لا تزال مستشفيات جنوبسيناء تبوح بأسرارها إلى العلن من أجهزة معطلة واخرى بلا صيانة ،وعن هذا قال الشيخ احمد الهريش من مشايخ قبيلة القرارشه" اقرب مستشفى لحوالى 50 تجمعا بدويا بوادى فاران مستشفى سانت كاترين الذي يبعد حوالى 45 كيلومترا عن وادى فاران وليس به اى امكانيات على الاطلاق ونضطر الى نقل المريض لمستشفى الطور العام الذي يبعد حوالى 100 كيلومتر بخلاف انه لا توجد اجهزة متطورة فى المراكز الطبية،إضافة إلى أجهزة معطلة بلا صيانة بالمستشفى". اما الشيخ سالم العريبى من مشايخ قبيلة المزينه يؤكد ان مرضى جنوبسيناء يغادرون محافظاتهم ، لقطع مئات الكيلومترات ذهابا وإيابا لتلقي العلاج بمستشفيات المحافظات المجاورة فضلا عن حدوث أزمة ثقة بين المواطنين والقائمين علي تقديم الخدمات الصحية بالمستشفيات. اما عمر حسن شلبي أحد العاملين بمديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوبسيناء يؤكد أنه فوجئ العام الماضي بتعرض ابنته الوحيدة "إيمان" البالغة من العمر 17 عاما لحالات صداع مزمن وقيئ متكرر وارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم، وكما يقول: "علي الفور توجهنا إلي مستشفي طور سيناء العام الذي لا يمكن أن يطلق عليه مستشفي بكل الأحوال، حيث يعانى من ندرة الأطباء الإخصائيين، وهناك فوجئنا بتعرض ابنتي لارتفاع كبير في ضغط الدم، ودخولها في إغماء استمر ما يقرب من 6 ساعات متتالية حتى علمنا أنها تحتاج إلي طبيب متخصص في أمراض المخ والأعصاب". وأضاف شلبي: بعد مرور يوم كامل تم تحويلها إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي لإجراء أشعة مقطعية علي الجانب الأيسر من الجسم، حيث يفتقر مستشفي طور سيناء العام لجهاز أشعة مقطعية، وتم تحويلها إلي قسم العناية المركزة، خصوصاً بعد أن تبين لإخصائي المخ والأعصاب إصابة ابنتي بجلطة دم في المخ، وأوصى الطبيب المعالج بضرورة التدخل الجراحى، وفي ذلك الوقت كان مستشفي شرم الشيخ يفتقر أيضاً لجراح المخ والأعصاب، لذلك تم تحويل ابنتي وهى في حالة مرضية حرجة (غيبوبة) للعلاج بمستشفي قصر العينى الفرنساوى، وقطعنا ما يزيد عن مسافة 550 كيلو مترا بواقع 6 ساعات ذهابا فقط، ونحن لا ندرى هل ستصل ابنتي حية أم أنها ستقابل وجه ربها الكريم". ويقول محمود احد مواطني المحافظة " كنا نأمل أن تقوم الثورة المصرية بوضع حد مناسب للظروف المعيشية والصحية التي يعانيها المواطنون لضمان توفير الحياة الكريمة التي يحلمون بها، وبعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام علي الثورة مازالت هناك بعض فئات المجتمع السيناوى من أرباب المهن الحرفية البسيطة البالغة أعدادهم المئات يعيشون تحت خط الفقر ورغم معاناتهم الشديدة من الأمراض المزمنة، وأبرزها فيروس "سي" و"بي" فإنهم لا يخضعون لقانون التأمين الاجتماعي، ولا يطبق عليهم الكشف الطبي بالتأمين الصحي، باعتبارهم من أصحاب المشروعات، حيث إن القانون لم يفرق بينهم وبين كبار رجال الأعمال. اما محمد جمعه السميرى فيرى ان مستشفى شرم الشيخ هو الذي ينقذ الحالات المرضية سواء الحوادث أو غيرها ولكن الضغط اصبح كبيرا عليه وطالب بسرعة عمل توسعات له. مشيرا الى ان جميع مستشفيات المحافظة سانت كاترين ونويبع ودهب ورأس سدر وابورديس وطور سيناء تقوم بالتحويل إليه هروبا من المسئولية.