تجمع ل14 شركة سياحة هندية على أرض محافظة الأقصر، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للتنشيط السياحي و14 شركة سياحة هندية بشأن تنشيط السياحة الهندية الوافدة إلى مصر، وذلك بحضور وزير الطيران ومحافظ الأقصر ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية ومستشار الوزير لشئون آسيا وملكة جمال الهند، وذلك في مستهل يناير الماضي، كما التقى الوزير هشام زعزوع، محمد إقبال ملا، رئيس اتحاد شركات السياحة الهندية، لبحث خارطة الطريق السياحية بين مصر والهند منذ أيام والإجراءات الفعلية التي من شأنها دفع عجلة السياحة الوافدة من الهند إلى مصر. يضاف إلى ذلك أن السوق الهندية تعد سوقا واعدة لمصر نظرا للقدرة الإنفاقية العالية للعديد من المواطنين الهنود في ظل النهضة التي تشهدها القارة الهندية، ومن المتعارف عليه بالنسبة للسائح الهندي أنه يأخذ قرار سفره مع عائلته في وقت متأخر بما يستلزم توافر حزمة إجراءات بشأن سهولة الحصول على تأشيرة السفر في منافذ الوصول، وكذلك وجود طيران مباشر بسعر مناسب، فضلا عن الترويج الجيد. ومن المعروف أن عدد المسلمين بالهند يشكل 15% من تعداد السكان ولديهم ولع شديد بزيارة مصر وبالحضارة المصرية والتراث الثقافي وهذه فئة تحتاج إلى تسويق جيد لاستجلابها لمصر. والمتابع لتدفق السياحة الهندية يجد أن تركيا حققت طفرة جيدة في استقطاب السياحة الهندية، فمنذ خمس سنوات كان حجم السياحة الهندية إلى تركيا 64 ألف هندي وصل حاليا لأكثر من نصف مليون سائح هندي في تركيا، وهناك أكثر من 22 رحلة أسبوعيا من الهند إلى تركيا. ولعلنا نلاحظ دعما معنويا من اتحاد شركات السياحة الهندية الذي يضم 2800 شركة هندية وترحابا وقبولا بالمنتج السياحي المصري، خاصة أن الاتحاد يسيطر على 85% من السياحة الخارجية من الهند. ومن المنتظر إقامة الدورة الثانية لمهرجان الهند على ضفاف النيل فى أبريل 2014، تنطلق فعاليات هذا العام من 1 إلى 20 أبريل، بإقامة عرض رقص و موسيقى ضخم بعنوان "بوليوود.. قصة حب" وذلك فى دار الأوبرا المصرية، ويشارك في العرض أكثر من 35 راقصا وراقصة يقدمون لنا أروع عروض الرقص والموسيقى لقصص الحب الرومانسية من أفلام السينما الهندية، وسيسافر هذا العرض الموسيقى الراقص إلى الإسكندرية والغردقة والأقصر. أعتقد أن كل تلك الفعاليات التي تتبناها وزارة السياحة بالشراكة والتنسيق مع الوزارات المعنية تستطيع أن تحرك قليلا المياه الراكدة وأن تلعب دورا في جذب شريحة من السياحة الهندية، خاصة أن مؤشرات منظمة السياحة العالمية تشير إلى أنه من المتوقع أن يبلغ حجم السياحة الخارجية للهند 50 مليون سائح بحلول عام 2020.